دام برس :
البعض تصور واهماً أن الهمجى القادم لرئاسة امريكا سيكون فى موقف مختلف عن ما سبقوه فى التعامل مع ملفات الإرهاب الذى يضرب فى أكثر من مكان فى وطننا العربى الكبير عموماً، وفى سوريا على وجه الخصوص ، لكن جاءت النتائج مخيبة لأمال أولئك الواهمين الذين حملوا الهمجى ترمب باكثر مما يجب .
فكيف يتصور أحد أن تسمح المؤسسات الحاكمة فى امريكا لأحد فى العالم ان يكسر إرادتها فى تغيير الحكام و الحكومات فى العالم كله ؟
يعرف اى مبتدىء أن تكاتف العالم - بما فيه امريكا - فى حرب حقيقية على الارهاب سيصب فى مصلحة الدول و سيدعم موقف قادتها و مؤسساتها أمام أى محاولات لتغييرها، و هذا الأمر يصطدم بإرادة أمريكا التى تريد أن تكون مصدر الشرعية الوحيد للحكومات و الحكام فى العالم و فى اقطارنا العربية على وجه التحديد
أمريكا تريد ان تنصب الحكام و تزيحهم فى حركات تتناغم مع مصالح الكيان الصهيونى الغاصب أولا، ثم مصالحها ثانياً .
و بالتالى لم أتفهم تهليل البعض للقادم من المجهول لرئاسة الكيان الأكثر إجراماً فى التاريخ "أمريكا"، دون أن يتفهم أن أى رئيس مهما كانت قوته أو حتى شطحاته، لا يستطيع أن يتصرف خارج إرادة مؤسسات معقدة تحكم الولايات المتحدة .
فلا يمكن لتلك المؤسسات بعد 6 سنوات من السعى الفاشل لإسقاط الرئيس بشار الأسد و معه الدولة السورية أن تتدخل لصالحه بالمشاركة الحقيقية فى الحرب على الإرهاب .
من يتصور ذلك فهو أخرق و غير قادر على الفهم و التعاطى مع مفردات السياسة الدولية فى عالم تحكمه و تسيطر عليه امريكا .
و لقد فهم ترمب ما يتوجب عليه عمله، نحن كامريكا لا يجب ان يقف أمامنا أحد، و طالما قلنا فليرحل بشار فلا يجب أن نغير كلامنا، لا يجب ان نسمح لأحد فى العالم ان يقف فى وجه إرادة أمريكا و التأكيد على رسالتنا للعالم عموما و العرب خصوصاً الاستسلام التام، أو الحروب التى لا تتوقف .
بإختصار يجب كسر إرادة الصمود لدى الشعوب، هذا هو مربط الفرس و محور السياسة الأمريكية التى لم و لن تتغير مع اوباما او ترمب او أى احد اخر .
لقد صمدت سورية مع رئيسها بشار الأسد لمدة تجاوزت 6 سنوات و هو ما يسبب صدمة لدى القابعين فى مؤسسات الحكم الأمريكية .
كيف تصمد سوريا؟؟ هذه جريمة كبرى و علينا أن نستعيد روحنا الإجرامية لإزاحة الأسد و إنفاذ المخطط الجهنمى لسورية إلى نهايته، هكذا ينطق لسان حال امريكا .
و فى سبيلنا لذلك يجب استخدام كل ما نستطيعه من الضغوط الاعلامية والسياسية و الفبركات و الدعم اللانهائى للمجموعات الارهابية و احباط أى محاولات لحلول سلمية تحفظ سوريا و شعبها من التدمير و القتل و التخريب .
سنستمر فى إثارة الغبار حول سوريا حتى لا نسمح لأحد بالرؤية - سواء من الخارج او من الداخل- و سنستمر فى قتل السوريين سواء بالوكالة أو بالأصالة .
و لن نسمح لإرادة الصمود أن تنتصر فلن نسمح لأحد أن يصمد فى وجه الغطرسة الأمريكية الصهيونية..
لقد تجاهل المجتمع الدولى المنافق عشرات الجرائم الإرهابية التى لحقت بأهلنا فى سوريا و لم ينطق ببنت شفة أمام هجمات ارهابية طالت المدنيين و اخرها كان تفجير ارهابى استهدف مدنيين مهجرين من كفريا و الفوعة بالأمس، ولكنه وقف وقفة ثور هائج أمام حادثة مصطنعة فى خان شيخون تتحدث عن سلاح كيماوى دون ان تسمح بأى تحقيق يستهدف الحقيقة.
إن نفاق هذا المجتمع الدولى يتجلى يوماً بعد يوم فى الأزمة السورية بتجاهله للحقائق باستمرار و ميله للخزعبلات و القصص المفبركة للوصول الى هدفه –الذى لن يتحقق – و هو كسر إرادة الصمود فى سوريا، وبالتالى كسر إرادة النصر و البقاء لدى الأمة.