الرئيسية  /  أخبار

مـعـركـة الـيرمـوك .. و ‘‘فتوحات‘‘ ريـف الـلاذقيـة الشـمالـي


دام برس : مـعـركـة الـيرمـوك .. و ‘‘فتوحات‘‘ ريـف الـلاذقيـة الشـمالـي

دام برس :

اليرموك في عام (636 هـ) وقعت بين المسلمين والامبراطورية البيزنطية، وكان يعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب.. وكانت بداية الفتوحات والانتصارات..

قد لا تكون مقارنةً منطقية، لكن الواقع المر الذي تتعرض له المجموعات المسلحة في الآونة الأخيرة ضمن الأراضي السورية هو من فرض على خيالهم وأحلامهم تلك المعركة ظناً منهم أنهم رجال سيف الله المسلول "خالد بن الوليد"

بعد الضربات الموجعة التي تلقتها التنظيمات في ريف اللاذقية الشمالي من قبل الجيش السوري باستعادة مناطق استراتيجية عميقة أثرت في تشكيل بُنيتهم ومواقعهم، بدءاً من كسب، دورين، كنسبا وسلمى، وانهاء مهمة جبل التركمان والأكراد، قامت التنظيمات المسلحة بعدة محاولات لا يُستهان بها لإعادة تمركزهم ببعض المرتفعات والتلال، حيث كانت تلك المحاولات تارةً تُصيب وأُخرى تخيب.

وآخر ما تم التخطيط المركّز له ما قامت به الفصائل المسلحة يوم أمس هو معركة الفتوحات المُفاجئة والتي بدأت بالتمهيد لها منذ الخامسة صباحاً بهدف استعادة مناطق كانت قد سيطرت عليها القوات السورية في جبلي "التركمان و الأكراد"

حيث قامت المجموعات المسلحة بدايةً بالتجهيز الكامل من العتاد والأسلحة بأنواعها، إضافة إلى تجنيد عدد كبير من العناصر المسلحة لخوض هذه المعركة مع تخطيط دقيق للهجوم، حيث كانت البداية بالتمهيد المدفعي ، تلاه هجوم كبير للعناصر المسلحة توزعوا على الشكل التالي: "رماة رشاشات، وقناصين"

وبعد اشتباكات متتالية تعامل معها الجيش السوري ببساطة وقاموا بالرد على ضربات المسلحين باتجاههم، ما هي تلك الضربات إلا جنوناً مُريباً أصابهم بعد عمليات الجيش السوري في حلب ولا سيّما "بني زيد" التي اتخذتها التنظيمات مرصداً منمًقاً لاستهداف المدينة بالقذائف والصواريخ العشوائية التي ارتقى على إثرها عشرات الشهداء من مدنيين، إضافة إلى تخريب العديد من البُنى التحتية التي بُنيت بدقّة وعناية..

فلم يكن منهم إلا ذاك الضخ الفارغ ومعركة إعلامية انتصروا من خلالها نصراً عظيماً، حيث جاء في تنسيقياتهم وإعلامهم أن الفصائل المسلحة تمكنت من السيطرة على تلال في جبل التركمان " جبل القلعة ، تل أبو علي، وبرج البيضا"

في حين أن تلك النقاط هي تحت سيطرة الجيش السوري حيث تمكن من التصدي لهجماتهم وعدم السماح بخسارة أي مساحة منها، إضافة إلى إيقاع العديد من المسلحين بين قتلى وجرحى.

أما في جبل الأكراد فقد نشرت التنسيقيات سيطرة الفصائل على " نحشبّا، المزغلة، الحاكورة، تلة رشا، أرض الوطى"

وكما يُقال "من فمك أُدينك" حيث تم نشر خبراً مفاده استهداف مواقع النظام في المزغلة، وأرض الوطى" بقذائف مدفعية وإيقاع خسائر فادحة في الأرواح والآليات!!

هل يُعقل أن يضربوا مواقعهم أو مواقع خالية ؟!

فالجدير بالذكر أن المناطق المذكورة أعلاه "جبل الأكراد" هي بالأصل ليست ضمن سيطرة الجيش السوري وهي مناطق فارغة تقع بين الطرفين وبعضها يعود لتواجد التنظيمات المسلحة

ولم يكن من خذلانهم إلا اجتثاث بعض الأمنيات والتكهنات لرفع معنويات ذويهم وحلفائهم في الداخل والخارج

وفي المقابل لم يقف الجيش السوري مُشاهداً بل ردّ الصّاع صاعين حيث قامت مجموعة من رجال الجيش باستهداف مواقع للتنظيمات في محور جبل الأكراد وبالتحديد "كباني"، حيث أفاد قائد ميداني "لآسيا" : أن التصدي للهجوم كان باستخدام أسلحة متنوعة من راجمات صواريخ وهاون والمدفعية مما تسبب بوقوع قتلى ومصابين وتدمير جميع المراصد لمحاورهم، إضافة إلى سماع أصواتهم بالمناجاة لمؤازرتهم وطلب البعض بالتراجع عن نقاط مُعينة نظراً لنتيجة لم تكن في الحسبان..

وتابع المصدر: " خلال الأشهر الماضية وبعد سيطرتنا على مواقع هامة في جبهة الريف الشمالي والشمالي الشرقي، لم نقف عند ذاك الحد، بل نقوم بالتقدم المستمر لاستعادة المساحات القليلة المتبقية من جبال ريف اللاذقية، ونحن على أهبة الاستعداد في أي زمان ومكان، ولم يكن هجومهم بالأمس مفاجئاً لنا أبداً، بل كنا بانتظارهم"

حيث أسفرت تلك الضربات عن خسارة كبيرة للتنظيمات في أرواح قاداتهم وبدأوا يزفون ضحاياهم مناشدين الله أن يتقبلهم في فسيح جنانه حيث كتب أحد الناشطين : استشهاد ادم الشيشاني القائد العسكري لجماعة أجناد القوقاز في جبل الأكراد بريف اللاذقية خلال المواجهات مع الجيش "النصيري" رحمه الله وتقبله في عليين..

وكتب آخر: لواء المهاجرين والأنصار يزف لكم نبأ استشهاد القائد العسكري "محمد عمر" الملقب بالدرع من قرية "العمقية" في معركة جبل الأكراد..

وأيضاً من بين القتلى اللذين اعترفوا بهم: القائد العسكري للكتيبة : محسن والي _حسين الشيخ (أبو خطاب) _ محمد أحمد الحسين (أبو عبد اللطيف) – محمد المصطفى _ بشير حج ياسين

وما زالت محاولات التنظيمات المسلحة بمختلف فصائلها والمدعومة من تركيا وريف إدلبـ تُحاول إحراز شيء بسيط على الأرض لحفظ ماء وجهها بعد خيبات متتالية ليست فقط على أعتاب جبهة ريف اللاذقية.

آسيا نيوز - علا ديوب

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=71890