دام برس:

نقلتُ توّاً إلى عنزتي في جبل الزاوية - التي عرفتُم رأيَها في السياسة والترشيح والمعارضة والكرامة - نقلتُ إليها خبرَ حُزن وإهانة وطردِ إعلاميين سوريين حاولوا الدخول إلى قاعة المحاضرات في جنيف حيث كان سيتكلم فيها عبيدُ بني سعود ممَّن اعتبروا أنفسهم معارضين سوريين يريدون تحرير سورية وتفتيتها إلى إمارات نجدية وهابية قميئة من خارج تاريخ البشرية .

وصفتُ لها أسَفهم وشكواهم من تلك المعاملة غير اللائقة بحضراتهم وهوياتهم المهنية والإعلامية ، والمبكى الذي شاهدناهم فيه على باب قاعة الطاردين لهم .... فعجبَتٍ واشمأزَّتْ عنزتي السورية الأصيلة وهزَّت رأسَها أسفاً عليهم ... وشفقةً بهم ... ورثاءً لِحالهم وبؤسهم ... وكأن لسان حالها يقول: أمَا تعلَّم هؤلاء من طردهم من قبل المعارضة في حزيران 2011 في فندق سمير أميس ؟ وكانت تلك المعارضة أقل سوءاً في تلك الأيام ؟ ولمَّا ظهرَ بعدُ من بعضهم عمالته لمشيخات وصحارى جزيرة العرب ... عيبٌ والله ... أصحيحٌ أنهم تأسفوا لِحرمانهم من نقل أقوال وحُجَج عمالة ودعاوى معارضة نجد إلى الشعب السوري بزعمهم ؟

ثم نطقت عنزتي وأسمعتني بصوت سوري أبيٍّ صريح : هل اعتقد أولئك الإعلاميون أن مواطناً سورياً واحداً يهمه معرفة ما سيصدر على ألسنة أولئك الخونة العبيد الآبقين ؟

فقلتُ لعنزتي: مرحى ... مرحى ... بوركتِ أيتها السورية الأبيَّة الفهيمة العالمة بالسياسة فتعالي أقبل عيناك الخضراوتين ودمت لنا ولنا لقاء قريب بعد النصر إن شاء الله .
وعليك وعلى جميع شرفاء سورية السلام .

ويطيب لي هنا ذكرُ ما قالته الأخت العزيزة سمر الحاج على الإخبارية السورية اليوم بأن أولئك المعارضين الآتين من نجد سيُطرَدون من تلك الفنادق ولربما سيعملون بتنظيف شَشامي تلك الفنادق !!! فحبذاً لو يشكو لها بعض الإعلاميين سوء حالهم عسى أن تعطيهم درساً في الإعلام فيُعطوا بعد ذلك كل ذي حقّ حقّه ... ويُحسنون تقييم الآخرين.

الدكتور : محمد ياسين حمودة - باحث في التراث السوري