الرئيسية  /  كتاب وآراء

الأوهام العثمانية المتطرفة .. بقلم: إياد محفوض


دام برس : الأوهام العثمانية المتطرفة .. بقلم: إياد محفوض

دام برس:

لم يشهد التاريخ القديم ولا الحديث حجم التضليل والتزييف السياسي والإعلامي، الذي استخدم في معركة كما استخدم على سورية…

فقد تكاتفت منظومة الإعلام التلفيقي مع منظومة سياسية مشبوهة لأطراف خليجية وإقليمية والدول الرأسمالية، واستخدمت كل مقدراتها المالية والسياسية لاستهداف سورية، عبر نشر الفوضى وضربها من الداخل بعد عجزها عن ضربها من الخارج.
وفي قراءة دقيقة لما يجري في منطقتنا نستخلص أن ما يجري ليس طبيعياً، وليس مصادفة، فهناك جهود كبيرة تبذل من أطراف دولية وعربية، وأموال غزيرة تنفق بسخاء لدفع المنطقة نحو بحر من العنف والفوضى، وأصبح واضحاً للعيان أن هناك تماهياً للمصالح الإسرائيلية والغربية مع مصالح الوهابية والعثمانية، وكما استخدمت القاعدة والأصولية في مناطق مختلفة من أفغانستان إلى الجزائر والصومال، أعادت هذه الأطراف قولبة أدواتها بطريقة أكثر دموية وشراسة، واستخدمتها في عدة بلدان عربية لنشر الفوضى والدمار.
لقد أدركت “إسرائيل” وأمريكا ودول الاعتلال العربي، التي تآمرت على حركات المقاومة، بأن الطريق الوحيد للنفاذ إلى تحقيق مآربها هي ضرب الدول من داخلها، وهذا ما نشاهده في جميع الدول التي مسها الخريف العربي، وتصدير الفكر التكفيري القاصر حضارياً والمدمر فكرياً، والقادم من مجاهل الصحراء وثقافتها التي تقوم على الغزو والسبي والقتل، إلى الدول الممانعة، وهذا ما نجده في تصرفات الإرهابيين على امتداد المنطقة، والسؤال الأكثر إلحاحاً ومشروعية: ما هو المميز في تجربة الخليج سياسياً واجتماعياً حتى تحاول تسويقها إقليمياً؟!، فليس هناك ما يميزها سوى تقطيع الأوصال ونبش القبور وأكل الأكباد، إذاً بكل بساطة هي سياسة العودة إلى حضارة الجاهلية العصبية والقبيلة وأخطارها..
وهكذا منذ “سايكس بيكو”، الذي خطط له لورانس العرب وقسم المنطقة، وصولاً إلى ثورة الرعاع التي بشر بها ذوو الكروش المنتفخة والصهيوني برنار ليفي، لم تجد المنطقة سوى الفوضى، التي حوّلتها إلى كتلة من اللهب والعنف.
وأمام هذا الوضع لا بد من تكتل كافة التيارات السياسية التي تنبذ العنف وتؤمن بالعمل السياسي لتوحيد جهودها، والعمل لعدم تمكين وصول تيارات دينية أحادية الفكر والتوجه سمتها الأساسية الانغلاق على الذات، لأن وصول هذه التيارات الدينية إلى السلطة هي بداية الطريق نحو اتجاه المنطقة لمزيد من الخراب ووقوعها في الفخ الإسرائيلي الوهابي.
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=66123