دام برس - ريتا قاجو:
برعاية الدكتور محمد حسان الكردي رئيس جامعة دمشق انطلقت أعمال المؤتمر الدولي "سورية إلى إعادة البناء"، بحضور وفود أجنبية ومسؤولين وسفراء ورجال دين وأعضاء من مجلس الشعب، وذلك بمدرج الجامعة في دمشق، وبحضور مجموعة من وسائل الإعلام.
وأكد المفتي العام للجمهورية أحمد بدر الدين حسون أن انعقاد المؤتمر في جامعة دمشق لقاء لبناء الوطن والإنسان ورسالة للعالم مفادها أن سورية التي أرادوها ممزقة بين أبنائهاوطوائفها انتصرت اليوم لأن أبناءها يتعايشون ويتحدثون لغة الأسرة الواحدة.
وأضاف سماحة المفتي أن من يقوم بأعمال القتل والتدمير لا مكان له في سورية وليسوا من صنعها وإنما من صنع أصحاب معامل السلاح، مشيراً إلى أن البناء في سورية لم يتوقف يوماً لكن بناء الإنسان هو الأقدس من بناء المساجد والمعابد والكنائس،  ودعا سماحة المفتي الأجيال القادمة إلى حمل رسالة الحق المعطرة بدماء الشهداء بكل مسؤولية وأمانة والحفاظ على وطنهم وقيمهم الإنسانية وحضارتهم.
رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي أكد أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في إطار ترسيخ دور الجامعة العلمي والأكاديمي والوطني في ظل الحرب الظالمة التي تشن على الشعب السوري بكل أطيافه وتتزامن أعماله مع إحياء الذكرى المئوية للإبادة التي تعرض لها الشعب الأرميني.
وأشار رئيس الجامعة إلى أهمية المحاور والموضوعات المطروحة في المؤتمر والتي تسلط الضوء على المجازر التي ترتكب في الوقت الحاضر والتي ارتكبت سابقاً بحق الشعب السوري مستهدفة نسيجه الاجتماعي وتدمير بناه التحتية كما يناقش محاور في إعادة البناء على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والبشري والفكري.
وفي تصريح خاص لدام برس أكد الكردي أن هذا المؤتمر يعول عليه كثيراً ، خاصة أن المشاركين فيه من الوفود الأجنبية البريطانية والاسترالية وغيرها ، ناس مثقفون ومتفهمون لحقيقة ما يجري في سوريا ودعاة سلام في العالم.
بدوره بين البروفيسور ديكلان هايز في كلمة المشاركين الأجانب أن سورية هي ضحية السياسة العالمية وعلى الغرب تصحيح سياساته بالمنطقة، مشدداً على ضرورة مكافحة التطرف والإرهاب.
ويضيف هايز أن الشعب السوري وباقي الشعوب العربية  شعوب سورية  دفع الثمن غالياً من أجل السلام ، معبراً عن أمله بعودة الأمن والاستقرار والسلام إلى سوريا التي صدرت الحضارة للعالم.
وفي لقاء مع دام برس أكد الدكتور بطرس حلاق عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق أن المؤتمر سيتناول في جلسته الأولى التي سيشارك فيها الدور الكبير الذي لعبه الإعلام الوافد وبالمقابل دور الإعلام السوري والوطني في مواجهته ، والنهوض بمسؤولياته الوطنية والأخلاقية .
ويضيف حلاق أن سورية تعرضت إلى حرب إرهابية إعلامية كونية جندت فيها شتى وسائل الإعلام العربية والغربية بأنواعها المختلفة من إعلام تقليدي وإعلام جديد ولم يكن الإعلام هنا أداة ثانوية لدى التنظيمات الإرهابية بل أداة رئيسية ضمن البنية الاتصالية التي شكلتها كأدوات حرب ووظفتها ضمن استراتيجية متكاملة.
دام برس التقت أيضاً السيد فاهي مهشكيان الأمين العام للمجلس القانوني العربي الأرمني الذي أكد أن السلطة العثمانية التي ارتكبت جريمة الإبادة بحق الأمة الأرمنية بهدف الاستيلاء على مكتسبات الشعب الأرمني العريق، مشيراً إلى أن "التاريخ يعيد نفسه" ، فالمجرمون الذي أبادوا الأرمن هم نفسهم اليوم يدعمون الإرهاب في سوريا، ويرتكبون الجرائم بحق شعوب المنطقة .

من جهته قال سفير جمهورية أرمينيا بدمشق الدكتورا رشاك بولاديان “إن سورية البلد الصديق مهد الحضارات والقيم الإنسانية رسمت على صفحات تاريخه المعاصر مرحلة جديدة ومؤلمة نتيجة وباء الإرهاب الذي انتشر في جمع أنحائه” مؤكدا أن سورية قيادة وشعباً وبجهود أصدقائها ستتغلب على هذه المحنة وستقوم بإعادة إعمار البلاد.
وأضاف السفير الأرميني أن الشعب السوري الذي يتعرض للإرهاب يوميا يقدر مأساة وآلام الشعب الأرميني الذي تعرض للإبادة في كنف الامبراطورية العثمانية والتي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف المليون أرمني وتهجير من تبقى على قيد الحياة إلى بلاد الشام وخاصة سورية التي استقبلت المهجرين رحابة صدر وأصبحت الملاذ والمأوى لهم.
حضر الافتتاح وزراء السياحة والدولة لشؤون البيئة والتعليم العالي والسفير الإيراني بدمشق وعدد من أعضاء مجلس الشعب وأمين فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من رجال الدين المسيحي والإسلامي ونواب رئيس جامعة دمشق وعمداء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية.
وبعد الافتتاح عقدت جلسة حول إمكانيات وسبل الحوار في المجتمعات التي تشهد صراعات من خلال استعراض تجارب ونظريات بهذا الخصوص مؤكدين ضرورة تقديم كل الدعم لسورية بوجه الإرهاب، ةتستمر فعاليات المؤتمر لغاية يوم الأحد المقبل حيث ستتناول  الجلسات القادمة ويناقش المشاركون بالمؤتمر في جلساته القادمة المجازر والانتهاكات التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية بحق الشعب السوري والإبادة الأرمنية وأهمية المصالحات في إعادة الإعمار.

.