الرئيسية  /  كتاب وآراء

بشير الجميل البطل الخائن .. بقلم : احمد عادل


دام برس : بشير الجميل البطل الخائن .. بقلم : احمد عادل

دام برس :
يحدث جدال في هذه الساعات علي مواقع التواصل الاجتماعي بين انصار حزبي القوات و الكتائب مع انصار المقاومة الوطنية اللبنانية علي توصيف مقتل بشير الجميل ، فانصار حزبي القوات و الكتائب يروا ان الرجل مات شهيدا بينما يري انصار المقاومة الوطنية اللبنانية ان الرجل مات خائنا و عميلا و يشيدوا بعملية استهدافه التي قام بها الشاب حبيب الشرتوني و لعل عملية الجدال هذه متناقضة في ظاهرها لكنها في باطنها متوافقة و لا داعي لها من الاساس و سأوضح وجهة نظري بخصوص ذلك

فالاطراف كافة انصار القوات و الكتائب مع انصار المقاومة يقروا بأن بشير الجميل كان جزء من المشروع الاسرائيلي داخل لبنان ، يتفقوا علي انه كان متحمسا لفكرة الغزو الاسرائيلي للبنان ، و نسق مع السفاح شارون من اجل ذلك ، فلا نجد من يصف بشير الجميل  بالشهيد ينكر تأييده لغزو اسرائيل للبنان ، فهم يروه وطنيا سعي لتخليص لبنان من المتاعب الفلسطينية المزعومة ، بينما يري انصار المقاومة بكل بساطة انه خائن لانه دعم غزو بلاده من عدو مجرم و فاشي و هذا امر بديهي لا يحتاج شروحات طويلة ، كل من يساعد في غزو او احتلال بلده خائن و الطفل الرضيع و ليس الصغير يدرك ذلك

لذلك فانصار الكتائب و القوات لا ينكروا عمالة بشير الجميل للمشروع الاسرائيلي ، و هذا امر جيد يوفر علينا الكثير من التحليل و العصف الذهني ، فبكل بوضوح نحن امام مشروعين ، كل مشروع يوصف مقتل بشير الجميل وفق مشروعه ، المشروع الاول يراه شهيدا لان هذا المشروع متفق مع اسرائيل تاريخيا و الي الان في كل شيء ، متفق ان اسرائيل من حقها غزو لبنان في اي وقت تريده ، و ان سلاح المقاومة خطر و شر لابد من نزعه ، فطبيعي ان يري انصار هذا المشروع ان الجميل شهيد لانه فقد روحه بسبب خدمته للمشروع الاسرائيلي الذي يروه يخدم مصالحهم او مصالح لبنان

اما المشروع الاخر و هو مشروع المقاومة ، فيري مقتل بشير الجميل عمل مبارك ، لانه خائن ، كل من يستعين بالعدو خائن ، كل من يبرر غزو دولته خائن ، كل من ينسق مع سفاح مثل شارون خائن ، فوفق هذا المشروع المقاوم قتل هذا البشير عمل مبارك ، لانه اراد ان ينزع طهارة ارض لبنان و يدنسها بجيش الصهاينة المجرم و الغاصب ، فاستحق الموت علي يد الشاب المضحي بمستقبله حبيب الشرتوني ، من اجل ان تظل ارض لبنان طاهرة لا يدنسها جيش الصهاينة عبر بشير الجميل و امثاله

فوجهة نظري ان الجدال الذي حدث لا داعي له ، لان كل طرف يوصف مقتل هذا البشير وفق مشروعه ، فعملاء اسرائيل يروه شهيدا لانه عميل اسرائيلي مثلهم ، و مقاومي اسرائيل الشرفاء يروه خائن لانه خدم عدو الامتين العربية و الاسلامية اسرائيل ، بشير الجميل شهيد عند عملاء اسرائيل ، خائن عند مقاوميها ، هل من المنطقي ان تجادل نتنياهو في توصيف شهادة السيد عباس الموسوي هل هو قتيل ام شهيد ؟ كلا لان المشروعين متناقضين تمام التناقض ، لذلك فبشير الجميل يستحق وصف البطل الخائن ، بطل عند عملاء اسرائيل ، و خائن عند مقاوميها !
احمد عادل - مصر

المقالة تعبّر عن رأي كاتبها فقط وليس عن رأي الموقع ( دام برس )

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=90784