الرئيسية  /  عربي ودولي

تركيا: الانضمام لواشنطن لنيل رضاها، وخفايا الاتفاق


دام برس :

كشفت صحيفة "واشنطن تايمز" النقاب عن توقيت إعلان تركيا انضمامها لسياسة واشنطن بمحاربة "داعش" نظراً لتبادل مصر معلومات مع واشنطن، تفيد "تورط استخبارات أنقرة في عمليات إرهابية في سيناء، وارتباط تركيا بتنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي أعلن مبايعته لداعش الإرهابي، إلى جانب الدعم التركي لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر". وأوضحت أن مصر اعتقلت "4 ضباط للاستخبارات التركية، في سيناء مؤخراً، وهم إسماعيل علي بال، ضابط رفيع في هيئة الاستخبارات القومية في أنقرة ومنسق العمليات العسكرية؛ وضياء الدين محمد غادو؛ وباكوش الحسيني يوزمي؛ وعبد الله التركي، الذين أتوا إلى سيناء بغية مساعدة تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي بايع داعش". وأشارت إلى أن تلك المعلومات شكلت حرجاً بالغاً لتركيا مما اضطرها للرضوخ لمشيئة واشنطن "ووضعتها في الزاوية، وقررت أنقرة تلميع صفحتها بشنها حربها الخاصة على الإرهاب، الذي بدأ يهدد استقرارها". ونقلت الصحيفة عن النائب السابق لرئيس وحدة التقييم في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، جاك نرياه، قوله: "يعكس التعاون الأميركي التركي محاولة أنقرة الحثيثة لاحتواء الضرر الناجم من انكشاف هذه المسألة، بعدما فضح النظام المصري بالأدلة تورط استخباراتها في العمليات الإرهابية في سيناء، فاتخذ أردوغان قرار الحرب على داعش وسيلة لحفظ ماء وجهه، وتحسين صورته أمام واشنطن". وأكدت "واشنطن بوست،" نقلاً عن مصادرها السياسية المطلعة، أن تركيا اتخذت عدد من الاجراءات الملموسة ضد الارهابيين تمهيداً للاتفاق المشترك مع الولايات المتحدة، منها "توقف عمليات التهريب غير المشروعة عبر أراضيها نتيجة للجدران العالية ودوريات الحراسة المستمرة"، كما شددت الصحيفة على ان الاتفاق المشترك بين البلدين "ينص على إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية مع طرد الجهاديين من معاقلهم الحدودية، وخشيتها من انضمام اولئك في نهاية المطاف إلى تنظيم داعش". واستندت إلى تصريح رئيس الوزراء التركي يوم 25 تموز / يوليو الماضي الذي اعلن بان دور تركيا الجديد سوف "يغير قواعد اللعبة في سوريا والعراق وسائر دول المنطقة". وأوضحت الضحيفة أن "صعود داعش" ليس القلق الوحيد بالنسبة لأنقرة، بل نجاح "أكراد سوريا في محاربة وطرد داعش من إحدى مناطقهم الحدودية، ومخاوفها من سعي الاكراد في كل من سوريا وتركيا إلى إقامة كيان مستقل". وكان تعثر جهود الولايات المتحدة في استيلاد "جيش من المعارضة السورية المعتدلة" محور نقاش صحيفة "ذي اتلانتيك،" مؤكدة ان "كافة محاولات واشنطن باءت بالفشل، وستظل الخطة الاميركية تعاني من عيوب استراتيجية". وعزت الصحيفة بعض الفشل "إلى تعديل إدارة الرئيس اوباما لاولوياتها التي ترى ان "إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش يعد أكثر أهمية من الإطاحة ببشار الأسد"، مرحبة بقرار تركيا الانضمام إلى المعركة ضد داعش، بيد أن "ذلك الزخم الإيجابي يتلاشى رويداً رويداً بعد اختطاف مقاتلي جماعة جبهة النصرة المتحالفة مع تنظيم القاعدة في الأسبوع الماضي لقيادة الفرقة 30، وهي ميليشيا سورية تتلقى التمويل والدعم اللوجستي من الولايات المتحدة". وأضافت أن "الانتكاسة التي تكبدتها الفرقة 30 لن تساهم على الأرجح في تغيير مسار الأزمة السورية، ولكنها تسلط الضوء على إستراتيجية إدارة باراك أوباما المتعسرة بشكل متزايد في سوريا".

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=7&id=62476