دام برس :

استقبل السيد الرئيس بشار الأسد رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي سوريا، ويأتي الضيف الإيراني إلى دمشق مؤكداً على مواقف بلاده التي عملت وسائل الإعلام المعادية لسوريا على تصويره بالمتبدل تجاه الأزمة السورية بسبب اتمام اتفاق مبدئي بين إيران ودول العالم والذهاب نحو اتفاق نهائي، كان على إيران أن تقدم فيه سوريا قرباناً لفك الحصار عنها ورفع العقوبات، لكن الأمر لا يعدو كون التقارير الإعلامية التي حاولت الاستفادة من الحدث الشمالي في سوريا، زوبعة في فنجان.

وصول بروجردي إلى دمشق، حدث اعتيادي سياسياً، فالمسؤولين الإيرانيين لم ينقطعوا عن زيارة دمشق في مختلف المستويات السياسية والعسكرية، لكن لدمشق أسلوبها في توجيه الردود المباشرة بهدوء سياسي وبرود أعصاب لامثيل له في ممارسة الواقعية السياسية من قبل الرئيس الأسد والحكومة السورية، فإن كانت الوسائل الإعلامية المعادية لسوريا قد عكفت في الآونة الأخيرة على فبركة تقارير إعلامية حول شخصية أمنية كاللواء "علي مملوك"، الذي لم ينقطع ذكره في قنوات مثل "الجزيرة" او "العربية" منذ بداية الأزمة السورية، وبعد وفاة اللواء "رستم غزالي" وما أشيع عنه، كان الدور على اسم اللواء "مملوك" ليكون هذا الأسم هو الورقة الجديدة في حرب الشائعات، فتارة الرجل مصاب بالسرطان، وتارة تحت الإقامة الجبرية، وعلى محطات يترقبون خبر وفاة الرجل بانتظار تأويلات كتبت مسبقاً، وفي أخرى يعدون لرواية "اغتيال" أو "تصفية"، كتلك الروايات التي ظهرت على قناة كتلفزيون "الجديد" حول حرب بين ضباط الأمن السوريين، محاولين تمرير معلومات تفيد أن الفساد في سوريا يصل إلى أعلى مستويات القيادات العسكرية والأمنية، وهذا ليس بغريب على هذه القنوات.

الماكينة الإعلامية الضخمة، التي عملت على الوصول بسوريا إلى ماهي عليه اليوم، بما تمتلك من تقنيات وخبرات وآليات، وعقول استخبارية تخطط، وخبراء نفسيين يؤسسون لهجمات دعائية تستهدف معنويات السوريين، كان الرد عليها من قبل وسائل الإعلام السورية بتواضع المعدات والتقنيات، فكل ما أشيع عن اللواء مملوك خلال الفترة الماضية، كان الرد علي بصورة تنشرها وكالة الأنباء السورية الرسمية، للواء السوري جالس إلى يسار الرئيس الأسد خلال استقباله لبروجردي، الأمر الذي لم تحتج فيه سوريا لبيان، ولا لكي تنزل إلى مستوى الإعلام المعادي والعقليات القذرة التي تخطط للملف السوري وتجري حوارا مع اللواء مملوك عبر وسيلة إعلام سوريا، ولا أن تضطر الحكومة السورية إلى أن تقوم بنقل الكثير أو القليل عن الرجل، وكل ما في الأمر أنه وخلال استقبال رسمي لمسؤول ضيف كان اللواء علي مملوك حاضر فيه، وبصورة فوتوغراف مرفقة بخبر، تشل دمشق المكاينة الإعلامية المعادية والتي تعمل ليل نهار للتخطيط لمثل هذه الهجمات "السخيفة".

عربي برس