دام برس - غزل الموسى – اللاذقية :
سارت الأقدام الصغيرة على المستطيل الأخضر جنباً إلى جنب مع اللاعبين ..هذا هو عرف كرة القدم، لكن رسالتهم لم تتوقف عند هذا العرف لاسيما أن عمرهم لم يتجاوز عمر الحرب ، بصور الشهداء علت الأكف الناعمة لتكون بداية للمواجهة بين فريقي المجد وتشرين ضمن مواجهات الدوري السوري الممتاز، إلا أن الجماهير سبقت صافرة الحكم لتتخذ من بسمةٍ خجولة بداية لهتافها.
المشجع التشريني ذو السنين السبع "آدم صالح"  تقدم بخطى مستعجلة لينفذ الركلة الأولى من هذه المباراة، بعد أن كُرِم من قبل إداريي نادي تشرين وقام بارتداء قميص "الالتراس" الخاص بالفريق متجهاً نحو الجمهور ليقود تشجيعهم بنفسه.
 لن تستطيع أن تثبت نظرك عليه وهو داخل الملعب فقد تغلب شغفه على المرض الذي ترك من آثاره ما ينبهك بأن جرعة الكيماوي مرت على هذا الطفل، بعد أن خرج من الملعب سألته: هل تريد أن تصبح مهاجماً في نادي تشرين عندما تكبر؟ .. لكن حماسه مع الكرة داخل الملعب تبدل خجلاُ ولم يعطي للكاميرا سوى ابتسامة صنعها جمهور تشرين من خلفه، فقد آثار هتاف 15000 مشجع " منحبك ..يا آدم" الرهبة لدى أخوته الصغار لكنه وقف ولوح بيد منتصرة على التعب فقد خَبِرَ هذا الهتاف جيداً عندما كان تشرينياً على المدرجات.
"هي ليست البادرة الأولى" .. يقول معاوية جعفر رئيس نادي تشرين لدام برس : منذ عدة سنين ونحن نتعاون مع الجمعيات بهذا الخصوص، ولاعبونا يقومون بزيارات دائمة لمراكز أطفال الاحتياجات الخاصة وأطفال السرطان.
ويكمل جعفر: محبو النادي كانوا من أول الداعمين لهذه المبادرة إلى جانب مجموعة من الإداريين، و أردنا أن نوصل رسالة  من خلال أبناء الشهداء أننا دائماً سواء بالمجال الرياضي أو خارجه سنخلد الشهداء ونكون مع أهاليهم.
وأبدت العديد من روابط الأندية السورية دعمها لهذه الخطوة التي قام بها البحارة، ولم يتّسم الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي بالعدائية الرياضية المعهودة بين هذه الأندية، فلم يتبع هذه المواجهة تداول للكلام عن النتائج أو عن النقاط  بقدر الحديث عن الهدف الأثمن لهذه اللعبة التي وضعت بتشكيلتها رأس حربة استطاع أن يخترق دفاعات النزاع و المشاحنات و يسجل نقطة للجانب الإنساني من المستديرة.
في حين لم تأتِ صافرة النهاية لصالح فريق تشرين حيث أعلنت عن عدم صمود تعويذة أرض ملعب الباسل في هذه المباراة، فقد استطاع فريق المجد أن يكسر سلسلة ال 17 مواجهة التي اطمئن خلالها البحارة على أرضهم، لتنتهي التسعون دقيقة بهدف وحيد لفريق المجد، ولعل فرص تشرين ضاعت أغلبها بين يدي الحارس إلا أن ضحكة آدم غافلت النتيجة و سجلت أملاً سيبقى في ذاكرة كل من حضر هذه المباراة.