الرئيسية  /  أخبار

الجزيرة تطعن مجاهديها بالظهر ... الصندوق الأسود الإنقلاب على الحلفاء


دام برس : الجزيرة تطعن مجاهديها بالظهر ... الصندوق الأسود الإنقلاب على الحلفاء

دام برس – بلال سليطين :

أثار فيلم الصندوق الأسود الذي بثه تلفزيون الجزيرة القطري سخط الفصائل الإسلامية المسلحة في الداخل السوري واعتبر طعنة بالظهر من التلفزيون الذي لطالما نفخ في هذه الفصائل وكانت على تحالف مع مموليه لدرجة اتهمه فيها وزير الخارجية السوري بأنه (أي تلفزيون الجزيرة) آمر عمليات لهذه الفصائل.

الفيلم يتناول شخصية محمد غول أغاسي المعروف باسم "أبو القعقاع" وهو داعية إسلامي تمت تصفيته قبل الأزمة السورية على يد فصائل اسلامية بعد فتوى صدرت بحقه من تنظيم القاعدة.

الفيلم يتهم "أبو القعقاع" الذي كان يرسل المجاهدين من سورية إلى العراق وأفغانستان لمحاربة الأميركان بأنه عميل لأجهزة المخابرات، ويجري لقاءات مع ضباط في المخابرات وصحفيين وتابعين له، بدا واضحاً من خلال ما أدلوا به وما قدم من معلومات أن هناك نية لدى المحطة لشيطنة الفصائل الإسلامية واتهامها بالعمالة لأجهزة المخابرات المختلفة.

الفيلم جاء في وقت مشبوه واختار شخصية مشبوهة نسيها السوريون منذ زمن، في حين أن بعض النشطاء اعتبروا أنه  ليس إلا تمهيداً لمجموعة أفلام لاحقة ستتناول الكتائب الإسلامية وتصنفها، خصوصاً وأن نهاية الفيلم ألمحت إلى إمكانية تناول قصة أخرى حول قيادي في الطليعة المقاتلة التابعة للإخوان المسلمين والتي يقال أن حركة أحرار الشام هي امتداد لها الآن.

الفيلم ومدته 48 دقيقة تم تصويره في سورية وألمانيا وتركيا والأردن، وبدا واضحاً أن الجزيرة أنفقت عليه المال الكثير ووصل عدد مشاهديه  في يومين إلى قرابة مائتي ألف مشاهد.

اللافت في الفيلم أنه يدين الجزيرة دون أن تدري بذلك فالمحطة التي لطالما قالت وضيوفها إن الدولة السورية تمنع الناس من ممارسة الشعائر الدينية أو تضع القيود على المتدنين وما إلى ذلك، بثت ضمن الفيلم مقاطع لأبي القعقاع في حلب السورية بين عامي 2000 و2007 يقول فيها مالا تجرؤ الفصائل الإسلامية على قوله الآن، ويلقي الخطب الدينية من على المنبر ويستقطب الأتباع ويتحدث عن الجهاد وما إلى ذلك.

حيث كانت بداية "أبو القعقاع" مع الانتفاضة الفلسطينية مطلع الألفية الثالثة، مستخدماً خطاباً متعاطفاً مع القضية الفلسطينية استمال الناس به وبات محبوب الجماهير التي دعاها للجهاد علناً ضد العدو الصهيوني آنذاك.

سافر "أبو القعقاع" إلى السعودية وأفغانستان والعراق، وقد وزع له مليون "قرص سيدي" دعوي هناك، كان يقول في أغانيه "خير خيبر يايهود ... جيش محمد سوف يعود".

الفيلم بث خطبة لأبي القعقاع يقول فيها بعد حرب العراق: "القضية ليست أن نموت، وإنما كيف نميت" داعياً للتريث في موضوع الجهاد قليلاً حتى معرفة الوضع جيداً والراية التي تحمل في هذا الجانب، وأين يجب أن نضرب، ومن سنضرب ولصالح من،  ومن سيستفيد من دمائنا، ومن سيتاجر بها.

هذا المقطع من الخطبة الذي بثها الفيلم دفع الكثير من المقاتلين في الداخل السوري المحسوبين على التيار الجهادي للقول إن الجزيرة إما تخوننا وتتهمنا بالقتال لصالح أحد أو أنها تريد منا اعادة الاصطفاف، فالكلام الذي تضمنته الخطبة خطير جداً بالنسبة لهؤلاء.

يحمل الفيلم إشارات كثيرة ودلالت يصفها منتقدوه بالخطيرة، خصوصاً عندما يقال في الفيلم من الصعب الحكم على مئات آلاف الذين يؤمنون بأن الجهاد ضرورة، دون إجراء محاكمة عقلية للقادة الذين يتحكمون بمسارهم.

ويرمز الفيلم إلى أن القادة مخترقون ويدعو لمراجعة أسباب اختفاء "عدنان عقلة" القيادي في الطليعة المقاتلة، ويتهم أبو عبد الله الجسري بأنه سبب الإختفاء أو من سلمه، وجميع من تناولهم الفيلم هم من التيار الديني، أو ما يعرفون بالسلفية الجهادية.

بعض النشطاء المحسوبين على الإعتدال اعتبروا أن في الفيلم الكثير من التزلف للإخوان المسلمين وتقديمهم على أنهم الأفضل، أي أن قطر تروج لجماعتها المحسوبة عليها في الداخل السوري، لكن قطر لكي تسوق لهم ضربت بكل البقية ممن يطيلون اللحى داخل سورية وحتى خارجها، فهو يقدمهم على أنهم عملاء.

ويتساءل النشطاء لماذا الجزيرة، أليست هي من سوقت لهذه الفصائل التكفيرية المتشددة وجعلت الناس يتعاطفون معها ويلتحقون بها، وتريد اليوم تقديمها على أنها عميلة لأجهزة المخابرات.

وقد اعتبر الفيلم بين أوساط الاسلاميين والكتائب التكفيرية وحتى النشطاء أنه الوثائقي الأهم والأخطر الذي بثته الجزيرة خلال الأزمة السورية.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=66129