الرئيسية  /  أخبار

الروس يوجهون سهامهم نحو الولايات المتحدة


دام برس :

في تحقيق صحافي ميداني أجراه مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" في العاصمة الروسية موسكو، أعرب عدد من الشباب الروس عن سخطهم من السياسات الأمريكية تجاه وطنهم، وأجمعوا على أن واشنطن تسعى لاحتواء روسيا.

وقال أحد الشباب "تحاول أمريكا السيطرة علينا. بعد أن تخلصنا أخيراً من الفوضى والاضطرابات، لا تريد أمريكا الاستقرار لنا".

ويقارن مراسل الصحيفة بين ما كان عليه الناس في روسيا عند زيارته لذلك البلد قبل عشر سنوات، وما هم عليه الآن. ويقول بأن الوضع كان أفضل حالاً. حيث كان الناس أكثر غنى، وإقبالاً على السفر والسياحة. ولكن اليوم أصبح الناس في موسكو "أكثر شعوراً بالعجز، والسعي لامتلاك ما يمكن أن يدفع عنهم الفقر والحاجة، والبحث عن مخارج آمنة من وضعهم المقلق".

ويوجه معظم الروس سهامهم نحو الولايات المتحدة ويحملونها مسؤولية ما يجري في بلادهم. وقال أحد سائقي الأجرة "ترمي أمريكا بديموقراطيتها في وجهنا. ونحن نرفضها، ونريد تطبيق نظام خاص بنا. نهضت روسيا أخيراً، وتحدت الولايات المتحدة".

ويرى مراسل "نيويورك تايمز"، بأن للتاريخ دور كبير في تكوين مثل تلك المشاعر. ففي القرن التاسع عشر اصطدم السلافيون والغربيون بشأن المسار الصحيح نحو روسيا. وخلال العهد السوفييتي سادت منافسة شرسة مع الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الوقت، وقعت بين الحين والآخر بعض الخلافات، وغالباً ما ارتبطت بمواقف أمريكية حول العالم. مثل قصف الناتو لصربيا في عام 1999، والغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

ولكن لم يحدث قط أن تراجع الرأي العام الشعبي ضد أمريكا إلى أدنى مستوياته منذ انهيار الاتحاد السوفييتي قبل 24 عاماً، كما هو عليه الآن. وذلك ما أثبته استطلاع للرأي أجراه مركز ليفادا للتحليلات الاستراتيجية في موسكو.
 
ويشير مراسل الصحيفة إلى أن العداء لأمريكا بات أكثر وضوحاً اليوم في روسيا جراء دعم الدولة ومؤسساتها الإعلامية له، وهو جهد يبدو أن الروس، ورغم سخريتهم اللاذعة، ميالين للتأثر به، وتوجه أصابع الاتهام لوزارة الخارجية الأمريكية عند وقوع أي اضطراب سياسي في أي مكان في روسيا، وتسارع وسائل الإعلام الروسية للقول بأن مؤامرة أمريكية تستهدف بلدهم.

لكن مدير مركز ليفادا للتحليلات الاستراتيجية، ليف غودكوف، له رأي آخر يخالف من يقول "تريد أمريكا تدميرنا، وإذلالنا، والاستيلاء على مواردنا الطبيعية". حيث عبر عن رفضه لتلك الادعاءات قائلاً: "ولماذا؟ ولأي سبب تريد أمريكا أن تدمرنا، لا أجد تفسيراً لذلك".

ولكن، يقول مراسل "نيويورك تايمز" "لا تغيب أمريكا عن أذهان الروس، حيث لها طريقة خاصة كمن يواصل بعث رسائل غاضبة لحبيب بعد الانفصال".

بدورها، قالت شابة روسية تدعى لي "نريد أن تدركوا أننا جميعاً ننعم بمستوى معيشة أفضل مما هو عليه في أوروبا، وكم هو الوضع رائع حالياً في جزيرة القرم". وكانت بالطبع تشير لشبه الجزيرة التي استولت عليها روسيا في العام الماضي من أوكرانيا، وضمتها إلى أراضيها.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=63872