دام برس: في تركيا، عاود حزب "العدالة والتنمية" تجديد حكمه برئاسة أردوغان بالقوة والخوف والرعب. تركياـ أردوغان "الإخوانية" لا ترى في مصر صديقاً ولا قريباً، بل نداً ومنافساً شرساً، لاسيما بعدما أسقط المصريون النظام الإخواني برئاسة محمد مرسي في مصر، والذي كان/ أو بدأ التحالف مع أردوغان؛ ومصر تشكّل كذلك الدولة العربية الأولى والأكثر قوة من الناحية الاقتصادية التي تنافس تركيا، وقد شهدنا بعد سقوط الطائرة الروسية أنّ أنقرة كانت المستفيد الأول اقتصادياً من الكارثة؛ ومصر، بحجمها ومكانتها الإقليمية والعربية والإسلامية، تعتبر الدولة المسلمة الأولى التي تنافس تركيا وتعيق طموح أردوغان في استعادة الزعامة الإسلامية، بل إن مصر ـ "السنية المذهب.. الشيعية الهوى"، كما يصفها أهلها ـ تقطرُ خلفها قرار الكثير من الدول العربية والإسلامية ما إن توجهت بأي اتجاه. والحقيقة فإن تركيا ليست وحدها في الحرب المستترة والعلنية على مصر؛ هناك إمارة "قطر" ونظامها الإخواني وإعلامها المنحرف الذي لا يترك صغيرة أو كبيرة في الشأن المصري إلا ويضخمها ويصنع منها قضية بغية التشويش على الحكم والاستقرار في مصر. ويأتي دور النظام السعودي الذي حاول شراء مصر، ودور مصر ومواقف مصر بغض النظر على المصالح الوطنية والقومية المصرية؛ وعندما تلكأت القاهرة في الرضوخ سواء للغرق في المستنقع اليمني الأفغاني، أو في التماهي الكامل مع موقف النظام السعودي من الحرب على سورية، بدأ الأخير إرسال إشارات العتب والانزعاج والغضب والتلميح إلى المساعدات الاقتصادية، في وقت تحتاج فيه مصر لتعزيز اقتصادها واستعادة النمو وتحقيق قفزة في قطاع الخدمات المصري. أما "المايسترو" الأمريكي الغربي فلا شك أنه سعيد بكل هذه الخلافات والمشاكل والتحديات التي تعترض مصر، لكنه لم يكن، ولن يكون سعيداً أبداً باستعادة مصر لدورها الإقليمي، ولا بتوجه القيادة المصرية لتعزيز العلاقات و"تثبيت توازنها" معه من خلال الانفتاح والتعاون والتنسيق والشراكة مع روسيا العائدة للمسرح الدولي بكل قوة.. ولذلك سعى هذا الغرب وما زال لمنع مصر من التعاون مع سورية مثلاً، أو من المصالحة مع إيران، فيما يتهافت المسؤولون الغربيون على زيارة طهران ليسجلوا السبق فيما بينهم.
قد تكون حادثة سقوط الطائرة الروسية صدمة مهمة للقيادة المصرية والروسية لإدراك المخاطر التي تحيق بالبلدين على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها مثل الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب القادم من كل حدب وصوب والمموّل من مصادر معروفة وأهمها النظام السعودي.. وأنه على القيادتين المصرية والروسية التوقف قليلاً لاستخلاص العبر والنتائج وإعادة قراءة المشهد وتحديد التحديات والمخاطر ووضع الحلول المناسبة، وفرز الأصدقاء من الأعداء..!! |
||||||||
|