الرئيسية  /  ثقافة وفنون

ساق البامبو


دام برس :

 "لماذا كان جلوسي تحت الشجرة يزعج أمي ؟ أتراها كانت تخشى أن تنبت لي جذور تضرب في عمق الأرض مما يجعل عودتي إلى بلاد أبي أمراً مستحيلاً ؟ .. ربما ، ولكن حتى الجذور لا تعني شيئاً أحياناً . لو كنت مثل نبتة البامبو .. لانتماء لها .. نقطتع جزءاً من ساقها ..نغرسه ،بلا جذور، في أي أرض ..لا يلبث الساق طويلاً حتى تنبت له جذور جديدة ..تنمو من جديد .. في أرضٍ جديدة .. بلا ماضٍ .. بلا ذاكرة .. لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته .. كاويان في الفلبين ، خيزران في الكويت أو بامبو في أماكن أخرى". مقتبس ساق البامبو .. روايةٌ عربية للكاتب الكويتي سعود السنعوسي ،صدرت عام 2012 وحصدت ألقاب عدّة أهمها -الجائزة للعالمية للرواية العربية في دورتها السادسة "جائزة البوكر" عام 2013 -جائزة الدولة التشجيعية في دولة الكويت عام 2012 تدور أحداث هذه الرواية حول البحث عن الهوية في المجتمعات العربية بعد أن وُلِد بطلها عيسى -خوسيه من أب كويتي منحدر من عائلة مرموقة وأم فلبينية كانت تعمل خادمة لدى عائلة الأب. بالرغم من أن هذا العمل هو ليس الأول من حيث تناوله قضية العمالة الأجنبية في البلاد العربية إلا أنه ينفرد بسلاسة اُسلوب الكاتب والتساؤلات العميقة التي تم طرحها في حواريات الرواية بطريقة مبسطة بالإضافة لإلتماس الجانب الإنساني والوجداني حول من عانوا وما زالوا يعانون حتى اليوم من ذات القضية ومن فكرة التمييز المجتمعي العربي الذي ينفي وجود البعض وتمييزه على حساب الآخر ما جعلها الأفضل بين مثيلاتها من الروايات في إطار تناول هذه القصة. "من أين لي أن اقترب من الوطن وهو يملك وجوه عدة ... كلماً اقتربت من أحدها أشاح بنظره بعيداً" تحولت الرواية الى عمل تلفزيوني درامي -اجتماعي حمل اسم الرواية عُرض في رمضان 2016/1437 من بطولة الممثلة الكويتية سعاد العبدالله و وون هو تسونغا الذي قام باداء شخصية بطل الرواية عيسى. ساق البامبو هي ثاني رواية يصدرها بعد روايته الأولى سجين المرايا ٢٠١٠ ثم رواية فئران امي حصة ٢٠١٥ التي تفوق فيهاًعلى نفسه هذه المرة.

لين السعدي

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=31&id=79882