الرئيسية  /  أخبار

النصرة تعيد سيناريو بصرى الشام في إدلب والمعركة الكبرى في الفوعة


دام برس :

هجوم من ثلاثة محاور قامت به  جبهة "النصرة" على مدينة إدلب في الشمال السوري كما حصل مع بلدة بصرى الشام في جنوبه، فقد شن قرابة أربعة آلاف مسلح مدعمين بالدبابات وتحت غطاء قصف مدفعي  وصاروخي مكثف هجوما من ثلاثة محاور على مدينة إدلب من جهة طريق حارم  وسلقين غرباً، ومن الشرق من بنش وسرمين، ومن الشمال من مزارع بروما وخلال هذا الهجوم حصل التفاف من الشرق نحو الطريق الواصل ببن كفريا وادلب حيث تمكنت النصرة من قطع طريق الفوعة عن إدلب، فضلاً عن قطع الطريق الممتد بين إدلب وبنش عند حاجز دير الزغب لمدة قصيرة قبل أن تتمكن اللجان الشعبية في الفوعة وكفريا من استعادة الحاجز.

وفي حركة التفافية شن الجيش السوري وحلفاؤه في المنطقة هجوما من الجهة الجنوبية عند معسكر المسطومة خلف القوات المهاجمة في الشرق والغرب أدى إلى استعادة عدد من القرى. وبذلك تكون خريطة المعركة متشابكة بشكل نصف دائري، ففي الوقت الذي تحيط  "النصرة" مدينة إدلب من ثلاث جهات، يلتف الجيش واللجان الشعبية في الفوعة وكفريا حول المهاجمين من جهتين، وقد وصلت إلى معسكر المسطومة مؤازرة من دمشق ويُنتظر وصول إمدادات اخرى خلال الأيام القادمة  لبدء عملية هجوم مضاد لاستعادة المدينة من أيدي "النصرة".

وحسب معلومات خاصة بموقع "العهد الإخباري"، فإن المسلحين وصلوا في البداية الى جامع سعد والملعب البلدي  في المدينة ومنها انطلقوا في الهجوم على السوق الرئيس والمربع الأمني بعد قيام الجيش بعملية انسحاب لقواته وإخلاء لعائلات الى معسكر المسطومة جنوبي ادلب، ويبدو أن وسائل وخطط الهجوم التي اتبعت في ادلب  هي نفسها التي اتبعت في بصرى الشام مع فارقين الاول ان مدينة الفوعة أصبحت محاصرة كليا بينما في بصرى الشام بقيت طريق السويداء مفتوحة، والفارق الثاني أن حجم القوات الموجودة في الفوعة كبير جدا مقارنة مع حجم القوة التي كانت تدافع عن بصرى الشام؛ وهذا ما يجعل عملية الهجوم المضاد في إدلب مسألة وقت قصير كما تشير وقائع الارض إن كان  لجهة الالتفاف من المسطومة او لجهة الإمدادات التي تصل من أجل استعادة المناطق والأحياء التي سقطت بيد النصرة  وليس هناك أية إمكانية  لترك المسلحين المهاجمين  في ادلب  بوضعهم  الحالي نظرا لما سيترتب من نتائج على الفوعة وكفريا.

ويبدو من خلال مراقبة هجمات النصرة في الجنوب والشمال السوريين وجود غرفة عمليات دولية واحدة تدير المعركةً في مناطق محددة تزامناً مع العدوان السعودي على اليمن، كما يلاحظ من الإمكانيات العسكرية الكبيرة المستخدمة والتقنيات الحربية  الجديدة المستعملة في  هجومي بصرى الشام في الجنوب  وادلب في الشمال وقوف جهات دولية واحدة وراء الهجومين حيث يتحدث المقاتلون في بصرى - الذين التقينا بهم خلال اليومين  الماضيين - عن دبابات تهاجم بشكل رمح محملة بأكياس رمل للحماية وكأنها دشمة  متحركة وهذه التقنية القتالية جديدة لدى المسلحين والتي استخدمت أيضاً في الهجوم على ادلب كما يشير المقاتلون الذين دافعوا عن بلدة بصرى الشام الى قذائف إسرائيلية من عيار ثمانين ملم استخدمت في معركة احتلال بصرى وهذه القذائف تستعمل أيضاً في معركة ادلب، وفق المصادر نفسها.

ويوجد في مدينة الفوعة أكثر من ثلاثين ألف نسمة  وفيها آلاف المقاتلين الذين يشكلون قاعدة دعم ومؤازرة ومساندة قوية وفعالة مع وجود معسكر المسطومة المحاذي للمدينة ما يجعل احتلال النصرة  لإدلب غير قابل للاستمرار، كما تؤكد مراجع عسكرية من داخل الفوعة لموقع "العهد الاخباري"، مشددة  على ان هذه المعركة ستكون فاصلة بكل المعايير نظرا لحالة الحصار التي استجدت على الفوعة بعد احتلال مدينة ادلب او  لوضع جبهة النصرة كامل ثقلها فيها وقيامها بالحشد  من كل الشمال السوري وصولا الى أعزاز لقد رمت جبهة النصرة بأوراقها كاملة في هذه المعركة.

انطلاقا مما سبق، نؤكد أنه لا يمكن للمدافعين عن الفوعة وكفريا وادلب السماح للنصرة بتحقيق إنجاز الاستمرار الفعلي في ادلب لأن القضية بالنسبة إليهم قضية حياة او موت، تختم المصادر العسكرية في الفوعة كلامها.

العهد - نضال حمادة

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=57308