الرئيسية  /  كتاب وآراء

كفى كفى تدعو لإقامة الدولة القوية .. بقلم : الدكتور عاصم قبطان


دام برس : كفى كفى تدعو لإقامة الدولة القوية .. بقلم : الدكتور عاصم قبطان

دام برس:
كفى كفى تدعوا الجميع إلى التلاقي و توحيد الجهود ، و نسيان الماضي و العمل لبناء سورية الجديدة ، دولة القانون و العدالة و المواطنة الحقيقية و الديمقراطية .
الحياة للأقوى و ما يحكم العالم الآن إرادات قوى عظى متشكلة أصلاً و إرادات قوى أخرى تسعى لأن تكون عظمى كما نرى في مجموعة دول البريكس .
نحن في سوريا و في هذه المنطقة من العالم نملك كل المقومات لنشكل نواة حقيقية وازنة في هذه المنطقة من العالم لإقامة دولتنا القوية .
في هذه المرحلة التاريخية الحرجة التي تكالبت فيها كل قوى الشر للعمل على تفتيت سوريا و التي يحاول أعداؤها إنهاء حقبة المائة سنة التي مضت على سايكس بيكو عام 1916 التي تزامنت مع ما اصطلح على تسميته بالثورة العربية الكبرى التي قادها  الشريف حسين و أولاده لإقامة دول سايكس بيكو على أنقاض الرجل المريض ( خلافة آل عثمان ) ، و في هذه اللحظات التي تخطط فيها القوى العالمية الشريرة و التي لا تضمر الخير لسوريا و شعبها و تستغل علاقاتها مع مكونات الحراك السوري و تستغل الموالاةً و المعارضة ، و التي لا يغيب فيها عن كل ذي عقل ما تخطط له القوى العالمية لاقتسام السيطرة على هذه المنطقة الحساسة من العالم و تركيع شعوبها مائة سنةٍ أخرى ، نهيب بكل المخلصين الذين ستجمعهم مكاتب و قاعات جنيف ، أن يراقبوا ضمائرهم و يعودوا إلى ذاتهم ، و يعملوا على رأبِ الصدوع و توحيد الكلمةِ و نبذ الفرقة .
لقد أثبتت الأيام الماضية أن جميع القوى العالمية و الاقليمية لم تتخذ من غالبية المكونات المنغمسة في الحراك السوري سوى مطايا لتحقيق مصالحها الذاتيةِ أولا و قبل كل شيء ، إن السياسة الناعمة التي مارستها القوى العالمية في البداية لم تؤتِ أُوكُلها حتى الآن و لم تستطع أن تحقق المآرب التي ترنوا إليها  ، مما دفعها لتطوير تدخلها ليتحول إلى واقع جديد يكرس الفكر الاستعماري من خلال الدعم  الخفي و المباشر للإرهاب و اتخاذه مبرراً للتدخل العسكري على الأراضي السورية و لعقودٍ قادمة تسلب  فيها سوريا بكل مكوناتها حريتها و كرامتها و سؤددها و تصبح رهينةً للإرادات الدولية التي لن تحقق لسوريا  حكومةً و شعباً أية كرامةٍ أو انتصار .
نحن نربأ بكل السوريين المنغمسين في المستنقع السوري مهما كان انتماؤهم الفكري و السياسي و الإثني و الطائفي أن يضحوا بسوريا من أجل مصالح تتحقق لهم لا توازي في قيمتها التضحية بكرامة سوريا و حريتها و مستقبلها ، نعم إن الحل يجب أن ينبع من السوريين أنفسهم و لا بدَ لهم من الجلوسِ متساوين على طاولةٍ مستديرة يؤمنون جميعاً بالحقوق التي يمتلكونها و يستعـدون لأداء الواجبات المطلوبة منهم ، في فضاءٍ عربي يحقق لكل مكونات المجتمع السوري الحرية و الكرامة ، و ينتظر الدعم و التأييد من الدول الشقيقة التي تجمعنا بها رابطة القربى و العروبة والجوار و نتوقع من الدول المحيطة أن تكون الظهير للسوريين تدعمهم و تشد من أزرهم و تعمل على وحدتهم ، إن إسرائيل تراقب من بعيد و تعد العدة لقضم ما تبقى لها من فلسطين في حين غرة .
لم نكن يوما نتصور انقلاب المكونات القومية و الاثنية و الطائفية على وحدة سورية و عزتها و كرامتها ، و قوافل الشهداء السوريين الذين قضوا في النضال ضد الصهيونية و قبل ذلك ضد الاستعمار الفرنسي ، لم تكن لتميز ما بين عربيٍ أو كرديٍ أو تركمانيٍ أو شركسيٍ أو غير ذلك ، و لم نكن لنميز في سوريا بين مسلمٍ سنيٍ أو علوىٍ أو درزيٍ أو مسيحيٍ ، لقد قضى جميع شهداء سوريا  من السوريين بكافةِ مكوناتهم  دفاعاً عن حرية الأمة و كرامتها ، و لن ننسى يوسف العظمة أو سلطان باشا الأطرش ، و صالح العلي ، و عبد الرحمن الشهبندر ، و فارس الخوري ، و شكري القوتلي ، و هاشم الأتاسي  ، و ابراهيم هنانو ، و علي بوظو ، و جول جمال ، و فايز منصور ، أو  أحمد مريود و غيرهم كثير ، إن هذه القامات الكبيرة و التي رحلت عنا لتناشدنا بأن نعود جميعاً إلى رشدنا و أن نضع مصلحة سوريا قبل مصلحة أي فئةٍ أو جماعة ، و ماذا سنقول لأبنائنا و أحفادنا إذا تفرقنا ، و ساهمنا في تهديم سوريا ، و من أجل ماذا و من أجل من .
الوفود التي تلتقي في جنيف خلال ساعات ، عليها مسؤوليةٌ كبيرة أمام الله و التاريخ و الشعب ، لقد انقضى دور الصقور ، و حان الوقت للحمائم أن تأخذ دورها لانتاج سوريا الجديدة التي سترسخ مبدأ المواطنة الحقيقية و الحريات ، ، و التعددية و تشكيل الأحزاب الحقيقية و شرعية صندوق الانتخاب ، و مكافحة الفساد و السرقة و التي ستنهي الطبقة الجديدة من أغنياء الحرب ، و النتائج التي سيتمخض عنها لقاء جنيف ينبغي أن تؤدي إلى  وقف إطلاق النار و إطلاق سراح المعتقلين السياسيين و المخطوفين و المغيبين ، وهي التي ستصنف المخلصين من المنافقين الذين باعوا ضمائرهم للشيطانِ و الخنا ، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون .

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=67625