دام برس :

يعمل تنظيم داعش على إعادة هيكلة صفوفه في مناطق عدة من سوريا بعد خسائر كبيرة لحقت به في الحسكة وريف دير الزور ومناطق أخرى، كما تتحسب قيادات التنظيم التي تقول مصادر إنها جندت نحو 1500 مقاتل من مدينة تدمر ومحيطها، على تجنب خسارة المناطق النفطية بأي ثمن كان.

وبحسب مصادر خاصة من مدينة الرقة، فإن نحو 1000 عائلة من الإغورايين انتقلوا إلى صفوف داعش خلال الأشهر الستة الأخيرة، ووضعوا في عدد من القرى جنوب شرق محافظة الرقة، وهي من المناطق المحظور على عناصر التنظيم من بقية الجنسيات الدخول إليها.

المصدر بيّن إن هؤلاء المقاتلين دخلوا الأراضي السورية مع عوائلهم من معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا، وقد سجل عدد من الولادات في المشفى الوطني بالرقة لزوجات الإيغواريين من قبل الطبيبات المشرفات على الأقسام الخاصة بالأمراض النسائية، والتي يحضر على الذكور أياً كانت صفاتهم الدخول إليها، موضحاً إن شخصا "أسود البشرة" يرافق أبو عبيد الله باستمرار، ويعمل كمترجم لقائد الإغواريين، لكنه قلما يتحدث بالعربية هو الآخر، معتمداً اللغة الإنكليزية للتعامل مع الكادر الطبي في المشفى.

وبحسب تسجيلات فيديو نشرها التنظيم، مع معلومات متقاطعة من مصادر متعددة في مدينة الرقة، فقد تم تدريب هؤلاء المقاتلين في معسكر كان يستخدمه التنظيم لتدريب الأطفال الذين يسميهم بـ "أشبال الخلافة" في محمية "القرين"، وكان الطيران السوري قد استهدف هذا المعسكر عدة مرات، وبحسب تقديرات قيادات التنظيم فإن المعسكرات التي تم استهدافها في مرات سابقة تكون أكثر أماناً من غيرها، مع نقل المعسكر من مكانه الأصلي بضع مئات من الأمتار.

المصادر أكدت نقل نحو 200 مقاتل منهم إلى مدينة تدمر، التي يعمل التنظيم على تحصينها وزج أكبر عدد ممكن من مقاتليه نتيجة لاشتداد حدة المعارك مع الجيش السوري، وتشير المصادر إلى أن غالبية هولاء المقاتلين هم من المدربين ليكون ضمن ما يسميه داعش بـ "الكتائب الانغماسية"، وبحسب المصادر نفسها، فقد انتقل هؤلاء ضمن مصفحات "همر" وسيارات مزودة برشاشات ثقيلة، ومضادات جوية.

إلى ذلك، أكد مصدر أهلي من مدينة البصيرة شرقي دير الزور، بإن التنظيم قام بنقل بعض هؤلاء المقاتلين إلى قرى صغيرة في الريف الشمالي الشرقي لدير الزور، بعيدا عن الأنظار نسبياً، ومن المتوقع الزج بهم في معارك حتملة مثل معركة الشدادي التي يحرص داعش على تحصينها بخنادق واسعة، مع إشعال كميات كبيرة من النفط، بقصد التشويش على رمايات الطيران الحربي، وبحسب المصادر فإن هذه الخنادق بدأت تحفر بعد زيارة القيادي البارز في التنظيم أبو محمد العدناني إلى المدينة مع عدد من القادة الميدانيين الذي كانوا ضباطا في الجيش العراقي السابق، فيما يدل على إعادة السيناريو الذي اتبعه الجيش العراقي خلال حرب الخليج لتجنب العمليات الجوية من خلال تشكيل سحب دخان كثيفة.

عربي برس