الرئيسية  /  أخبار

الملائكة أوصونا بالنساء .. بقلم مي حميدوش


كتبت مي حميدوش

من هي المرأة في الواقع الذي نحياه و المجتمع الذي يحيط بنا و ما هو رأي الرجل بها ؟ الرجل الذي لا يمكن أن يعيش بدونها و لا يمكن أن تعيش بدونه إنها الأم نبع الحنان الأخت شقيقة الروح الأبنة عطر الوجود الحبيبة عسل الحياة الزوجة شريكة العمر...

إن أول من دافع عن المرأة و حماها و أنقذها من ظلم الجاهلية و حرم وأدها هو الإسلام و أول من أوصى بها خيراً في عدد من الأحاديث النبوية هو الرسول صلى الله علية و سلم حيث قال :

"مازال جبريل يوصيني بالنساء حتى ظننت بأنه يحرم الطلاق" و إذا ما طلب لنا بعد هذا إن نقول بجولة في عقول بعض العظماء و المفكرين و الفلاسفة الذين أحبوا المرأة قدسوا رسالتها و قدروا مكانتها في المجتمع فإننا نقف عند كلمة نابليون "إن المرأة التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بيسارها" و هذا قول صحيح وبليغ و حاسم فالمرأة التي تربي الطفل باستطاعتها أن تجعل منه إنساناً كما تريد هي اما صالحاً أو تافهاً لا أخلاق له.

أما الكاتب التركي ناظم حكمت فيقول : "لولا البحر و المرأة لحاصرنا الجفاف و قتلنا العطش " أما الشاعر الفرنسي " مارتين" فقال: "أيتها المرأة أنت تحكمين و الرجل مملكتك " و كذلك قال:

" كل عمل جيد و عظيم أساسه المرأة و لا يخلو الأمر من بعض الخصوم الذين كانت لهم آراء مخالفة فالمرأة بنظرهم متهمة بالغدر و الخيانة و عدم ا لوفاء و العهر كالمعري و توفيق الحكيم و العقاد و ألد أعداء المرأة الكاتب الفرنسي "فرجيل " حيث قال :

" المرأة كالبرد أساس كل علة" و الأديب" فيكتور هوغو" بقوله: " المرأة لعبتها الرجل و الشيطان لعبته المرأة"

و يقول كاتب غيره " الشيطان تكفيه عشر ساعات ليخدع رجلاً أما المرأة فتكفيها ساعة واحدة لتخدع عشرة رجال" .

بعدهذه الآراء لأصدقاء المرأة وأعدائها من العظماء و المفكرين و الفلاسفة نتساءل : هل المرأة حقاً ملاك أنزله الله من السماء و رفعه فوق البشر كما قال البعض أم أنها إنسانة غادرة و خائنة و شر و مصدر كل فتنة كما ورد في بعض الآراء المتطرفة

الذي نراه أن المرأة ليست كما وصفها الأعداء الحاقدون ولا كما و صفها و بالغ في وصفها العشاق إنها ببساطة و يسر إنسانة قد تحسن و قد تخطىء ِشأنها شأن الرجل و بين صفوفها الوفية المخلصة الطاهرة و بينها المستهترة بكل القيم الخلقية و الإنسانية الاجتماعية .

المرأة الأولى وردة يزدان بها كل بيت سعيد أما الثانية فأشواك تلسع وتدمي و تدمر كل من حولها و لا يجوز أن يؤخذ الكل بأخطاء البعض و على المؤسسات الاجتماعية و الهيئات العودة إلى الجذور لاستئصال هذا الداء بالعودة إلى التربية البيتية السليمة الواعية و الغرس في صدور الجيل الصاعد حب الفضيلة و العلم و التمسك بالقيم الفاضلة خاصة عند الإناث فهي الأم و الأخت و الابنة و الحبيبة و الزوجة و نحسن تربيتها في البيت و المدرسة بصلاحها صلاح المجتمع بأكمله.

أن المرأة كان لها دور كبير فمنذ الجاهلية كان دورها عظيم و كبير فقد اشتهرت بالشعر الحماسي أثناء الحروب لشحذ همة الرجال و الأخذ بالثأر و تحريض الهمم إلى جانب النشاط الثقافي للمرأة في الجاهلية كان لها رأيها و حريتها الاجتماعية أيضاً في مطلع الإسلام كانت رفيقة الرجل فكانت تتولى القضاء و التدريس و الإفتاء و المشاركة في القتال و الوصاية و الإشراف على الأسواق و لم يميز الرجل عنها في الحقوق العامة إلا بالأخلاق و الإمارة فقد أتقنت علوم الفقه و رواية الأحاديث و شرحها و اهتمت أيضاً بالجانب العلمي.

و المرأة في الوقت الحاضر شأنها ِشأن الرجل في بناء الوطن و تقدم المجتمع و قد لعبت المرأة دوراً كبيرا في جميع المجالات القيادية و تبوأت مكانة عالية في المجتمع ففي السلطة التشريعية إذداد عدد الأعضاء من النساء في مجلس الشعب وعلى صعيد السلطة التنفيذية تبوأت المراكز العليا كوزيرة و سفيرة و باحثة و مخترعة فقد فهمت المرأة في سورية طبيعة العلاقة بين الحرية و المسؤولية و اكتمل نشاطها الاجتماعي في إطار التعليم النقابي و المهني و تبوأت وعلى كل المستويات المكانة الرفيعة التي تستحقها و تليق بها لتلك المكانة التي تتعزز باستمرار مع ازدياد وعيها الاجتماعي و تحقيق طموحها في اكتساب المعارف العلمية والمهارات المهنية والفنية .

إن الرجل الشرقي لايقبل أن تكون شخصية زوجته أقوى من شخصيته وقد يشعر بالخجل من ذلك خوفاً من معايرة الناس له خاصة من قبل أقربائه و أصدقائه فهو لن يقبل أن تكون شخصية زوجته وعقليتها تفوق شخصية و عقليته المتفاهم عليه اجتماعياً ، إن الرجل بالبيت هو الرجل و هو السيد و هو الآمر الناهي و يجب أن يكون كلامه هو المطاع مهما كان كلامه صحيحا أو خاطئاً و غالباً ما يطبق هذا الأمر بين الأزواج بالمناطق الريفية بنسبة أكبر حيث تتعرض المرأة للكثير من المحظورات و الموانع و كلها تصب في مصلحة الرجل و هو في هذه الحالة ( الزوج).

أما في المدينة ونتيجة التقدم النسبي فيها بشكل عام فإن المرأة تتمتع بشخصية قوية نسبياً و تفهم حقوقها بشكل أفضل و تصارع من أجلها و لا تسكت على الخطأ الناتج عن الزوج أو الأخ أو الولد و تستطيع أحياناً أن ترد الصاع صاعين و حتى لو كلفها هذا أحياناً الطلاق من زوجها في سبيل كرامتها و حقها المغتصب.

لماذا لا تكون القيادة بالأسرة بين الزوجين للشخص الأكفأ سواء أكان الزوج أو الزوجة مع مرعاه خصوصية كل منهما للآخر بالمواصفات الذاتية التي تتناسب مع كل منهما على حده خاصة بعد أن ثبت تفوق المرأة على الرجل في الكثير من المجالات.

بوجودها كنصف المجتمع بصلاحها و إصلاح المجتمع بأكمله و تحقق بناءه سليماً اجتماعياً و ثقافياً و سياسياً و اقتصادياً و العكس صحيح .

و كذلك معاملتها المعاملة التي أوصى بها ديننا من حسن المعاشرة و الابتعاد عن الظلم و العنف و كم من مظاهرات و حركات مؤيدة لحقوق المرأة نراها دائماً من خلال وسائل الإعلام العربية و الغربية التي تطالب بحقوق المرأة و تندد بالعنف و الاضطهاد و الظلم الذي يمارس ضد المرأة وكلما يزداد التقدم والعلم والتطور التكنلوجي فالظلم والاضطهاد ضد المرأة بشكل خاص يزداد لذا لابد من الرجوع دائماً إلى الدين و الأخلاق وإلى المبادئ السامية التي من شأنها أن ترفع من مكانة المرأة و قدسيتها.

وفي المؤتمر الإسلامي الذي عقد منذ فترة وجيزة و الذي ضم العديد من علماء الشريعة و رجال الدين في العالم الإسلامي المناصرين لحقوق المرأة حيث أصدر المؤتمر فتوى تشكل سابقة في مسار الفتاوى الشرعية لمصلحة المرأة أفتى بها العلامة السيد حسين فضل الله (أن باستطاعة المرأة أن ترد عنف الرجل الذي يستهدفها بعنف مضاد من باب الدفاع عن النفس مشيراً إلى أن المرأة لا تزال ضحية للعنف الذي يمارس ضدها على مستوى العالم كله داعياً إلى رفع العنف عنها سواء أكان عنفاً جسدياً أو اجتماعياً أو نفسياً أو تربوياً أو داخل البيت الزوجي أو ما إلى ذلك و شدد فضل الله على قوامة الرجل على المرأة لا تعني سيادته عليها بل تحميله المسؤولية في إدارة البيت الزوجي مشيراً إلى أن الاسلام لم يبح للرجل أن يمارس أي عنف على المرأة في حقوقها الشرعية أو حتى مسألة السب و الشتم و الكلام القاسي).

إن المرأة استيقظت على حقوقها وواجباتها و نهضت تطالب بحقها و استخدمت كل أساليبها من أجل نيل حقوقها في ظل العولمة و التقدم التكنولوجي وزيادة الوعي الإنساني العالمي و من خلال وسائل الإعلام المرئي و المسموع و المطبوع و ما يبثه من برامج توعية للمرأة ووجدت من يدافع عنها فوضعت الرجل في خانة اليك .

إن بعض الرجال المثقفين يعترفون بحقوقها و هم قلة قليلة للأسف حتى المرأة غير المثقفة تقف ضد قناعاتها و حقوقها لأنها جبلت على الحرمان القهر و القمع و الاستبداد فهي حتى لقمة العيش لا تطلبها إلا إذا منحها إياها الرجل . الصورة بدأت الآن تتغير تدريجياً مع تبوء المرأة المناصب العالية و حصولها على أعلى الدرجات العلمية . بعد أن أثبتت جدارتها و كفاءتها في كافة الميادين. و لم تعد قضية الذكورة و الأنوثة تفرق بين الرجل و المرأة و ستتضح الصورة أكثر في المستقبل القريب مع التقدم العلمي و التكنولوجي الهائل.

بقلم :مي حميدوش

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=616