دام برس:
حلب : الجيش العربي السوري يدمر وكراً للتنظيمات الإرهابية بما فيه من عتاد في نزلة الزبدية، وتجمعاً ومدفع جهنم في حي المشهد بمدينة حلب. انقلبت المعادلة العسكرية حول مطار كويرس بريف حلب الشرقي رأساً على عقب. وتلاشت المخاوف من سقوط المطار، ولم يعد السؤال هل يفك الحصار عنه، بل متى يفك هذا الحصار؟ وأصبح الجميع يتعامل وكأن نتيجة العملية باتت محسومة، ولا مجال للجدال فيها تعبيراً عن الثقة بالتقدم الذي حققه الجيش السوري في محيط المطار في الآونة الأخيرة.
هذا الانقلاب في الواقع العسكري في واحدة من أهم جبهات القتال يستدعي التساؤل حول حقيقة ما يجري: هل نحن أمام واقع جديد يخسر فيه تنظيم «داعش» معاركه ويكتفي بمحاولات الدفاع عن الأراضي التي يسيطر عليها؟ أم أنه يتبع استراتيجية جديدة قد لا تظهر آثارها إلا مع مرور بعض الوقت؟ وتتعزز أهمية السؤال على ضوء ما يجري في العراق من تقدم للجيش العراقي والحشد الشعبي في مدينة بيجي والمصفاة وبعض المناطق الأخرى، فيما لم يبادر التنظيم إلى القيام بأي عملية هجومية منذ سيطرته على مدينة الرمادي قبل أشهر. معسكرات اسرائيلية لتدريب مسلحي الجنوب السوري / حسين مرتضى تتشابه الوقائع الميدانية في القنيطرة ودرعا جنوب سورية، فالفشل المتكرر للوكيل يستدعي تدخل الأصيل، إذ ان عجز "جبهة النصرة" واخواتها في ريف المحافظتين والتأهب العسكري الاسرائيلي يعكس القلق من تداعيات سيطرة الجيش السوري وحلفائه على مزارع الامل ومحيطها بدءاً من تل احمر وتل القبع في القنيطرة السورية، وصولا الى السيطرة على نقاط في محيط الشيخ مسكين وحي المنشية بدرعا، ليلامس الجيش معبر الجمارك القديم، وهو معبر حدودي رسمي مع الاردن. سيناريو هجمات المسلحين الفاشلة في القنيطرة ودرعا أثبت عجز هذه المجموعات عن تحقيق أي خرق للطوق الامني الذي فرضه الجيش حول القنيطرة، والذي يشكل خط نار، احرق معه كل مساعي الكيان الاسرائيلي لإحياء فكرة الجدار الطيب، حيث تقدمت وحدات الجيش وحلفائه بعملية خاطفة جدا، اذهلت الكيان الاسرائيلي، الذي فشل هذه المرة في مؤازرة المجموعات المسلحة، بسبب سرعة اقتحام تل القبع واحمر، والتقدم السريع باتجاه مزارع الامل واطراف قرية طرنجة على بعد 12 كلم شمالي القنيطرة، والسيطرة على المزارع بشكل كامل، ما دفع المسلحين الى الفرار الى عمق الاراضي المحتلة، واستقبالهم في منطقة سحيتا، التي أنشأ فيها جيش الكيان الاسرائيلي مركز تجميع للمسلحين، قبل نقلهم الى نقاط اخرى داخل الجولان المحتل، او في محافظة درعا وريف القنيطرة. عمليات مباغتة وحسب معلومات موقع "العهد الاخباري"، فان الكيان الاسرائيلي، بعد ان قام اهالي مجدل شمس باستهداف سيارة الاسعاف، بدأ باستقبال المسلحين في عدة معسكرات ومواقع، انشأها لغرض التدريب والتخطيط والتجميع والتسليح، بالإضافة الى مشاف ميدانية في اكثر من مكان، واوضحت المصادر ان "في كل معسكر غرفة عمليات مرتبطة بالغرفة المركزية وتقود محورا مستقلا عن الاخر". وأشارت المعلومات الى أن "مسلحي جباثا الخشب وطرنجة واوفانيا، يتم نقلهم بعد التجمع في سحيتا الى كتيبة مدفعية للجيش الاسرائيلي بالقرب من بلدة زعورة، ويلاصق هذه الكتيبة معسكر لجبهة النصرة يتم فيه التدريب على المدفعية والصواريخ، ومشفى ميداني مجهز لاستقبال الجرحى، اما المعسكر الثاني لجبهة النصرة فهو بالقرب من موقع لواء جولاني في قلعة النمرود، في قرية بانياس في عمق الجولان وبالقرب من حدود طبريا، هذا المعسكر يتواجد فيه ضباط مخابرات أردنيون إلى جانب ضباط جهاز امان "الاسرائيلي"، بداخل هذا الموقع غرفة عمليات يزورها بشكل دائم قادة المسلحين الاردنيين في جبهة النصرة والمتواجدين في القنيطرة"، ومن ابرز هؤلاء كان "ابو عمر الاردني". وأضافت أن "المعسكر الثالث يقع في منطقة القلع وبالقرب من مستوطنة بادوم والنقطة 105، بالإضافة الى مركز تجمع بالقرب من بلدة واسط و مستوطنة مروم جولان، التي يتواجد فيها غرفة للعمليات كانت تدير أحداث معبر القنيطرة، قبل أن يتم نقلها الى نهاريا، داخل العمق الفلسطيني المحتل، هذه الغرفة مخصصة للعمليات المركزية، يقودها جهاز الموساد وامان، ويشرف عليها ضابط من لواء جولاني تم انتدابه الى الموساد ويتقن العربية بشكل جيد. ومن جهة أخرى يتولى الضابط الفار شريف الصفوي من جهة مسلحي النصرة وحلفائها، تلقي الاوامر واعادة تصديرها للمسلحين"، وكشفت المصادر ان الصواريخ التي سقطت على نهاريا في 20/8/2015 كانت رسالة موجهة من محور المقاومة إلى كيان العدو الصهيوني، بأن المحور يعلم بوجود هذه الغرفة وما تقوم به. وكشفت المصادر أن التعاون لم يتوقف على مقاتلي محاور ريف القنيطرة، بل استقبل الكيان الاسرائيلي عدة مقاتلين من ريف درعا الغربي والجنوبي والشمالي، كثف من نشاطه في محاولة لنسج أكبر شبكة من العملاء، بعد فشل المسلحيين من اقتحام خط الدفاع الحصين في محيط درعا، وبدأ الجيش السوري بعملية عسكرية والتقدم في بلدة الشيخ مسكين، شمالي درعا، عبر مدخل البلدة الجنوبي، ما أسفر عن السيطرة على الكتيبة الفنية في اللواء 82، وانهيار المسلحين، ما دفع الكيان الى طمأنة تلك المجموعات باستمرار دعمها من قبله، ووعدها بتدريب مقاتليها".
ومع كل ذلك يبقى للجبهة الجنوبية خصوصية واهمية كبيرة كونها مرتبطة بطبيعة الصراع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي والتي تمتد كذلك الى الاراضي اللبنانية في الجنوب والبقاع الغربي. أنـوّهُ بداية إلى أنّ ما سوف أوردهُ من معلومـات واتهامـاتٍ ساقتها كبريات المنظمات العالمية، للولايات المتحدة بعضها مبالغٌ فيه عن قصـد، وذلك لجعلها بنظر العامّة الدولة الأقـوى والأوحد في العالم، وأنّها قادرة على سـحق أعدائها أينما كانوا، بل هي سـيدة الكون دون مُنازِع. سيطرتْ الحكومة الأمريكية على شعبها وجعلت سوادهُ الأعظم جاهلاً، ويكفي أن نعرفَ أنّ 40% من الشعب الأميركي يعتقد أنّ الإنسان عاش في زمن الديناصورات، وعليها السيطرة بشكل دائم على باقي الشعوب، بالخداع أو بالقوة العسكرية، بصناعـة هوليوود العلمية، بالتشجيع على التطرف الديني... تتحطم سـنوياً الأرقام القياسية للأرصاد الجوية حول العالم، أرقامٌ صمدت 140 عاماً، لكنها بدأت تتحطم سنوياً منذ أوائل الثمانينات، مروراً بعام 2005، وهو بداية الحديث عن ثقب الأوزون، وتحميل النشاط الصناعي المسؤولية، بينما تقوم الولايات المتحدة يومياً بثقب طبقة الأوزون عبر برامجها العسكرية وغير العسكرية. تدّخلتْ روسـيا بثقلها وبشكل علني بعد أربع سنوات ونصف من الحرب على سـوريا، لكن أليس غريباً أن يأتي هذا التدخل بعد عاصفـة الغبـار التي ضربت بلادنا في النصف الأول من أيلول الفائت مباشـرةً؟ ثم يأتي مع ظهـور القمر الأحمـر العملاق الذي شـاهدناه في 28 أيلول 2015، والمترافق مع تنبؤ يهودي بنهاية العالم. لم يسجل تاريخ الأرصاد الجوية عواصف ترابية متكررة سنوياً تضرب منطقتنا وتحديداً سـوريا، وحتى إن حدثتْ، فلم تكن تستمر أكثر من يومين، وتصيب المناطق الشرقية والصحراوية بشكل خاصّ. ففي عام 2012 وخلال ثلاثة أشهر، ضربت دمشق عاصفتان رمليتان في آذار ونيسان. ثم تكررت ثلاث مراتٍ عامي 2013، 2014. العاصفة الأخيرة 7 أيلول 2015، هي الثالثة هذا العام بعد عاصفة 11 شباط و15 نيسان، والأعنف والأطول حتى الآن، ودامت فترة أطول من أيّ عاصفة في الصحراء الكبرى أو دول الخليج. عانتْ دول الشرق الأوسط من تأثير العاصفة، لكن ماذا عن الكيان الصهيوني؟ لماذا لم تُصَبْ مدنـهُ، ولم نسمع عن حالات اختناق أو وفيات والتي اقتصرت على الأردن ولبنان وسوريا وجزء من الضفة الغربية؟ فهل نكتفي بالقول: "هو التصحر أو بسبب ثقب الأوزون". لعبَ المناخ منذ مئات السنين، وقبل اشتعال حرب المناخ الحالية، دوراً في تغييّر مجرى التاريخ لعدة دول، فشتاء 1789 القارس تسبب بهلاك محاصيل الشتاء وعلى رأسها القمح، مما جعل الباريسيين الجائعين يقتحمون الباستيل وهدفهم الأول الخبز ثم السلاح، فكانتْ الثورة الفرنسية. بينما كان زلزال ماناغوا 1972 السبب المباشر لرحيل سوموزا وأسرته عن الحكم في نيكاراغوا. ويكفي أن نعرف أنّ عدد اللاجئين السياسيين في العالم هو 22 مليوناً، بينما عدد لاجئي المناخ هو 25 مليوناً. أتحدث هنا عن أخطر سلاح في هذه الحرب، الهَارْب وبرامجه المرافقة كالكيمتريل والشعاع الأزرق، دون الغوص في تفاصيل علمية اختصاصية، السلاح مازال في طور التجارب رغـم السنوات الطويلة التي مرت على إختراعه. هَارْب HAARP، برنامج أبحاث مقره الرئيسي ألاسكا، له عدة مقرات إثنان في ألاسكا وفي جزيرة بورتوريكو وفي كولورادو. موّل في البداية جزئياً من قبل وزارة الدفاع، ومن عدة جامعات، وكان موضوع البحث "سلوك طبقة الغلاف الجوي الأيونوسفير وانتشار الموجات الكهرومغناطيسية"، والبحث في إمكانية تطوير تكنولوجيا المجال الأيوني لأغراض الاتصالات اللاسلكية والأهم /المراقبة/. هارب HAARP اختصار لـ High Frequency Active Auroral Research Program، مشروع الطاقة النشيطة عالية التردد، يعتبر أكبر محطة بث للطاقة في العالم. ابتدأ العمل ببناء المشروع إعلاميـاً عام 1993، وعلى الرغم من احتجاج مهندسي الطيران FAA وعدد من كبار العلماء وحكومة ولاية ألاسكا، إلا أنّ جورج بوش الأب أعطى الضوء الأخضر للبدء. انتهى العمل به عام 2007. يضمّ المشروع 180 هوائياً توجّهُ عشرات الملايين من الموجات الدقيقة بقوة 4 مليون واط/ثانية. كي نتخيّل قوة هذه الطاقة، يكفي أن نعلم أن أكبر محطة إذاعية تبث 50 ألف واط، أي أنّ هَـارْب يبث 80 ضعف، و30 ألف ضعف أية موجـة كهربائية مسموح بها. تصل هذه الموجات إلى طبقة الإيونوسفير الباردة 105 درجات تحت الصفر، على ارتفاع 150 كلم فتسخن ويحدث فيها اختراق من طبقة الماغنوسفير وفراغ تملؤه طبقة ستراتوسفير، تتحرك نتيجة ذلك تيارات هوائية بمساحة آلاف الكيلومترات المربعة، مُحدثـةً موجـات جبّارة من الطاقة على سـطح الأرض أسفلها. بتعبير آخر؛ نقطة الاختراق هي مرآة عاكسـة للطاقة نحو نقطة تُحددها زاوية الورود، فتنعكس إلى منطقة يتم اختيارها لإحداث موجات تسونامي، زلازل، براكين، أمطار حامضية، ارتفاع حرارة، جفاف وعواصف ترابية. ما تدعيهِ الولايات المتحدة بأنّ عام 2007 هو بداية عمل هارب غير صحيح، حسب ما كتبه Mark Lowenthal في صحيفة EARTH ISLAND JOURNAL بتاريخ 3 نيسان 1995، ففي عام 1974 أجريت التجارب على البث الكهرومغنطيسي في برنامج هارب في Platteville, Colorado، وفي أريسيبو بجزيرة بورتوريكو، وفي أرميدل بأستراليا. في عام 1975 استدعى الكونغرس الأميركي، الخبراء العسكريين لتقديم تقريرهم حول أبحاثهم في سلاح السيطرة على المنـاخ. ربما ما ذكره مارك هو جزء من الحقيقة، فلدى بحثي عن التاريـخ الحقيقي لهكذا تجارب، وجدتُ التالي: ـ تشرين الثاني عام 1960، ومن كتاب The Cooling /التبريد/، للكاتب Lowell Ponte الصادر 1976، أقتطف لكم التالي: "بدأت الولايات المتحدة والعلماء السوفييت سلسلة من الجهود المشتركة في عملية "تسخين" القطب الشمالي. فتوجّهَ عدد من الخبراء السوفييت للعمل في مختبر لورانس ليفرمور للأسلحة عالية التقنية، تحت مشروع أسموه "نقّار الخشب". رسمياً كان العنوان "البحث عن سبل تنظيف البيئة"، تمت مراقبة الشحنات الكهرومغناطيسية وتأثيرها على المنـاخ، نشر السوفييت ذلك إعلامياً لكن الأميركان أبقوا هذه اللقاءات والأبحاث سراً على الشعب الأميركي، وهذه أحد بنود الديموقراطية المزعومة. عند نهاية الأبحاث، قدّمت المخابرات الأميركية لـ 21 عضواً في مختبر لورنس ليفرمور، من أميركيين وسوفييت جائزة خاصّة نظراً لجهودهم القيّمة. أواخر عام 1970 وبعد ضغوط من السوفييت، انضمّت الولايات المتحدة لاتفاقية ELF لتعديل الطقس، وعقدت قمة فلاديفوسك 1974 بينهما لمراقبة العمليات الهندسية الخاصّة بالمناخ، وتطهير الجو من المواد الكيميائية، وتم البحث منذ ذلك الحين، أي قبل أربعين عاماً، بطريقة الحفاظ على طبقـة الأوزون من الموجات التي تخترقها وانبعاث الغازات السامة. لكن مع تطور الحرب الباردة، حدث الشقاق بين الجبارين، فطوّر السوفييت أنظمتهم باتجاه أكثر سلمية، بينما جنحت واشنطن نحو الأهداف العسكرية." وقد وصفت مجلة Journal of Commerce & Commercial Bulletin، بتاريخ 4 آب 1993 ما حدث وما يحدث بين موسكو وواشنطن: "خلال الحرب الباردة، طوّر العلماء العسكريون الروس في مختبر أبحاث سرّي يدعى Gyrotron بمدينة غوركي الروسية، موجات دقيقة ميكروويف عالية الطاقة، يمكنها اسقاط أيّة طائرة حربية لحلف الناتو حتى قبل أن تدخل المجال الجوّي الروسي، مستخدمين تكنولوجيا تيسلا للموجات المتعددة." ـ صحيفة واشنطن بوست 13 كانون الأول 1984: شهدت الأرض تباطؤاً غير متوقع في الدوران. التباطؤ كان طبيعياً على مدى السنوات الماضية، لكنه ولسبب ما ازداد فجأة، لهذا أضاف العلماء الأمريكيون ثانية إلى الساعات الذرية. ـ نيويورك تايمز 30 نيسان 1985: رُصِدت موجات عملاقة داخل الأطلسي في المياه العميقة تسمى سوليتونز solitons، إلى الغرب من مضيق جبل طارق. اكتشفها المكوك الفضائي الأميركي. وهي لم تكن تظهر سابقاً في كافة الصور الفضائية. ـ صحيفة شيكاغو تريبيون 11 كانون الأول 1986: اكتشفتْ دواماتٍ عملاقة بقطر 60 ميلاً، تتحرك على طول سـواحل النرويج بسرعة تصل إلى 4 عقدات، مما يشكل تهديداً خطيراً للمارينرز. هذه الدوامات العملاقة ليس لها مركز واضح ويصعب علينا التنبؤ بحركتها. لقد تحول الأطلسي لحوض من المياه الساخنة ابتداءً من العام 1980، أي بعد أن بدأ الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة توليد موجات ELF، وهي اختصار لـ Extremely low frequencyموجات راديوية من الطيف الكهرومغناطيسي، ذات ترددات قصيرة جداً وبطول موجة يصل حتى 100 ألف كلم، تُطلَق باتجاه طبقة الإينوسفير لتنعكس على الأرض بسرعة الضوء أي 300 ألف كلم/ثا.
ألقاكم في الجزء الثاني. د. جميل م. شاهين ـ برلين
|
||||||||
|