الرئيسية  /  أخبار

الجعفري ’’يعصف’’ بمندوب ’’التنابل’’ .. سنقطع أيديكم


دام برس :

لم يكن الكلام الذي قاله المندوب السعودي في مجلس الأمن أمس عن "عاصفة حزم" تنتظر سوريا في حال استمرار "القمع" الذي يمارسه النظام السوري ضد "شعبه" بحسب تعبيره، كلاماً اعتباطياً أو "شغل ساعتو"، لا بل هو كلام محضّر مسبقاً ورسالة "هوبرة" من الجانب السعودي بعد الهزيمة التي مُني بها النظام السعودي في اليمن، أيضاً الردّ السوري الذي جاء على لسان مندوب الجمهورية العربية السورية في المجلس ذاته لم يكن رداً انفعالياً غاضباً، بل كان رداً "دبلوماسياً" محضر بشكل مسبق ليحكي أمام "الحضور الدولي" مالذي تفكر فيه الدولة السورية في حال أُعيد على أراضيها تكرار سيناريو اليمن "عسكرياً". فـ«الجعفري» الذي اقتصر جوابه على عدة سطور قليلة، اختصر في ردّه ماتفكر فيه القيادة السورية واختصره بجملة واحدة عنوانها: "سنقطع اليد التي تمتد على سوريا، وسنعاقب السعودية بما تستحق" ...

 

المملكة السعودية خرجت أمس من المعركة مهزومة مذلولة، وهذا ليس كلاماً تعبيرياً الهدف منه الرد على كلام المندوب السعودي، بل هو حقيقة ستكشفها الأيام القادمة طالما لم تخلّف هذه الحرب المعلنة "من طرف واحد" سوى الدمار وآلاف الشهداء والجرحى، فلا الرئيس الفار «عبد ربه منصور هادي» عاد إلى بلاده متوّجاً كرئيس "شرعي" على جثث عشرات الأطفال، ولا قدرات الجيش اليمني مع أنصار الله انتهت، بما أن قوات أنصار الله مدعومة من الجيش مازالت تحقق التقدم المرسوم باتجاه ضرب مناطق سيطرة القاعدة، وإنهاء سيطرة ميليشيات «هادي» على بعض المواضع الحكومية والأمنية، أضف إلى ذلك، أنهم "الحوثيين" لم يسلموا سلاحهم ولم يتركوا عدن أو صنعاء، كما أن وجودهم على الحدود مع المملكة المعتدية مازال "معززاً مكرماً"، لذا كان على المندوب السعودي «عبدالله المعلمي» أن يوجه الأنظار عن "الهزيمة" إلى سوريا، والتهجم "مهدداً" بوجود «بشار الجعفري» على الدولة السورية، حتى يقنع الجميع أن السعودية اليوم ليست "مملكة تنابل" كما وصفها أمين عام حزب الله «حسن نصر الله»، بل نحن "دولة" بات لنا "وزن وقيمة" وصرنا "دولة" تُعلن الحرب متى تشاء وتوقفها متى تشاء، دون أن ينتبه أن «الجعفري» بات جاهزاً لبتر يد "آل سعود" بسيفه الدمشقي و"لسانهم" أيضاً إن كرروا تهديدهم للدولة السورية.

 

أمس، التف الجيش السوري بأسلوب عسكري جديد على الميليشيات المتطرفة في درعا ووجّه لهم ضربة قوية أفضت للسيطرة على عدّة قرى وقطع طريق الإمداد القادم من الأردن إلى اللجاة وصولاً إلى ريف دمشق الشرقي، والمعروف أن الميليشيات المتطرفة المنتشرة في "الريف الحوراني" مدعومةً من السعودية بشكل خاص، بمساعدة الأردن التي من شأنها توفير الطرق أمام شحنات الأسلحة بأنواعها القادمة إلى تلك الميليشيات لقاء بضع ريالات تمنّ المملكة فيها على "ملك القمار" بعد كل صفقة ناجحة، هذه العملية أغضبت السعودية كثيراً، فإن نجح الجيش في السيطرة على "بصر الحرير" ومحيطها، يكون وكأنه بتر أحد أذرع السعودية في المنطقة، بينما الأخرى مصابة بالشلل بعد تقدم الجيش في وقت سابق بالريف الغربي وحصر الميليشيات في "كفر ناسج وكفر شمس"، ويكون أيضاً من السهل على الدولة السورية التي استطاعت مبدئياً "تجميد" الدعم الإسرائيلي لتلك الميليشيات بعدما كشفت كل طرقه عسكرياً، إصابة الرياض بالمقتل وسحب وجودها من الجنوب السوري بشكل شبه كامل، وهذا ينطبق بالمناسبة على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بعد أن غادر الإرهابي «زهران علوش» إلى تركيا للتنسيق هناك لدعم "معركة كبرى" هدفها السيطرة على العاصمة السورية، أو على الأقل "تشكيل خطر عليها"، والتي وجّهت الوحدات العسكرية المنتشرة بالمنطقة، ضربة موجعة أمس للقائمين على معركة "رص الصفوف" التي أعلنها سبعة فصائل متطرفة بينها "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" الذي يقوده «علوش»، حيث وباعتقادنا أن هاتان الضربتان "ريف دمشق – ريف درعا الشرقي" وجها صفعة استباقية للجانب السعودي، ما دفعه للتلويح أمام "المجتمع الدولي" بـ"عاصفة حزم" تقودها مملكته تستهدف دمشق ..

 

بكل الأحوال، رد السيد «بشار الجعفري» كما أسلفنا كان "كافياً وافياً"، فهو على اطلاع بشكل مطلق على مايفكر فيه الرئيس «بشار الأسد»، والذي قال "نصفه" فقط أمام وسائل الإعلام العالمية التي أجرت معه لقاءات والتي كان آخرها التلفزيون الفرنسي الرسمي، أن "السعودية وإسرائيل وجهان لإرهاب واحد، وهذا يدل على أن «الأسد» أخذ قراره تجاه المملكة كما فعل مع حماس عندما وصف العلاقة بينها وبين سوريا بأنها "ماتت"، أيضاً العلاقة مع السعودية "ماتت"، وصار التعاطي معها يشبه بكل تفاصيله التعاطي مع إسرائيل. "دولة عدوة" يتوجب الرد عليها "عسكرياً" في حال فكرت بالاعتداء، وهذا لايعني بالطبع أن تدير الدولة السورية ظهرها للميليشيات المتطرفة، بل على العكس، صار من المحتّم اليوم على الدولة السورية إنهاء التواجد الميليشياوي المتطرف على الأراضي السورية .. لأن في إزالته نهائياً .. إنهاء للفكر السعودي الوهابي الإرهابي من المنطقة العربية ..

 

عربي برس - ماهر خليل

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=58360