دام برس :

دق الجيش العربي السوري بقوة أبواب حي مساكن هنانو أهم وأكبر معقل للميليشيات المسلحة شمال شرق حلب وحقق تقدماً أمس في السكن الشبابي المتاخم له بعد سيطرته في اليوم السابق على مواقع مهمة في المنطقة التي تستهدف عمليات الجيش فيها على تأمين طريق مطار حلب الدولي الذي يشق شرق حلب إلى شطرين.
تزامن ذلك مع تنفيذ الجهات الخاصة بالمصالحة الوطنية «بروفة» ثانية تستبق إخراج مسلحين عبر معبر بستان القصر قرب مركز المدينة رافقها استنفار وترتيبات أمنية وتخللها قطع الطرقات واستقدام باصات إلى المنطقة بهدف تأمين خروج ونقل مسلحين من الأحياء الشرقية إلى أحياء سيطرة الجيش غربي المدينة لتسوية أوضاعهم أو نقلهم إلى مناطق أخرى متفق عليها، وذلك بعد ثلاثة أيام من «بروفة» مشابهة»، وفق قول مصدر خاص لـ«الوطن».
ولم يتسن لـ«الوطن» حتى مساء أمس التأكد من صحة ما نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن مصدر ميداني قوله: إن وفداً من موظفي الأمم المتحدة دخل الحي للبدء بعملية إخراج مسلحين ينتمون لجميع «الفصائل المسلحة» تنتظرهم حافلات عند طرف الحي في عملية قد تبدأ اليوم (أمس).
ولم يسبق لحلب أن شهدت أي مصالحات وطنية من قبل في ظل رفض «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) أي مبادرة وتهديدها جميع الميليشيات بعدم القبول بتسويات تخرجهم من الحصار الذي يفرضه الجيش عليهم إلا أن ضغط الحاضنة الشعبية عليهم قد يفضي إلى تسوية بدت بوادرها تلوح في الأفق.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن الجيش بمؤازرة القوات الرديفة ودعم جوي كثيف من الطيران الحربي السوري استطاع أمس وإثر اشتباكات عنيفة مع المسلحين قتل وجرح خلالها العشرات من السيطرة على 5 كتل أبنية في السكن الشباب على تخوم مساكن هنانو من محور مدرسة الزراعة التي هيمن عليها الجمعة مع مقلع الزفت والكسارات والمناشر شرقي منطقة العويجة عند مدخل المدينة الشمالي الشرقي.
وأضاف المصدر: إن بسط الجيش سيطرته أول من أمس على معظم حي أرض الحمرا والمدرسة الزراعية إضافة إلى كتلة المباني والمعامل الواقعة بين العويجة ومستديرة بعيدين تضع مسلحي مساكن هنانو بين فكي كماشة وتضغط عليهم للانسحاب من أهم منطقة نفوذ لهم تشكل أكبر مساحة في أحياء حلب الشرقية.
إلى ذلك، أشار خبراء عسكريون لـ«الوطن» إلى أن عملية الجيش المتسارعة شمال شرق المدينة الهدف منها استرداد مساكن هنانو والسكن الشبابي للوصول إلى مساكن البحوث العلمية وحي طريق الباب على طريق مطار حلب الدولي حيث لا تفصل الجيش عن مناطق هيمنته في حي سليمان الحلبي سوى مسافة نحو كيلو متر واحد يشكلها حي الصاخور يساراً والحيدرية يميناً، وذلك للقادم من المطار باتجاه مركز المدينة، وهو أقرب طريق مختصر لوصلها بوابتها الجوية.
وخاض الجيش أمس اشتباكات عنيفة مع المسلحين الذين تقودهم «فتح الشام» في الشيخ سعيد جنوب شرق المدينة وثبت نقاط ارتكاز جديدة في الحي الإستراتيجي الذي يشكل بوابة المدينة الجنوبية في حين دمر مواقع للمسلحين في اشتباكات جبهة الطراب شرقي المدينة وفي مجور قسطل الحرامي في المدينة القديمة من طرف حي أغيور وأحرز تقدماً جديداً في حي بستان الباشا شمال شرق مركز المدينة.
كما قضت وحدة من الجيش على العديد من أفراد المجموعات الإرهابية أثناء تفجير نفق كانوا يتحصنون داخله في محيط قلعة حلب التاريخية بعد يومين من القضاء على مجموعة أخرى منهم حاولت التسلل عبر نفق مماثل إلى القلعة، قدر مصدر ميداني لـ«الوطن» عددهم بأكثر من 10 مسلحين.
وقالت مصادر أهلية لـ«الوطن» في حي القطانة الواقع تحت سيطرة المسلحين شرقي حلب: إن السكان خرجوا بتظاهرة حاشدة أمس هتفوا للجيش العربي السوري وطالبوا المسلحين بالسماح لهم بالخروج إلى مناطق سيطرة الجيش.
واستهدف المسلحون جراء هزائمهم أحياء حلب الآمنة بوابل من القذائف الصاروخية سقطت على المساكن المأهولة في أحياء الحمدانية والمنشية والمشارقة والمحافظة (محيط مشفى التوليد) والسليمانية التي استشهد فيها وحدها ثلاثة مدنيين وجرح 9 آخرون بينما لم ترد حصيلة نهائية عن الإصابات والشهداء داخل الحديقة العامة بمركز المدينة حيث سقطت قذائف مساء أمس.
الوطن