الرئيسية  /  كتاب وآراء

مجزرة كفريا والفوعة .. عهر الضمير العالمي .. بقلم : الدكتور علاء مصطفى


دام برس : مجزرة كفريا والفوعة .. عهر الضمير العالمي .. بقلم : الدكتور علاء مصطفى

دام برس:
ونحن نعيش فصول مأساة إبادة اهل الفوعة وكفريا، تلك التي بدأت بحلقات حصار وتجويع وانتهت بمشهد موت رهيب يكاد يفوق مجازر صبرا وشاتيلا، فأن أكثر ما يثير الاشمئزاز؛ تلك الازدواجية التي تلازم المنظمات الدولية والإنسانية في التعاطي مع الاحداث والمصائب ، ومن يراجع سجلاتها يكتشف ودون عناء تعاملها بمعيارين وكأنها ترسخ لثقافة "طائفية الحدث" فحين تُفرق بين انفجار واخر، وبين مدني ومدني، وبين مسجد وكنيسة او حسينية، فانها تحكم على نفسها بالموت وتشعر العالم اجمع باننا نعيش زمن نفاق مكشوف لا يتطلب ارتداء ما يستره من جلباب زيف يقيه حرارة نظرات عتاب بريئة يصدرها طفل يجهل معايير الزيف من حوله ولا يفقه سوى حب الحياة، طفل شاء الله ان يخرجه من اصلاب تؤمن بدين معين وتنطق بلغة محددة، قد تجعله اكثرية مسيطرة او أقلية مغلوب على امرها، طفل يبتسم لكل شيء حتى لمن يلوح له بسكينة موت مغلفة بعلبة "شيبس" او  "بسكويت" طفل يدفعه ذاك البرد الذي يهز أركانه الى معانقة نار حقد يرى فيها دفء يسكن ارتجافه.
آه على ضمائر جفت وعلى قلوب تحجرت خلاياها، فامست عاهرة ترقص فوق ثوب شرفها لمن يدفع لها ما يشبع بطنها ويسدد فاتورة ترفها، ضمائر تثير الاشمئزاز حقاً، تارة نجدها تبكي وتطلق صراخاً كالنعيق على فعل يلحق ببعض، وتعلن الحداد وتنكس الاعلام وترتدي السواد، وتارة اخرى تلتزم الصمت ولا تنبس ببنت شفة حين تهتز الارض لجريمة نكراء تبتلع الطفولة وتنزع عن الدنيا ابتسامتها!
انه زمن سخيف ضاعت ثوابته، وانجرفت قوانينه، وطمرت أعرافه ولا نعلم كيف يمكننا البقاء فيه ان تنازلنا عن الحياة باصطلاحها التفرع الدلالة؟! ندفن الاطفال ونطفئ التلفاز، فليس هناك من خبر عن استنكار لما حدث من جريمة في حلب، ولا من جلسات لمجلس الأمن الدولي ولا حملات تضامن شرقية ولا غربية، إقليمية كانت او عالمية، تطيب جراح اهل الفوعة و كفريا ومسلسل الحزن الذي رافق جريمة خان شيخون قد انتهت حلقاته ولم يعد بوسع المخرج إدامته بجزء اخر    يتعرض لجثث اطفال تناثرت فوق أديم معبر الراشدين، وصور جثث بريئة شربت الموت بدل علب العصير التي اوهمهم القتلة بها.
لن نرى دموع متهور البيت الابيض ولن نسمع بصيحات هولاند، وستغيب عن قاعة مجلس الامن الدولي صورة ذاك الطفل الذي تدلى من نافذة حافلة الموت فعانق إطارها وكأنها يضم صدر امه، فمندوبة واشنطن تعمل بضمير مزدوج، ولن أتطرق لدكاكين الحكم العربية لان الضرب بالميت حرام!!

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=78606