الرئيسية  /  محليات

العبور باتجاه الجولان السوري المحتل .. من القتل إلى الحب


دام برس : العبور باتجاه الجولان السوري المحتل .. من القتل إلى الحب

دام برس – مرتضى خليل محمد :

فلسطين بوصلة الحق الذي عمل الطغاة على إقصائها بإشعالهم الحروب على امتداد العالم العربي، لكن تنبوءاتهم بأن الكبار سيموتون والصغار سينسون باءت بالفشل، فهاهما حفيدا كنعان وتقلا، غسان وبحرية يلتقيان من أقاصي الدنيا ويجتمعان على فكرة واحدة هي الاشتغال على الأدب الفلسطيني.
“سنلتقي ذات مساء في يافا”.. ” رواية تمثل الواقع بكل وجوهه، تتحدث عن العبور باتجاه الجولان السوري المحتل والأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد وظّف الكاتبان عمر جمعة وعبير قتال المكان توظيفاً هاماً نسجا من خلاله أحداث روايتهما،  وأظهرا الرابط الروحي ما بين المكان والوطن، فيرويان على لسان بطليهما أهمية المكان ورسوخه في أعماق الروح فهو يشكل الذاكرة الحية للإنسان، ويصورا عشقهما لدمشق وارتباطهما بها والعلاقة التي تربط دمشق وفلسطين جغرافياً فأغلب المدن تتشابه في ملامحها وأمكنتها.

وقال الروائي عمر جمعة في تصريح لمؤسسة دام برس الإعلامية إن أهمية الروائية تنطلق من كونها تجربة مشتركة بحكم السرد الروائي، حيث كانت تجربة ناجحة كون خصوصية المكان مهمة وهنا نتحدث عن يافا، مشدداً على أن ازمة المكان هذه دمشق المهددة دائماً هذه المدن الفلسطينية المهددة بمحي هويتها العروبية والحضارية، لذلك يجب أن نكتب ومن منطلق الدعوة الحفاظ على المكان عن كل المدن أحيائا لهذه المدن وأن لا اعتراف لما يسمى سايكس بيكو الذي فصل سورية عن فلسطين كتبنا لنقول أن أرض الشام دائماً كانت مبعثاً ومنطلقاً لرسائل الحب والعشق.

ومن جهتها، الروائية عبير القتال لفتت إلى أن هذه الرواية هي تجربة مشتركة، معتبرة أن هذه الرواية تجربة جديدة في ظل الحرب الراهنة كون الرجل والمرأة يتشاركان في كتابتها، كونهم يركزان على حب الوطن والأنتماء للأرض لسورية الكبرى عبر قصص حب شفافة بتوثيق العبور الذي تم في عام 2011، مؤكدة على أن نقد الرواية من قبل كتاب عمالقة بالكتابة والشعر والقصة على مستوى الساحة السورية والفلسطينية آمراً جيداً.

وبدوره، الكاتب عدنان كنفاني نوه إلى أن هذه ندوة هي مجرد قراءة لرواية كتبها رجل وانثى، مؤكداً أن التجربة نجح فيها الكاتبين ولكنها مغامرة كان فيها كان فيها أصوات واعدة وواضحة ولكن الهدف فيها وطني واجتماعي وإنساني استطاعا ان يوصلا الفكرة الذي ارادا إيصاله للمتلقي بكل وضوح.

وبدوره، الشاعر خالد أبو خالد أكد أن الرواية هي محل تأكيد على موهبة كبيرة لكاتبين مهمين، لافتاً إلى أن هذه التجربة اسستثنائية تتطلب من الجميع أن يقف إلى جانبها حتى تتطور في  سياق أعمال إبداعية اخرى.

وبين الناقد  حسن حميد أن الرواية تأتي في ظروف استثنائية وظروف لها دواعيها ولها أسبابها لأن الكثير من حالات الإعلام والثقافة للأسف لا يهتم بأدب المقاومة وهي تتحدث عن فلسطين تتحدث عن كارثة، مشيراً إلى أن الرواية تتحدث عن حالة الاقتلاع التي تحدث للشعب الفلسطيني، تتحدث بالكثير من الحنين عن الأرض الفلسطينية، ويلازم هذه الذكريات والحنين نوع من الحلم من أجل العودة الى يافا.

يشار إلى ان الرواية حملت الكثير من الشجن والأسى الموشى بأطياف الحب الذي يمثل الوجه الآخر للوطن، بل هو الوطن ذاته نعيش فيه ويعيش فينا، والخيبات لاتلغي الحب، بل هو الذي يحفزنا على تحملها والبدء من جديد، فعندما نهرب من القتل إلى الحب نتجاوز هذه الخيبات بمساحة الأمل والتفاؤل التي تنقلنا إلى عالم من السعادة ننسجه بجميل أمانينا، وقد كان للأسلوب الرشيق المشغول بلغة شفافة وقوية ومتميزة ومعبرة دوره الكبير في رسم نهاية هذه الرواية التي تستحق أكثر من قراءة.

 

 

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=6&id=77946