دام برس: وبقراءة موضوعية للأحداث على الأرض السورية، هناك مؤشرات إلى تحسُّن ملحوظ فيما يخصّ الأمن المجتمعي والأمن الاقتصادي، رغم حجم الماسأة التي لحقت بالسوريين نتيجة الحرب على وطنهم. وفي السياق نفسه، هناك رؤية بدأت تتبلور في أروقة صنع القرارات الدولية حول الملف السوري، وتركز هذه الرؤية على وجوب تجاوز فرضية إسقاط الدولة والنظام في سورية لأنّ الوقائع على الأرض أثبتت عدم جدوى هذه الفرضية. لقد تجاوزت سورية المرحلة الأصعب من عمر الحرب المفروضة عليها، ومهما حاولت دول التآمر إعادة الأمور إلى سياقها المرسوم وفق الخطة المرسومة لاسقاط سورية ، فإنها لن تستطيع الوصول إلى أهدافها، لأنّ حقائق تلك الحرب تكشفت للجميع، لذلك أقرّت القوى المتآمرة على سورية بأنه يجب التعامل معها بأسلوب مختلف والانفتاح عليها لأنها ستكون، بصمودها هذا، محوراً جديداً في هذا العالم، وسيحدّد هذا الصمود شكل العالم الجديد.
ومع استمرار إنتصارات الجيش العربي السوري وتماسكه وتلاحم الشعب مع هذا الجيش العقائدي، انهارت في شكل تدريجي أهداف هذه المنظومة،أمام إرادة الجيش وتلاحمه مع كلّ كيانات الداخل السوري من شعب وقياده سياسية رغم محاولات شيطنته إعلامياً من قبل وسائل الإعلام المتآمرة ،وقد شكلت معركة تحرير حلب التي يخوضها الجيش العربي السوري بدعم من حلفائه وما سيتبعها من معارك ،البداية لإسقاط هذا المشاريع التقسيمية للدولة السورية وللمنطقة العربية ككل، فاليوم من المتوقع أن يفتح الباب أمام معارك التحرير الكبرى في ادلب وحمص وحماة ودمشق وريفيها الشرقي والغربي، انتقالاً إلى معارك دير الزور والحسكة، تزامنآ مع المعارك الكبرى التي تدور اليوم في الجنوب السوري .
بهذه المرحلة من الواضح أيضآ،إنّ لتماسك وتلاحم القوى الوطنية في الداخل السوري، والتي تؤمن جميعها بقضيتها والمتفهمة لحقيقة وطبيعة هذه الحرب أبعاداً وخلفيات،دورآ بارزآ بالتصدي لهذه المؤامرة ودعم مسارات عمل الجيش العربي السوري ، ومن هنا فقد أجهض هذا التلاحم لثلاثية الجيش والشعب والقيادة السياسية خطط المتآمرين وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام، فالمؤسسة العسكرية السورية، ورغم كلّ ما أصابها، أرسلت رسائل واضحة وأثبتت أنها مؤسسة عميقة ووطنية وقومية جامعة لا يمكن إسقاطها أو تفكيكها ضمن حرب إعلامية، أو خلق نقاط إرهابية ساخنة في مناطق متعدّدة لمواجهتها، فانتفاضة الجيش العربي السوري الاخيرة والسريعة في وجه كلّ النقاط الساخنة وبدعم كامل من غالبية الشعب السوري، شكلا حالة من الإحباط عند أعداء سورية وأديا إلى خلط أوراقهم وحساباتهم لحجم المعركة، فاليوم سقطت يافطة "إسقاط سورية"، بتلاحم الجيش والشعب والقيادة السياسية.
*كاتب وناشط سياسي –الأردن. |
||||||||
|