دام برس : كتب عمر معربوني في سلاب نيوز .. لم يكن غريباً أبداً أن يعمَد الجيش السوري والمقاومة اللبنانية الى البدء بمعركة الزبداني بعد سلسلة التحولات الميدانية الكبيرة التي حصلت في جرود القلمون خلال الفترة السابقة، خصوصاً أنّ مجريات الميدان في الجنوب السوري وتحديداً في الجولان وفي سياق العرض الذي قدّمته في مقال سابق باتت تشير الى نيّة الجماعات المسلّحة الإقتراب من دمشق عبر خطّي إقتراب الأول من درعا والثاني من الجولان، وهو ما شرحته سابقاً. وخلال كتابة هذا الموضوع، استطاعت وحدات الجيش السوري والمقاومة اللبنانية ان تسيطر على حي الجمعيّات في الجهة الغربية للزبداني بعد السيطرة على تلة الكوكو حيث تقع قلعة التّل، وهي من النقاط الأساسية التي أمّنت السيطرة بالنظر والنار للقوّة المتقدّمة. وهنا لا بدّ من الإشارة الى أنّ نقاط التمركز التي تتجاوز الـ150 نقطة للجيش السوري والمقاومة حول الزبداني تمتلك نفس ميزة تلة "الكوكو" لجهة السيطرة بالنظر والنار، وهو أمرٌ سيعجّل في حسم المعركة في وقت قصير. معركة الزبداني بدأت أصلاً قبل بداية معارك جرود القلمون عندما تمّت السيطرة على بلدة معدر التي كانت تشكّل نقطة الربط والإنطلاق الأخطر في محيط الزبداني ومنها الى التلال الحاكمة حول الزبداني، بعد أن أقدمت الجماعات المسلّحة على التقدم باتجاه كفيريابوس وهو ما اعتبرته قيادة الجيش السوري عملاً خطيراً يجب وقف مفاعيله، وهو ما استدعى التعجيل في السيطرة على معدر كبداية لما يحصل اليوم. لن أغوص كثيراً في التعريف عن موقع الزبداني الجغرافي، وهو أمر بات معروفاً، إلّا أني أود الإشارة الى أنّ الأهمية الإستراتيجية ليست للزبداني الواقعة في وادٍ بين سلسلتين من الجبال بقدر ما هو لهذه الجبال التي يسيطر على قممها الجيش السوري والمقاومة، وهذا ما يؤكد حسم المعركة خصوصاً أنّ ما يقارب الـ1600 مسلّح يتمركزون في الزبداني ولكنهم باتوا فاقدين لمقومات المناورة ولا يمتلكون إلّا قراراً من اثنين: الإستسلام أو القتال حتى الرمق الأخير، وهو أمر موضع إنقسام بين المسلّحين من أبناء المدينة ومسلّحي جبهة النصرة والمسلّحين الأجانب. عملية الزبداني بدأت منذ يومين عندما قامت وحدات من الجيش السوري بقطع الطريق الشمالي للمدينة نهائياً وعزلتها بشكل كامل عن عين حور وسرغايا، وهو هامش التحرك والمناورة الوحيد للجماعات المسلّحة بعد أن تسبّبت بدايات معركة جرود القلمون بوصل جرود بريتال وعسال الورد وعزل الزبداني عن باقي امتدادات جرود القلمون وجرود عرسال. ولجهة الجنوب يمكننا القول إنّ مسلحي الزبداني لا يملكون أصلاً إمكانيات تحرك كبيرة نظراً لوجود قوات ضخمة للفيلق الثاني والفرقة الرابعة في الجيش السوري، سوى بضع انتقالات محدودة عبر الوديان العميقة وبأعداد صغيرة جداً، وغالباً ما يتم رصدها والتعامل معها. وبالعودة الى مجريات الميدان، أصبح من المؤكد أنّ تحرير حي الجمعيات يشير الى نيّة الجيش السوري والمقاومة اختراق المدينة من وسطها وتقسيم القتال فيها الى مربّعات وعزل كل مربّع لوحده كبقعة قتال منفصلة لا تملك إمكانية المناورة والدعم للمربّعات الأخرى، وهذا النوع من القتال سيعجّل في انهيار الجماعات المسلّحة ويُفقدها خيار القتال من الحركة ويُلزمها بالقتال الدائري المنهِك.
إنّ السيطرة على حي الجمعيات قد يكون مجرد تمركز يشكل مفتاح السيطرة على المدينة بانتظار انهاك الجماعات المسلّحة داخل المدينة بالقصف العنيف، وخصوصاً من صواريخ بركان القصيرة المدى وبرؤوس متفجرة تصل الى 500 كلغ، إضافة الى استخدام المدفعية بشكل مباشر وهو ما سيساعد في تحقيق اصابات محققة لكل هدف ثابت أو متحرك. |
||||||||
|