دام برس : توصلت دراسة أجرتها جامعتا كامبريدج وفلوريدا إلى أدلة قوية توضح أسباب انهيار حضارة المايا الغامضة عام ألف ميلادي. وازدهرت شعوب أمريكا الوسطى والجنوبية حتى عام 800 ميلادي، حيث بنوا الأهرامات والمعابد المذهلة. وبحلول الوقت الذي وجد فيه الغزاة الإسبان المواد المتبقية في القرن السادس عشر، كانت كروم العنب مزدهرة في مدن الحجر الجيري المهجورة. وانتشرت نظريات عدة تفسر الانحدار الشديد للإمبراطورية، بما في ذلك غزو القوى الأجنبية والحرب والمرض وانهيار التجارة. والآن، وجد الباحثون أدلة قوية على أن فترة طويلة من الجفاف أدت لحدوث آثار مدمرة على حضارة المايا الشاسعة، وذلك بعد دراسة عينات المياه في بحيرة Chichancanab بالمكسيك، حيث استقرت شعوب المايا. وقاس الباحثون نظائر المياه في معدن الجبس الذي يمكن أن يتشكل في البحيرات خلال أوقات الجفاف. وعندما تتكون أشكال الجبس، تندمج جزيئات الماء مباشرة في هيكلها البلوري، ويسجل الماء النظائر المختلفة التي كانت موجودة في مياه البحيرة القديمة وقت تكوينها. وقال طالب الدكتوراه في قسم علوم الأرض بجامعة كامبريدج، والمعد الرئيسي للورقة البحثية، نيك إيفانز: "في فترات الجفاف، يتبخر المزيد من مياه البحيرات، ونظرا لأن النظائر الأخف تتبخر بشكل أسرع، يصبح الماء أثقل". ويمكن القول إن نسبة أعلى من النظائر الأثقل، مثل الأوكسيجين -18 والهيدروجين -2، ستشير إلى ظروف الجفاف.
وأوضح إيفانز قائلا: "من خلال رسم نسبة من النظائر المختلفة الموجودة داخل كل طبقة من الجبس، تمكن الباحثون من بناء نموذج لتقدير التغيرات السابقة في هطول الأمطار والرطوبة النسبية، على مدى فترة انهيار المايا". |
||||||||
|