الرئيسية  /  أخبار

السعودية .. فائض القوة أم فائض الهبل !


دام برس : السعودية .. فائض القوة أم فائض الهبل !

دام برس:
تُجمع كل التحليلات ـ غير السعودية أو القابضة من السعودية طبعاً ـ على أنّ "عاصفة الحزم" أي العدوان على اليمن بالمعنى الواقعي والفعلي، لم تحقق أياً من الأهداف التي رفعها حكام آل سعود عند بدء هذا العدوان، وهذا صحيح بمقارنة بسيطة بين ما قيل قبل الحرب وما أنجز بعدها. ما تمكنت الحرب السعودية من تحقيقه هو قتل عدد كبير من المدنيين اليمنيين الأبرياء وتخريب منشآتهم وتدمير البنى التحتية لليمن الشقيق والأهم نشر العداء ضد السعوديين لسنوات طويلة.. وهو ما يحاول الإعلام السعودي ومن لفّ لفّه التهرب منه أو التعتيم عليه وطمسه.

الحرب السعودية، كان واضحاً ومنذ البداية، أنها مغامرة غبية. البعض اعتبرها توريطاً أمريكياً للنظام السعودي في اليمن، كما حصل مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الكويت، والبعض اعتبرها ـ في أحسن الأحوال ـ جائزة ترضية بعد الخذلان الأمريكي لهم بشأن العلاقات مع طهران. وكان القرار الباكستاني وكذلك التركي برفض المشاركة المباشرة في هذه الحرب، خير دليل على وجود قراءات أخرى لا تساير الأحلام السعودية، وخير دليل على الإفلاس السعودي، كما كان النفي السابق للمشاركة الأمريكية ثم التراجع عن ذلك والتلطي خلف هذه المشاركة في الحرب لاحقاً، كذباً وإفلاساً.

هل أقامت السعودية التوازن مع إيران كما ادعت؟ باختصار تقدمت البوارج الإيرانية نحو شواطئ اليمن واستمر الحوثيون بتقدمهم على الأرض رغم القصف السعودي.. فكان القرار السعودي المفاجئ ـ كما إعلان العدوان المفاجئ ـ بإيقاف العدوان والهروب إلى الحديث عن إعادة الأمل؛ أيُّ أمل وهناك مئات الشهداء والجرحى والمفقودين. على أي حال، بعض العقال في السعودية أقروا بأن قرار وقف العدوان كان لتجنب التورط أكثر في الوحل اليمني.

هل يشعر حكام السعودية بفائض القوة؟! هذه فلسطين فليذهبوا إذن لتحريرها. طبعا لن يفعلوا. فتعليمات أسيادهم، وبوصلتهم ـ كما "القاعدة" وتنظيم "داعش" الإرهابي و"جبهة النصرة" ـ لا تشير إلى القدس أبداً. تشير إلى من يسعى حقيقة لتحرير القدس لمنعه من ذلك.. وما يلفت النظر هنا حقيقة، هو حديث بعض "الهبلان السعوديين" عن حرب سعودية على سورية لتحريرها؟!

يقول المثل الشامي: "حمّلوه عنزة ضرط"، فكيف بعنزتين؟!! وإذا كانت السعودية ورغم ضعف قدرات اليمن وقربه منها، لم تستطع أن تحقق إنجازاً واحداً تفخر به او تساوم من خلاله، فكيف سيكون مصيرها في سورية. هذا ما أكده المقاتل السياسي في نيويورك سفير سورية الدكتور بشار الجعفري؛ الامتحان أمامكم.

من المؤكد والواضح أنّ هناك مشكلة وخللاً في العقل السعودي؛ هم يتحدثون عن تحرير الآخرين، وهم أكثر الناس حاجة للتحرر وكسر أطواق التقوقع والجهل والتخلف الذي يعيشون وسطه؛ من يختلف على أن السعودية هي أكثر الأنظمة في العالم قمعية وتسلطاً وقهراً وتخلفاً وانغلاقاً وتجبراً ومصادرة للحريات والحقوق وكمّ الأفواه ومصادرة الكلمة؟!

السعودية وقعت في شرّ أعمالها عندما تقدمت لتشارك في العدوان أصالة , بدل الوكلاء والسماسرة والمرتزقة والإرهابيين الذين كانت تمولهم وتخطط لهم وتدفعهم للأعمال الإجرامية.. السعودية لا تشعر بفائض القوة، بل هو فائض الهبل والتخبط والارتباك والارتجال والمغامرة يا اشباه الرجال.. مسار الانحدار السعودي بدأ أسرع مما كنا نتوقع.. ونأمل أن يستمر سريعاً..!!

الكاتب: بديع عفيف

مصدر الخبر: SNS

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=58447