دام برس:

من يفهم آلية اشتغال الماكنة السورية السياسية والعسكرية والامنية لا يتوقف عند كبوة هنا أو تراجع هناك تقول مصادر في 8 اذار، في سياق الحرب الكونية التي تستهدف الدولة الوطنية السورية منذ ما يقارب الخمس سنوات في محاولة للنيل من موقعها القومي الريادي في سياق الصراع المفتوح في المنطقة بين محورين واحد حيّد اسرائيل من دائرة الاستهداف واخترع عدواً بمقاس مذهبي ليغرق في أتون حرب مفتعلة من نتائجها المدمّرة تحويل الكيانات والدول الى حطام جاهلي النزعة والمسلك ويعبر عن أدنى درجات الانحطاط والموات الاخلاقي والانساني ومحور تدرأ بالمنهج القومي العروبي وأبقى البوصلة على اتجاهها الصحيح اي مقارعة العدو الصهيوني ومخططه الاستيطاني الاستعماري.
وتؤكد المصادر ان المحورين يتطاحنان في قلب الساحة التي يعتبر سقوطها من علامات سقوط العرب كأمة ومن علامات قيامة الدويلات الدينية المنزع بمعنى تلاشي الرابطة القومية بين العرب لهذه الاسباب وغيرها وابرزها مستنقعات الغاز على الشاطئ السوري استهدفت سوريا من تحالف تركي - عربي - غربي اولا لاسقاط الحكم الممانع والمقاوم ووأد القضية الفلسطينية وضرب حركات المقاومة والذهاب الى تسوية تهدر الحقوق العربية وتدعم اسرائيل في الجسم العربي بشكل طبيعي بحيث تسقط كل المحرمات ويصبح الحرام حلالاً.
وبناء عليه فان مرجعاً سياسياً متابعاً للحراك العسكري في سوريا رأى ان ما من شيء يستدعي القلق، فالقيادة السورية ومنعاً للغط الحاصل حول ما جرى في ادلب وجسر الشغور وتدمر من اجتياحات «داعشية» ليس الا من باب التكتيك العسكري بفرض الحفاظ على القدرات العسكرية وعدم خوض معارك استنزاف قاسية، وبالتالي فان ما جرى مدروس للاسباب الآتية:
اولاً: لتجميع القوات في مناطق تم تحريرها او بالاصل شهدت ولا تزال ثباتاً ميدانياً وعدم قدرة الآخرين اختراقها.
ثانياً ترك تلك الدويلة المزعومة التي ارادتها المؤامرة الاميركية - التركية - الخليجية تتمظهر ليشهد العالم على همجيتها وجاهليتها وظلاميتها، اما آثارات تدمر ايضاً بأن الدفاع عنها وخوض مواجهات عسكرية في محيطها سيلحق الاذى بهذه المعالم ولا يستطيع الجيش السوري تظليلها بخيمة لمنع سقوط القذائف والرمايات على تلك الشواهد واحتلالها من قبل داعش ايضاً سيجعلها في مهب التدمير وفي كلا الحالين الخسارة واقعة لا محالة.
ويقول المرجع: لا احد ينظر الى التراجعات الميدانية على انها خسارات عسكرية والتفكير بهذه الطريقة ينسق مع الحملة الاعلامية المبرمجة لتثبيط الهمم وضرب العزائم وتصوير المشهد السوري على انه آيل للانهيار وفي ذلك طيش سياسي وامية تقييمية يتوسلها كل فاقد للبصيرة لا يفقه من العلم العسكري شيئا.... وبالتالي فان الطوق الذي يشكله النظام ويبدأ من كسب والساحل السوري وحمص والسلسلة الشرقية كون تحرير تلال عرسال بات وشيكا وكذلك الزبداني وصولا الى اطراف الجولان وضمنا دمشق ودرعا في الجنوب وجبل الدروز، هذا الطوق المحكم يعتبر طوق نجاة لايران التي من رابع المستحيلات ان تقبل سقوط سوريا ما يعني تحويل سوريا الى منطلق لغزو لبنان وضرب حزب الله. ايضا روسيا لن تخسر آخر موطئ قدم لها على شاطئ المتوسط وبالتالي، فالنجاحات الميدانية من قبل العصابات الارهابية وهم انتصار وفضيحة كبرى للعالم العربي الداعم لهذه الجماعات فيما العكاز الذي يستخدمه كمعارضة سورية غير ذي قيمة لفقدان امكانية امساكه بالارض والقول انه حالة معنوية موجودة لا اكثر ولا اقل لزوم الحديث عن معارضة للنظام واشاحة الوجه عن الحالة «الداعشية» وغيرها من الحالات التكفيرية التي لا ترى بقوى المعارضة في اسطنبول سوى آثارات بشرية مصيرها مصير كل المعالم الاثرية.
ويختم المصدر: التموضعات الجديدة للجيش العربي السوري يصعب اختراقها على الاطلاق وهي تموضعات مدروسة من المفيد جدا البناء عليها وستتحول في مرحلة لاحقة الى نقطة انطلاق بعد استنزاف الجماعات الارهابية التي ستدفعها نشوة ما حققته في الميدان الى مزيد من التقدم وهذا ما سيلحق بها اضرارا بالغة ويضعف جهدها البشري ويفقدها الكثير من الآليات والعناصر واما منطقة جرود عرسال فان تحريرها امر حتمي وكل محاولات اللعب على الوتر الذهبي لن تفيد بشيء فحزب الله يتحدث عن الجرود والاخرون يتحدثون عن البلدة التي آثر حزب الله منذ بداية الازمة عدم مقاربتها عسكريا تاركا الامر للجيش والقوى الامنية لعدم اثارة العصبيات المذهبية اما في مسألة الجرود فالحسم العسكري لا يقبل جدلا او تهاونا وخطاب السيد الاخير في النبطية اعطى الاشارة لبدء التضييق تمهيدا للاطباق والانطلاق الى جهة القنيطرة بعد فرض طوق على الزبداني وسرغايا والتي من المتوقع ان تسلم ضمن بازار المصالحات او الاستسلام المقنع...».
الديار- مفيد سرحال