تناقلت الصفحات الموالية للميليشيات المسلحة في مواقع التواصل الاجتماعي صورة لنص الاتفاق الذي جمع عدداً من الميليشيات المسلحة مع تنظيم "هيئة تحرير الشام - (جبهة النصرة)"، لتشكيل "غرفة عمليات مشتركة" لمواجهة العملية العسكرية التي يشنها الجيش العربي السوري ضد وجود تنظيم جبهة النصرة في أحياء "القابون - برزة - حي تشرين" في محيط دمشق من الجهة الشمالية الشرقية.
ووقع على الاتفاق مع النصرة كل من ميليشيات "جيش الإسلام - فيلق الرحمن - حركة أحرار الشام - فجر الأمة - اللوا الأول"، وتم الاتفاق على تعيين المدعو "أبو العبد" قائداً عاماً للغرفة المشتركة، على أن تتعهد كل من الميليشيات المذكورة بتقديم 100 مقاتل تحت تصرفه لوضع خطة دفاعية، ومن ثم خطة هجومية في الأحياء الثلاثة.
ويأتي الاتفاق ليؤكد وجود تنظيم "جبهة النصرة" في الأحياء الثلاثة في وقت حاولت من خلاله وسائل الإعلام الداعمة للميليشيات المسلحة إنكار وجود التنظيم في المنطقة في محاولة منها لنسب التهم للدولة السورية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الساري مفعوله في الأراضي السورية منذ الـ 30 من شهر كانون الأول الماضي، في حين أشارت مصادر خاصة لـ "شبكة عاجل الإخبارية" إن الحديث عن تطبيق اتفاق إخلاء للمسلحين من المنطقة مازال في إطار "الفرضيات"، إذ ستحاول الميليشيات الموالية للنصرة أن تقاوم تقدم الجيش بالاستفادة من شبكة الأنفاق الكثيفة التي تربط أحياء "القابون - برزة - حي تشرين" بمناطق الغوطة الشرقية القريبة، إلّا أن احتمالات تطبيق مثل هذا الاتفاق سترتفع مع تقدم الجيش السوري في المنطقة كما حصل في منطقة "وادي بردى" مؤخراً.
مصادر ميدانية أكدت لـ "شبكة عاجل الإخبارية" أن سلاح الجو السوري استهدف اليوم الاثنين ثلاث مقرات لتنظيم جبهة النصرة في حي تشرين، كما تواصلت عملية نقل التعزيزات العسكرية إلى المنطقة المحيطة بالأحياء الثلاثة التي خرقت اتفاق الهدنة الطويلة مع الجيش السوري أكثر من مرة خلال الشهر الماضي.
من جانبها، استهدفت المدفعية السورية عدداً من نقاط تحصن الميليشيات المسلحة في خطوط التماس المباشر في الأحياء الثلاثة، وذلك بالتزامن مع استهداف عدد من مواقع الميليشيات في حي "جوبر" القريب من دمشق، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.
يشار إلى أن الجيش السوري كان قد أجبر الميليشيات المسلحة على القبول بشروطه في اتفاقيات "داريا - خان الشيح - التل - قدسيا والهامة - وادي بردى" بعد رفض المسلحين للمصالحات قبل أن تبدأ العمليات العسكرية في المنطقة، كما كانت وسائل الإعلام قد حاولت إنكار وجود النصرة في منطقة "وادي بردى" على الرغم من إن النصرة أكدت وجودها في المنطقة أكثر من مرة.

صورة لنص الاتفاق بين الميليشيات المسلحة وجبهة النصرة