دام برس - ماروت صوفي :
حرب سورية تنتظر موعدها غداً لتتوقف ليلة واحدة فقط لا أكثر .. كيف وعلى أرضها أكثر من مئة فصيل مسلح، وأخبارها على جميع شاشات التلفزة العالمية بالمؤتمرات التي تعقد ما بين سويسرا وكازخستان .
غداً على موعد مع الحلم الذي بات هاجس الكبير والصغير فينا، وهو وطن هجرته الحرب ؛ ونفي عنه دخان البارود ولا وجود فيه الا لصوت السلام الذي يحرك الجمال في قلوبنا فقط . "جوليا".
لا تستهجن غداً عندما تسمع صوتها في كل بيت، وفي كل شارع وحي، وتسأل بوجدانها "وين الملايين". لا تسألي! فلم يعد هناك سوريون في دمشق! كلهم نزحوا إلى بيوتهم ليبحثوا عن ذلك السلام الذي طالما حلموا به " يوماً ما ". وحدها بطرس من تستحق كل هذا الشغف وكل هذا الحب من سورية .
مما تقدم يخطر على بال كل قارئ أسئلة عديدة منها :
ما هذا الذي يجمع سورية بجوليا ؟ ما هو السر الذي يجعل من ألاف السوريون ينتظرون إطلالتها على شاشة mtv  غداً عند الساعة 8:45 رغم جرح سورية الملتهب ؟ .
 هم الذين لم يزدهم الفراق إلا حباً ، تسع سنين غابت بطرس عن حفلاتها في سورية التي كان آخرها في قلعة دمشق.
ينتظر الجمهور السوري غداً حلفة جوليا بطرس التي أقمتها في ضبية بتاريخ 27-08-2016. حيث قدمت مفاجآت كثيرة ننتظرها غداً على الشاشة الصغيرة من أروعها كان غناءها وصوفي بطرس معاً في أغنية حبيبي لأول مرة.
ستجد فيها ذلك الوطن الذي تحلم كلُ عمرك باللجوء إليه، وأخذ جنسيته. لكن، ذلك مُحال إن لم تعشق وطنك كما تقدسه هي، فقدمت في الحفل أغان تعايشنا معها منذ كنا في ربيع الحلم منها " غابت شمس الحق – وين الملايين...." وباقة من أغانيها الجديدة التي ستكتسب منها بعض من الكرامة التي سبلت منا.

لربما إذا عادت جوليا إلى الغناء مجدداً في ربوع الأم سورية لتخجل الحرب من نفسها وترحل إلى الجحيم، سبع سنين كانت كافية لتغيّب فنانين العرب عن مسارح دمشق، ومن أهمهم السيدة فيروز وعبير نعمة وغيرهم الكثير لتبقى الساحة لمن خلفتهم الحرب وحسب وكل باسم الوطن والشهداء .