دام برس : نقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني، شهادة أحد الأطباء السوريين عن الحياة داخل تنظيم داعش الإرهابي، ومعاناة السوريين في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا، حيث يرى كاتب المقال، الطبيب عمر جبار، وهو سوري يحمل الجنسية البريطانية، أن داعش من الداخل لا يشبه كثيراً الجماعة الإرهابية، وإنما حقيقة الداعشيين أنهم حفنة من العنصريين الجشعين. ويبدأ المقال بالإشارة إلى مفارقة كبيرة فيما يتعلق بداعش، فبينما يدعي التنظيم أنه يقوم بخلق مجتمع جديد قائم على عدم التفرقة وعدم التمييز ما بين العرق أو الجنسية (طالما أن هناك اتفاق مع مبادىء ومعتقدات داعش)، فإن الواقع يعكس حقيقة تختلف تماماً عن هذا الادعاء الذي يروج له الداعشيون.
عنصرية داعش ويضيف الرقاوي أن الوافدين من شمال أفريقيا يتلقون مبالغ مالية أقل من الآخرين، بينما يتذمر المجندون الغربيون لأنه يُترك لهم مهمة القيام بأعمال الغسيل، وفي الوقت نفسه يتولى الوافدون من الهند تنظيف المراحيض. وبحسب المقال، كتب أحد الداعشيين البريطانيين البارزين منذ أسابيع قليلة على حسابه الإلكتروني أن الأوروبيين يجب أن يلتحموا معاً لأن "الارتباط مع العرب يمكن أن يكون مزعجاً جداً ومرهقاً"، ويبدو أن هذا السلوك من التحامل من الأمور المستوطنة داخل تنظيم داعش الإرهابي.
عذابات شعب ويلفت الكاتب إلى أنه سمع روايات مباشرة عن كيفية استيلاء الداعشيين على ممتلكات السوريين في الرقة، ونهبهم مواردها لكي يعيشوا ببذخ، في الوقت الذي يعاني فيه المدنيون السوريون من الجوع، ولم يفكر الداعشيون في توفير الخدمات الأساسية للسوريين الذين هم في أشد الحاجة إلى البقاء، كما تم حرمان المدنيين السوريين من انتظام المياه والكهرباء والصرف الصحي السليم في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، ويتم معاملة السوريين باحتقار.
قاع التسلسل الهرمي
حالة يرثى لها ويضيف كاتب المقال: "قد تكون بلدنا في حالة خراب، ولكنها لاتزال بلدنا، وستظل سوريا كذلك، رغم كل الجهود التي يقوم نظام بشار الأشد وميليشياته، بما فيها ميليشيات حزب الله التي تعمل علناً لتدمير روح الشعب السوري، وستظل سوريا بلدنا رغم مزاعم أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، بأنها أرض الخلافة المزعومة، هذا الرجل الذي يضاعف معاناة السوريين ويدعى أن (سوريا ليست للسوريين)، وفرض حكم العصابات الأجنبية التي تسيطر على مناطق شمال وشرق سوريا الخاضغة لسيطرة داعش في الوقت الراهن". ويختتم المقال بالقول: "إن الصراع الدائر في سوريا الآن، بالإضافة إلى داعش، كان له تأثير مروع على الشعب السوري؛ إذ جلب له القتل والاغتصاب من خلال الزواج القسري، والجوع والمرض والنفاق، لدرجة أنه يتم حرمان هذا الشعب من حقه في أن يكون شعباً سورياً، ولكن السوريون في الرقة، كما هم في أماكن كثيرة، لايزالون يأملون في مستقبل سيأتي، وسوف يستمرون في فرض أنفسهم في أراضيهم رغم العنف الذي يشهده هذا الصراع، وسوف يستمرون في مقاومة داعش وغيرهم". |
||||||||
|