الرئيسية  /  ثقافة وفنون

هي الروحُ و العلاجُ لكلِّ من يريدُ سلاماً و حياةً هادئة فقط عليك الإيمان بقدراتها الخفية


دام برس : هي الروحُ و العلاجُ لكلِّ من يريدُ سلاماً و حياةً هادئة فقط عليك الإيمان بقدراتها الخفية

دام برس:
بالقاعات الكبيرة وحدت العالم، بغرف الدراسة كانت سبيل النجاح لمعظم طلاب المعمورة،رسمت هيكلاً للسلام العالمي و بها استثيرت الشعوب و وضعت خطاً لمستقبلها .
بكماناتها و آلاتها النفخية و البيانو و الايقاعات و الاف القصص  التي كتبت على شكل علاماتٍ متقونةٍ تدمج ما بين  النور المسموع و النور البصري للذي يُرى بالعين المجردة ، على مر العصور قالت كلمتها الأولى و لا تزال هي صاحبة الجلالة و صاحبة الصوت الأول للعالم و البشرية.
بدأت ثورتها الحقيقية في القرن الحادي العشر إلى يومنا هذا و لم تضعف يوماً بل ما زالت تُخَّرِجُ أعظم العازفين و أروع المقطوعات ، إشتعلت نار نجاحها ما بين عام 1950 و عام 1900 .
الموسيقى الكلاسيكية و شغفها الذي استولى على  عدد كبير من الناس من أمراء و سلاطين إلى فلاحين و فقراء و مثقفين كانت الإلهام الوحيد لأي عمل فني او حرب قائمة ، هي السلاح الذي يطلق عليه اسمُ سلاحٌ ذو حدين فهي التي دعت للحرب و هي التي دعت للسلام
منذ عصورٍ قديمةٍ جداً كانت هذه الفاتنة تأكل دماغ كل من سمعها ابتداءاً  بالعصور الوسطى من عام 800 الى عام 1450 و اشتهر هذا العصر بهيمنة الطابع الديني و سيطرة الكنسية على اغلب النشاطات الفنية و الثقافية فكان العزف متواضعاً مقتصراً على بعض الترانيم المسيحية.
و عصر النهضة الاوروبية  من عام 1400 الى عام 1600 ظلت الكنيسة مهيمنة في ذلك الوقت ولكن مع القليل من الإنفراج حيث ظهر العديد من المؤلفين و الموسيقين الذين تركو بصمة لا تنسى في تاريخ الموسيقى
و عصر الباروك  الذي امتد من عام 1600 الى عام 1750 ارتقت الموسيقى الكلاسيكية بهذا العصر و أصبحت الهيمنة للآلات الموسيقية بدلاً من الأصوات البشرية.
مروراً بالعصر الكلاسيكي من 1750 الى 1830 قاومت الموسيقى و استمرت بالإزدهار بهذا العصر و اتضحت معالمها و بدأت تتفرع لأنماط عديدة
و بالعصر الرومانسي من عام 1830 إلى الحرب العالمية الاولى .
و القرن العشرين الذي اتبع به العديد من الملحنين و اعتمد الكثير منهم على تعقيد نوتاتهم و عزف مقطوعات عميقة تحتاج الى تفكير كبير ليصل المستمع الى مبتغى العازف فسمي عصر اللاقواعد الموسيقية
لها أنماط عديدة و كثيرة منها :
1- السيمفونية : هي العمل الفني الكبير الذي يكتب للأوركسترا و يُعْزَفُ على أربعةِ مراحل مع وجود الغناء الكورالي و كان لودفيج فان بيتهوفن من الأوائل الذين أدخلوا نوعية الغناء هذه على الموسيقى الكلاسيكية من خلال سيمفونيته التاسعة.
2- الكونشرتو : هو النمط الذي يعتمد على التناغم بين آلة واحدة و باقي الفرقة حيث تكون النوتة مكتوبة خصيصاً لألة معينة البيانو مثلاً و باقِ الفرقة تعزف ذات العلامات الموسيقية و هذا ما يطلق عليه هارموني الآلات الموسيقية و من أشهر الاعمال التي تعتمد نمط الكونشرتو مقطوعة الفصول الاربعة لفيفالدي.
3 - المتتابعة أو المتتالية : هي مجموعة من القطع الموسيقية  التي تمتاز بالقصر و عادة ما تكون مؤلفة من أجل أداء رقصات معينة و تعد متتالية كسارة البندق لتشايكوفسكي من أشهر المتتاليات المعروفة.
4 - الأوبرا : هي عمل كبير يدمج بين الموسيقى و المسرحيات الموسيقية و يتطلب نمط الأوبرا  وجود اوركسترا كاملة و مغنيين سولو (( متفردين)) .
5 - موسيقى الحجرة : أيضاً نوع من الأنواع الموسيقية التي تتفرع من النمط الكلاسيكي العام ولكنها تعزف بوساطة مؤديين أقل و بعدم وجود قائد فرقة حيث تعطى الحرية للعازفين ضمن إطار الإلتزام بالتأليف.
6 - السوناتا : هي تعادل بقوتها و تأليفها الموسيقي السمفونية و هي عادةً تكتب لالة واحدة فقط بيانو او كمان و كان بيتهوفن من ألمع العازفين بهذا النمط مما قدمه من سوناتات شهيرة على آلة الكمان .
7 - الثنائيات ، الثلاثيات ، الرباعيات ، الخماسيات ، السداسيات ، الثمانيات : هي موسيقى لعدد صغير من الآلات و يكون التركيز الأكبر على الآلات بين بعضها البعض و تعتبر الرباعيات هي من أشهر الانماط حيث يعزف بها على الكمان و الفيولا و التشيللو و عادة ما تكون موسيقا عميقة و جادة و معقدة للغاية.

و من أشهر المدارس الذي تعلم الموسيقا الكلاسيكية حول العالم :
1- Curits Instiut of music الذي أسست في عام 1914 على يد ماري لويس كورتس بوك في ولاية فيلادلفيا في الولايات المتحدة .
 2- The Mannhattan School of music
أُسست عام 1917 - 1918 على يد عازف البيانو جاك شينيك في نيويورك .
3 - Moscow imperial Conservatory
في مدينة موسكو عام 1866 على يد نيكولاي رابتشين
4- The liszt frence academy of music.
أسست في هنغاريا - بودابست

من أعلام الموسيقى الكلاسيكية على مر التاريخ و العصور :
1 - هيلديجارد بين جلدين 1809 إلى 1179
2 - جيدو من اريزو  995 إلى 1050
3 - فرانسيسكوس أندريو "في القرن الرابع عشر"
4 - يوهانز سيكونيا 1335 إلى 1411
5 - فرانسيسكو لاندي 1325 إلى 1397
6 - جيلوم دي ماتشوت  1300 إلى 1377
7 - فيليب دي ميري 1291 إلى 1316
8 - اوزوالد فون لينكشتاين 1377 إلى 1445
9 - لودفيج فان بيتهوفن 1770 إلى 1827
10 - يوهان سباستيان باخ 1658 إلى 1750

كثرت الأقاويل عن أن الموسيقى هي مصدر للضجيج ليس إلا و انتشرت هذه المقولة بالمنحى الإجتماعي و أخذت منحى التحريم الديني أكثر لكن من يكترث و من يقتنع عندما تكون الحجة هي العلم و العلماء.
حيث أثبتت بعض الدراسات و الأبحاث الأوروبية في الآونة الأخيرة أن الموسيقى بشكل عام و الموسيقى الكلاسيكية بشكل خاص تدفع الإنسان إلى أعلى مراحل الإسترخاء و التي تسمى تدعى مرحلة موجات الألفا و هي موجات كهرومغناطيسية  موجودة ضمن الدماغ تتحرك و تعمل بواسطة الموسيقى المصحوبة بالتأمل.
و في سياق آخر  لإثبات هذه الدراسات بشكل علمي و عملي أجرت عدة جامعات أبحاثاً عديدة عن تأثير الموسيقى على الإنسان و منها جامعة هلسنكي حيث قام بعض العلماء بأخذ عينات من دماء أشخاص قبل و بعد سماعهم لمقطوعات كلاسيكية و قد كان الفاصل التاريخي بأثر الموسيقى على ال RNA الموجود عند الإنسان و تأثير الموسيقى على وضعه النفسي و هنا سطر علماء هلسنكي إثباتاً بأن الموسيقى هي  مكمل أساسي للحياة البيولوجية للإنسان ، أما في فنلندا فقد إعتمدوا الموسيقى كنوع من أنواع العلاج الرئيسية بعد عدة تجارب أجراها علماء و كانت النتيجة أن هذا النوع من الموسيقى يزيد من إنتاجية الأعصاب عند الإنسان و نقص إحتمالية الإصابة بداء باركنسون  و تؤدي إلى تنشيط الذاكرة و الإسترخاء و تساعد على تنظيم حركة ساعات النوم و الهدوء أثناء القيادة و رفع نسبة ال IQ عند البشر المستمعين لهذا النوع من الموسيقى.

الأنفتاح و إرتقاء الذوق الموسيقي عند الشعوب هو حل من الحلول الجذرية لحياة أجمل و خالية من أي حروب معدنية أو حروب صحية لأن الموسيقى هي المتكلم الوحيد بإسم السلام و توحيد البشر في كل أرجاء المعمورة .

طارق الغلاييني

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=31&id=79830