دام برس - ياسر حيدر ـ اللاذقية :
 في مدينة تتوزع فيها صور الشهداء على مفترقات الطرق وبين ثنايا القلوب، يخال لك للحظة الأولى أنّ لا مجال لفرحٍ تطال زغاريده أعالي السماء أو لحدثٍ ينعش روحاً اختلجت بالقهر.
ترتدي ثياب العمل، تجهز أدواتك، تستقل باص النقل العام متجهاً لتغطية حفل ثقافي و أنت على يقين أنه كغيره من الأعمال الروتينية التي لطالما قمت بها في آونة السبعِ سنوات من الحرب اللعينة.
تصل، تدخل، بدأت الصورة المرسومة في ذهنك بالتغيّر، جمهرةٌ من الشبّان والشابّات يتحدثون بإمارات سرور واضحة، فنانون تشكيليون يشرحون و يفسرون نتاجَ إبداعهم، معرضٌ للكتاب والقصة، أعمال إعادة تدوير نتجَ عنها تحفٌ في فن الكروشيه و العجمي.
مهرجان اللاذقية الثقافي في دورته الثالثة بدأت فعالياته، معارضٌ، ندواتٌ شعرية و أدبيّة، عروض فنية راقصة و أخرى سينمائية ومسرحيّة، افتتح أولى نشاطاتها السيّد محمد الأحمد وزير الثقافة قائلاً :" نحن نؤمن دائماً أنّ الفعل الثقافي هو فعلٌ مستمر، وحقيقةً وزارة الثقافة قدّمت الكثير من الأنشطة والفعاليات طيلة سنوات الحرب التي توشك على الانتهاء" .

مضيفاً " إنّ الأمم العريقة يجود العطاء الخاص فيها في سنوات الشِدّة، وقصدتنا هذه الأمم الغوغائية لأننا نمتلك التاريخ الثقافي والتراث الذي يحسدوننا عليه، واليوم حين نقوم بأنشطة ثقافية في محافظات القطر نؤكد أنّ الثقافة مستمرة وأنّ البلد انتصر مزامنةً مع انتصارات الجيش العربي السوري"
خشبة مسرح دار الأسد تضجّ بالترتيبات، والتحضيرات الأخيرة لحفلِ الافتتاح الرسمي للمهرجان شارفت على نهايتها، كلٌّ أخذ مكانه، عازفين، راقصين و ممثلين، امتلأت المدرجات والكل يتوق للبدء، فنانون كُرِّموا وسمفونية عشقٍ سوري أنشدتها أوركسترا المايسترو إياد حنا، تخلله عرضٌ راقص ومشاهدَ تمثيلية لفرقة آرام .

وفي هذا السياق أشار مدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم الى أن المهرجان يتضمن العديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة منها الندوات الأدبية والشعرية والأثرية، إضافةً لعروض أولى لمسرحيات على خشبة المسرح القومي وعروض سينمائية، ترفقها ورشات يوميّة تفاعلية للأطفال"
انتصارات سورية بجيشها العربي السوري كانت جليةً في مختلف الأعمال الفنية والثقافية المعروضة، هذا ما أكده الفنان التشكيلي فريد رسلان بلوحته المعبرة عن انتصار سورية على الإرهاب بفضل جيشها العقائدي، مشيراً الى أن الجندي السوري وتضحيات الشهداء لهم الفضل الأول في بقاء العلم السوري مرفرفاً في سبيل وحدة وحرية سورية.
 والجدير بالذكر أنّ فعاليات المهرجان وأنشطته مستمرة على مدار الاسبوع في الفترة الممتدة ما بين 23 و 30 أيلول في دار الأسد للثقافة والفنون وصالة المسرح القومي.