دام برس :

من المؤسف جدا أن يكون في لبنان تيار سياسي يحمل اسم المستقبل، ومن فيه لا يحترمون المستقبل ويعودون دائما لنزاعات الماضي الجاهلية والتي اكلها الدهر وشربها وهضمها ايضا.

تيار المستقبل والذي اسس كجمعية عام 1992 يتزعمه شاب بملامح خليجية ولسان شامي، لا يحترم اسم تياره ويجيد الحديث عن المستقبل، ولكن المستقبل المالي في شركته السعودية والتي تحمل اسم (سعودي او جيه)، ولا يفهم شيء عن الماضي ايضا، ولا حتى عن توازنات الماضي او ماضي ابيه على الاقل، الذي كان يجعل من دمشق محجه الاسبوعي، وكان يردد كلمته الشهيرة "لنشوف شو بتقول سوريا".

سعد الحريري رفع اصبع الاتهام لدمشق بعد ساعات من مقتل والده في حادث اغتيال كبير هز اركان بيروت، ولكن السؤال كيف عرف بعد وقت قصير جدا ان دمشق خلف الحادث؟ وبعد سنوات من الحادث وعندما ابتسمت له دمشق هرول اليها ليقول في نفسه "انا بصير ايدكن اليمين بدل البابا، بس الله يخليكن عملوني رئيس"، ولكن سعد قابل الجميل الذي قدمته له دمشق بما يعرف بجنود الست، اي عمته المصون بهية الحريري، والتي مولت وسلحت ودعمت كل ارهابي لبنان ودفعت بهم الى الحدود الغير شرعية بين البلدين اثناء الازمة. وبعد كل ذلك وبعد ان فضحت الست خرج يدها اليمين عقاب صقر ليقول انهم قدموا الحليب للاطفال فقط.

وبعد ذلك يعود سعد بيك في الامس بالذكرى العاشرة لمقتل والده ليوزع الاتهامات يمينا وشمالا وبلغة عامية ركيكة ايضا كما هي ركاكة لغته الفصحى. ولكن السؤال المهم هل سعد يعاني من الزهايمر؟ ويجعلنا نطرح عدد من الاسئلة عليه لعله يستطيع الاجابة.

اولا: الابتسامات التي وزعها هل هي جيدة في يوم مقتل والده؟

ثانيا: هل يعود ليتهم دمشق بعد ان برأها هو نفسه؟

ثالثا: يتهم حزب الله بتوريط لبنان بالازمة السورية، وهل نسي ما قدمه تياره للمسلحين؟

رابعا: يدعي مشكلة انسانية من اللاجئين السوريين، ونسي ايضا ان تياره هو من فتح مخيمات للاجئين قبل ان يكون هناك لاجئين حتى؟

الذكرى العاشرة لمقتل رفيق الحريري اصبحت عبارة عن اعطاء صكوك الطاعة للرياض من قبل ابنه سعد ويقول لها هل اكتفيتي، وتقول له هل من مزيد.

ولكن على سعد ان لا يتسرع جدا بتوزيع الاحكام حيث هو نفسه خرج عام 2008 ليتهم دمشق مرة اخرى بقتل النقيب في الامن العام اللبناني وسام عيد، ولكن وبعد سبع سنوات نشر موقع التحقيقات الاميركي (WAYNE MADSEN REPORT) تقريرا مفصلا يثبت ان كيان الاحتلال الاسرائيلي هو وراء حادث الاغتيال، ويثبت التقرير وبالادلة القطعية ومنها ما نشره العميل الاميركي السابق إدوارد جوزيف سنودن، حيث زرع الاحتلال اجهزة تنصت ومراقبة للبنان وقام خلالها بقتل عيد.

اذا على سعد ان يهدأ قليلا، واقول له يجب عليك ان تراجع طبيبا لان اعراض الزهايمر اصبحت واضحة عليك.