دام برس:
نقدم فيما يلي أهم الأحداث والتطورات في سورية ليوم الجمعة 12 - 2 - 2016 كما تناقلتها صفحات الفيسبوك ... معركة الرقة قاب قوسين اوادنى ..!!! أكدت مصادر خاصة للواقع نيوز إن القوات السورية بدأت الحشد لإطلاق عملية كبرى في ريف الرقة من الجهة الغربية وبثلاث محاور أساسية للقتال، لافتة إلى أن العملية نفذت يوم أمس والتي أدت للسيطرة على تلة أبو الزين والمعروفة بالتلة رقم 5، تمكن الجيش من خلالها من السيطرة على عدد من التلال الحاكمة المحيطة ببلدة زكية.
مصادر عسكرية رفيعة المستوى لفتت إلى أنه من المتوقع أن تطلق القوات السورية العاملة بريف حلب الشرقي عملية عسكرية نحو الشرق أكثر بالتزامن مع عمليات شرق حماة، على أن تركز هذه العمليات على استعادة السيطرة على مدينة دير حافر ومنها إلى مسكنة التي في حال سقوط معاقل داعش فيها، ستكون بوابة أساسية لدخول ريف الرقة بمحاذاة الشاطئ الجنوبي لبحيرة الأسد نحو مدينة الطبقة، في حين أن التنظيم بات محاصرا بعدد من الاحتمالات التي قد تخترق منها "عاصمته" في سورية. الأول يفضي إلى نوع من التنسيق ما بين القوات السورية و قوات سورية الديمقراطية بما يمكن الجيش من استثمار سد تشرين والانتقال إلى عمليات برية في ريف الرقة وهذا الاحتمال قريب تبعا لمفرزات سياسية لها علاقة بتوجهات حزب الاتحاد الديمقراطي وتقاربه مع الحكومة الروسية.
أم الاحتمال الثاني أن يكون ثمة تنافس وصدام ما بين القوات السورية والقوات الديمقراطية، إلا أنه مستبعد لعلم الأخيرة إن الطيران السوري سيكون عاملاً على انهيارها السريع في مواجهة الجيش خاصة وإن الغطاء الجوي الأمريكي لن يستهدف الجيش السوري تبعا لأسباب سياسية لها علاقة بالتنسيق الأمريكي الروسي حول المسار السياسي. إدلب : إصابة عدد من مسلحي ما يسمى فيلق الشام إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة تحمل رشاشاً ثقيلاً على أوتوستراد أريحا - جسر الشغور في ريف إدلب . حلب : مقتل 12 مسلحاً من جبهة النصرة خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في محيط منطقة الطامورة في ريف حلب الشمالي حلب : الجيش السوري وحلفاؤه يستعيدون السيطرة على مقالع بلدة الطامورة ومرتفع السلام في ريف حلب الشمالي حلب : اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية والمجموعات المسلحة عند المشفى الوطني على مدخل اعزاز بريف حلب مصادر: مساعدات روسية لريف اللاذقية تضمنت سلة غذائية ومواد طبية وواشنطن ستنضم إلى العملية الإنسانية في دير الزور
الجيش السوري وحلافؤه يستعيدون السيطرة على تلتي ضهرة القرعة وضهرة القنديلة في ريف حلب الشمالي.
استعاد الجيش السوري وحلفاؤه السيطرة على تلتي ضهرة القرعة وضهرة القنديلة المشرفتين على الطامورة جنوب غرب الزهراء في ريف حلب الشمالي. كما قطعوا طريق إمداد المسلحين نارياً بين الطامورة وعندان. وقد نشر الاعلام الحربي في سوريا مشاهد للمعارك التي شهدتها ضهرة القرعة بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، والمسلحين من جهة أخرى. الى ذلك أفادت مراسلة الميادين عن اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والمجموعات المسلحة عند المشفى الوطني وحاجز الشط في مدخل مدينة اعزاز الغربي، فيما نشرت وكالة "anha" الكردية مشاهد لسيطرة المقاتلين الكرد على مطار "منغ" العسكري القريب من الحدود التركية، ومصادرتهم لأسلحة المسلحين وعتادهم بعد انسحابهم من المطار المذكور.
حلب: قوات الحماية الكردية تبدأ هجوماً من المحور الغربي لمدينة اعزاز وتخوض اشتباكات مع عناصر تنظيمي جبهة النصرة وأحرار الشام الإرهابيين في محيط المشفى الوطني وتتقدم ضمن المحور الغربي للمدينة «النصرة» تحاول إفشال مصالحات الشمال بعدما ألهب تقدم قوات الجيش السوري في ريف حلب الشمال المفتوح على تركيا، وتمكن من كسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، وجدت الفصائل المتمترسة في المناطق الممتدة بين مدينة حلب والشريط الحدودي نفسها بين فكي كماشة، الأمر الذي دفع وجهاء هذه المناطق للبدء بجولات مفاوضات ووساطة لتخليص هذه المناطق من ويلات معارك مدمرة، والسعي لتسليمها للجيش السوري من دون قتال. وأكد مصدر أهلي، خلال حديثه إلى «السفير»، أن وجهاء من قرى حريتان وعندان وبيانون، وحتى من تل رفعت الواقعة خارج نطاق الحصار، تواصلوا مع قيادة العمليات العسكرية، وطرحوا فكرة تسليم هذه القرى للجيش السوري من دون قتال عن طريق دفع المسلحين نحو الريف الشمالي البعيد، المتصل بتركيا، وهو ما أعطته قيادة العمليات فرصة بإيقاف العلميات بشكل مؤقت. وفي وقت وافقت قيادة العمليات العسكرية على طرح الوجهاء، قوبلت مساعيهم بتدخل من قبل «جبهة النصرة»، التي قامت بإعادة توزيع وانتشار لقواتها، وتسلم دفة القيادة، الأمر الذي يهدد بإفشال هذه الاتفاقات. وشدد المصدر الأهلي على أن أهالي هذه القرى توافقوا بشكل جماعي على ضرورة تسليم المناطق وإخراج المسلحين منها، إلا أن «جبهة النصرة» أفشلت هذه الخطوة، ما يعني أن المنطقة مقبلة على معارك ضارية، مهدت لها «النصرة» بإصدار بيان مشترك مع «أحرار الشام» جاء «كطمأنة لأهالي هذه المناطق بأن قراهم لن تسقط، وستقاوم تقدم الجيش السوري»، معتبراً ان تقدم الجيش السوري «عرضي وسيزول».
وتسبب تدخل «النصرة» ورفضها لتسليم المناطق باندلاع اشتباكات صغيرة مع بعض الفصائل المحلية تركزت في قرية تل رفعت، انسحب على أثرها عدد من قياديي الفصائل نحو الحدود التركية، وفق تأكيد مصادر أهلية وأخرى معارضة تنشط في المنطقة، الأمر الذي أعاد وتيرة القصف الجوي الروسي إلى الارتفاع بشكل مطرد بالتزامن مع بدء الجيش السوري تسخين الجبهات والقصف التمهيدي لاستكمال المعارك. ريف حلب الشمالي: تقسيم المعركة بين الأكراد والجيش بعد أيام عدة من هدوء جبهات الجيش السوري في ريف حلب الشمالي، بدأت قوات الجيش إعادة تسخين الجبهات، تمهيداً لاستكمال العمليات العسكرية نحو الحدود التركية، على وقع تصعيد سياسي كبير تمثل السعودية رأس الحربة فيه، الأمر الذي ردت عليه مصادر عسكرية سورية بأنها «لا تعطيه أي أهمية في الميدان»، مؤكدة في الوقت ذاته أن معادلة الريف الشمالي ستتغير بشكل كبير خلال الأيام المقبلة. وأكد مصدر سوري كردي، لـ «السفير»، أن «وحدات حماية الشعب» الكردية عقدت تفاهماً ميدانياً يقضي بتقسيم جبهات القتال لتمهيد الأرض للمعارك مع تنظيم «داعش»، الذي تفصل كلًّا من قواتِ الجيش السوري والأكراد عنه عدةُ قرى، أبرزها مارع وتل رفعت، موضحاً أن «الوحدات تمكنت، تحت غطاء جوي روسي، من السيطرة على قرية منغ ومطارها العسكري ذائع الصيت بعد معارك عنيفة مع مسلحي جبهة النصرة وأحرار الشام»، مشيراً إلى أن «الوحدات» لن تتقدم إلى أبعد من منغ، وستنتظر تقدم قوات الجيش السوري نحو مارع وتل رفعت، والتي من المتوقع أن تشهد معارك عنيفة. وينقسم ريف حلب الشمالي في الوقت الحالي إلى أربعة أجزاء، يسيطر تنظيم «داعش» على الجزء الشرقي منه وصولاً إلى تخوم مدينة مارع، وتسيطر الوحدات الكردية على عفرين ومحيطها، والجيش السوري على شريط يفصل الريف الشمالي عن أحياء المدينة، يمتد من أقصى شرق الشمال وصولا إلى بلدتي نبل والزهراء، والفصائل المسلحة بما فيها «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» تسيطر على مارع وتل رفعت وصولا إلى اعزاز. وفي هذا السياق، قال مصدر ميداني إن قوات الجيش السوري توقفت، خلال اليومين الماضيين، عن متابعة التقدم البري لسببين، الأول هو إتمام الاتفاق الشفهي مع «الوحدات» حول خطوط العمل لعدم تضارب الجبهات، والآخر هو إفساح المجال للأصوات الأهلية المطالبة بإجراء مصالحات مقابل إخراج المسلحين ودفعهم نحو الحدود التركية، وتسليم المناطق من دون قتال. على صعيد العمليات العسكرية، أوضح المصدر أن عيون الجيش السوري تتجه حالياً نحو تل رفعت وبعدها مارع، حيث تتمركز قوات الجيش السوري في الوقت الحالي في قرية كفين التي تبعد أقل من خمسة كيلومترات عن قرية تل رفعت، وتفصلها عنها قرية كفرنايا التي من المتوقع سقوطها خلال وقت قصير، في حين ستضيق الوحدات الكردية خناقها على مسلحي إعزاز بشكل تدريجي، الأمر الذي يعيد تقسيم الشمال إلى ثلاثة أقسام فقط، يمثل فيها الجيش السوري والوحدات الكردية طرفاً يواجه تنظيم «داعش» بعد إفراغ الساحة من الفصائل الأخرى على امتداد الريف الشمالي. من جهتها، استقدمت «جبهة النصرة» تعزيزات جديدة إلى محاور القتال في الريف الشمالي، كذلك أرسلت «حركة أحرار الشام» مجموعات جديدة بهدف الحد من تقدم قوات الجيش السوري، وذلك بعد أن رضخت «الحركة» لقيادة «النصرة» بتوجيه تركي، وفق تأكيد مصدر سوري معارض. وبحسب المصدر، فقد وعدت تركيا بتقديم معونات عسكرية، وصفها بأنها «فعالة» لمواجهة تقدم الجيش السوري، وفي حال عدم تمكن هذه الفصائل من التصدي لتقدم الجيش و «الوحدات»، تنتظر «جبهة النصرة» الوعد السعودي بالتدخل البري الذي سيحمل شعار «محاربة داعش». وفي حين لم يستبعد مصدر ميداني سوري أن تقحم السعودية نفسها بشكل فعلي في معارك الشمال، رأى أن خطوة الرياض ما هي إلا «زيادة في الغرق في المستنقع السوري»، موضحاً أن «القيادة العسكرية في أرض المعركة تتعامل مع هذا الأمر في الوقت الحالي على انه ضغط سياسي، وتركز بشكل كبير على إتمام العمليات التي بدأت في منطقة تعتبر ركيزة للفصائل التي تدعمها تركيا، ودول الخليج». وقال إن «السعودية موجودة بالفعل في الوقت الحالي في جبهات القتال، عن طريق الدعم الذي تقدمه لأذرعها في المنطقة، لذلك فإن فكرة التدخل العسكري لا تعتبر جديدة». وأمام المعطيات الميدانية التي باتت واضحة في ريف حلب الشمالي، يرى المصدر الميداني أن الطريق، في الريف المفتوح على تركيا أصبح ممهداً، للقضاء على الفصائل المتمركزة ضمن شريط محاصر من ثلاث جهات، ومفتوح من جهته الرابعة على تركيا، وأصبحت سالكة لبدء معارك القضاء على فروع تنظيم «القاعدة» والتفرغ لتنظيم «داعش» المحاصر أصلاً في الشرق من جهتين، الوحدات الكردية القادمة من خلف نهر الفرات، وقوات الجيش السوري التي ستعمل على وصل الشمال بالشرق عن طريق تقدمها نحو معاقل التنظيم في مدينة الباب. علاء حلبي واشنطن ترفض وقف إطلاق النار في سوريا رفضت واشنطن اقتراح موسكو بوقف إطلاق النار مطلع آذار، معتبرة أن موسكو تعطي نفسها والحكومة السورية ثلاثة أسابيع في محاولة لـ "سحق الجماعات المعتدلة". ودعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف الى "المساهمة في ايجاد اجواء تسمح بالتفاوض". ويحاول وزراء خارجية الدول الرئيسية الضالعة في النزاع السوري، خلال محادثات ميونيخ، وضع أسسٍ لوقف إطلاق النار في سوريا، ووضع حد لتدفق اللاجئين الذين تجمعوا عند الحدود التركية. من جهة ثانية، شكك مراقبون في تحقيق نتيجة ملموسة من المحادثات، حيث قال الباحث من مؤسسة "كارنيغي" في واشنطن جوزيف باحوط إن كيري "لا يزال يعتقد ان في امكانه الحصول على شيء من لافروف". مؤكدا أن "الخطة البديلة الوحيدة هي اخذ الاقتراح السعودي بإرسال قوات على الارض على محمل الجد". توازياً، انتقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي أعلن مغادرته الحكومة أمس، موقف الولايات المتحدة الأميركية الذي وصفه بالـ "المتلبس". وكانت الولايات المتحدة طلبت من الروس وقف القصف الجوي لكن روسيا أكدت أنها لا تنوي وقف غاراتها ضد "ارهابيين" كما ووعدت باقتراح "افكار جديدة" في ميونيخ للتوصل الى وقف لإطلاق النار. وتتناول المباحثات أيضاً كيفية وصول المساعدات الانسانية الى المدن المحاصرة لا سيما حلب حيث باتت "المعارضة" عالقة في الاحياء الشرقية مع 350 الف مدني. وقال المتحدث باسم الخارجية الالمانية مارتن شيفر "يجب ان ندرس كيفية نقل المساعدات الانسانية لأشخاص يائسين وجائعين" و"كيفية اعادة تحريك مفاوضات" السلام.
(أ ف ب، أ ب) وهذه المقترحات تسلّمها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ويُبت بشأنها خلال جلسة مجموعة الدعم الدولية المنبثقة من اجتماعات فيينا الملتئمة اليوم في ميونخ. ومن مؤشرات هذه المقترحات الروسية تزامنها مع زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة يوم الاثنين الفائت لسوتشي، وهو قد حمل رسالة من الملك السعودي وتسلم رداً عليها من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كذلك بدئ العمل لاستقبال الملك سلمان بن عبد العزيز في زيارة قمة يقوم بها إلى روسيا منتصف آذار القادم. ملك البحرين حمل طمأنات بحرينية، ومن خلفها سعودية، لروسيا حول ما لاح عن نيّة تحالف سعودي للدخول براً إلى ميدان الصراع السوري! ويشير الاحتكاك الذي تشهده العلاقات التركية ــ الأميركية وتخيير أردوغان حليفه الأكبر الأميركي بينه وبين الأكراد، بحسب مصادر مراقبة، عن قرب انفراج في التوصل إلى صيغة توافق روسية ــ أميركية تُفرض على تركيا والسعودية. دي ميستورا الذي اضطر إلى إعلان تأجيل المفاوضات بعد تهديد وفد الرياض له بالانسحاب من «جنيف 3»، استمهل راجياً منحه فرصة تأجيل المفاوضات كي لا يظهر في موقع الفاشل في إدارة عمليات تسويات سياسية! لكن، اليوم، على المملكة السعودية وحليفها الأميركي تحديد موقفهما من «أحرار الشام» و«جيش الإسلام»، فالمملكة تؤكد أن هؤلاء مع الحل السياسي، فيما الطرف الآخر يشير إلى تحالفهم العملي مع «جبهة النصرة» ميدانياً. ودون حل هذه المعضلة تبقى كل المقترحات الروسية لوقف إطلاق النار شائكة ومعقدة. وبذلك يكون التوقّع من اجتماع ميونخ بالحد الأدنى حلّ موضوع مشاركة الأكراد، وتمثيلهم شبه الكامل، ما يسهم في تمثيل وفود المعارضة، وبالحد الأقصى التوافق حول لائحة المنظمات الإرهابية، وهذا ما يظل مستبعداً حتى الآن. كذلك يتوقع من ميونخ ترتيب التوافق على حدود ومساحات اشتباك عمليات محاربة الإرهاب. يوم ميونخ الذي ينتظره «جنيف المجمد» والعواصم المرتبطة بالصراع السوري، قد يحلّ المشاركة الكردية ويؤكد التوافق على تفاصيل انتشار وحدود اشتباك معيّنة في محاربة الإرهاب، وترك حدود أخرى غير متفق عليها، ومن جهة أخرى يبدو ترحيل مباحثات جنيف السورية ــ السورية مأخوذاً في الحسبان، لما بعد انجلاء غبار معركة حلب، ومعارك الشمال المتاخم للحدود السورية ــ التركية.
من ناحية أخرى نفى أمس أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية، قدري جميل، أن يكون قد تسلم تحذيرات روسية تفيد عن إعداد جهات ما عملية استهدافه واستهداف رموز من المعارضة العلمانية الديموقراطية. وأكد جميل أنّ التحذير أتى من الأمن السويسري، لا من الروسي. والبلد المضيف حينها سارع إلى تأمين نقل جميل تحت غطاء أمني إلى موسكو، وترتيب نقل شخصيات معارضة أخرى كانت تقيم في جنيف الأسبوع الفائت.
أحمد الحاج علي
35% من السكان السوريين يعيشون في فقر مدقع (جوزيف عيد ــ أ ف ب) يفرد «المركز السوري لبحوث السياسات» في تقريره الجديد، ومن «معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية»، الذي يرصد آثار الأزمة السورية خلال عام 2015، حيزاً واسعاً للحديث عن ظاهرة «تشظي» الاقتصاد السوري، فضلاً عن نشره لتقديرات إحصائية جديدة تتعلق مثلاً بالإنفاق العسكري للمجموعات المسلحة، وبالحجم الذي بات اقتصاد «العنف» يمثله في المجتمع السوري، وبالإنفاق القائم في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة وغيرها.
يقدر المركز حجم الخسائر الاقتصادية لسوريا منذ بداية الأزمة حتى نهاية عام 2015 بنحو 254.7 مليار دولار، منها نحو 59.6 مليار دولار خسائر مقدّرة خلال العام الماضي، وبذلك فإن إجمالي الخسائر تعادل بالأسعار الثابتة ما نسبته 468% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد خلال عام 2010. وبحسب بيانات المركز وتقديراته، التي استندت في جانب هام إلى نتائج مسح السكان الذي جرى عام 2014، فإن خسائر الناتج المحلي الإجمالي تمثّل ما نسبته 64,1% من إجمالي الخسائر الاقتصادية، فيما استحوذت أضرار مخزون رأس المال على نحو 26,4%، إلا أن اللافت في تفاصيل الخسائر التقديرات المتعلقة بالإنفاق العسكري للحكومة والمجموعات المسلحة، وبالإنتاج غير الرسمي للنفط والغاز، إذ تشير اسقاطات باحثي المركز إلى أن الإنفاق العسكري للمجموعات المسلحة سجّل لنهاية عام 2015 نحو 6 مليارات دولار، مشكلة بذلك نسبة وقدرها 2.3% من إجمالي الخسائر، فيما سجل الإنفاق العسكري للحكومة، خلال الفترة نفسها، زيادة وقدرها 14.5 مليار دولار، بنسبة تصل إلى 5.7% من إجمالي الخسائر. اقتصاديات خارج الدولة
وإلى جانب استمراره برصد واقع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، وتأثيرات السياسات الحكومية على الأوضاع الاقتصادية، يحاول المركز أن يقترب أكثر من تحليل «الديناميكيات الاقتصادية في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة من حيث الإيرادات والنفقات، التي تقوم بها الجماعات المسلحة». عسى أن تستخدم «كأداة دعم ومساعدة في بناء البدائل التي تكسر دائرة العنف والتشظي باتجاه عملية تنموية قائمة على احترام كرامة الإنسان وحقوقه». مليونا سوري منخرطون في الأنشطة «العنفية»
على صعيد المؤشرات الاقتصادية الكلية، تشير تقديرات التقرير إلى أن استمرار ضخامة العجز التجاري المسجل في العام الماضي، الذي بلغت نسبته نحو 27.6% من الناتج المحلي الإجمالي، «وضع الاقتصاد السوري في حالة من الانكشاف، واستهلاك للاحتياطيات الأجنبية، وبالتالي تراكم عبء الديون الملقاة على كاهل الأجيال التالية». كذلك كان حال البطالة التي تجاوز معدلها في العام الماضي نحو 52,9%، إذ بلغ «عدد العاطلين من العمل 2,91 مليون شخص، منهم 2,7 مليون فقدوا عملهم خلال الأزمة، ما يعني فقدان مصدر رئيسي لدخل والتأثير في معيشة نحو 13,8 مليون شخص». وهذا كان كافياً، إلى جانب عوامل أخرى، في ارتفاع معدل الفقر ليصل إلى نحو 85,2%، فيما نسبة من يعيشون في فقر شديد تصل لنحو 69.3% من السكان، وهؤلاء «غير قادرين على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية الغذائية وغير الغذائية، كما بات نحو 35% من السكان يعيشون في فقر مدقع»، أي إنهم «غير قادرين على تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية. ويتفاوت مستوى الفقر بين المحافظات، ويزداد الوضع سوءاً في مناطق النزاع والمناطق المحاصرة».
وتبقى الخسائر البشرية هي الأقسى في مسيرة الحرب، فمع نهاية عام 2015، يتوقع أن «يصل معدل الوفيات إلى حوالى 10 بالألف، وعدد الجرحى إلى نحو 1.88 مليون نسمة، أي إن ما يقرب من 11.5% من السوريين، إما قد فقدوا حياتهم أو أنهم جرحى ومصابون. زياد غصن
|
||||||||
|