الرئيسية  /  رأي دام برس بقلم مي حميدوش

الثورة الإيرانية في ذكرى انتصارها .. دعم للحق والمقاومة .. بقلم مي حميدوش


دام برس :

قد تتعدد الأسماء لكن المضامين لابد أن تكون مختلفة هذا هو واقع ما يسمى بالثورة وهنا لابد لنا من العودة إلى تلك الثورات التي تركت بصمتها الحضارية على خارطة العالم.

إن الثورة الإسلامية في إيران أتت في وقت كانت به الثورات قد بدأت تضمحل كما أن ذلك الانبهار أخذ يتلاشى على الأقل في العالم الإسلامي الذي وجد في الثورة الإيرانية ضالته الكبرى. فالثورة الإيرانية التي كانت آخر الثورات العالمية من الناحية الزمنية، استطاعت أن تخطف الأضواء التي كانت مسلطة على الثورات الأخرى، كالثورة الروسية والثورة الفرنسية والثورة الأميركية وغيرها. وبدون أدنى شك فإن البعد الفكري والقيادي والشعبي في هذه الثورة هو الذي أعطى لها هذه الصدارة العالمية حتى أننا لا نبالغ إذا قلنا بأن العالم ربما لن يشهد ثورة أخرى تفوق الثورة الإيرانية من حيث الخصائص التي تميزت بها وما تزال.

في بداية انتصار الثورة، كانت إيران تعتبر دولة ضعيفة بالمقاييس العادية إذا ما قورنت بباقي دول المنطقة الأخرى بسبب المشاكل السياسية والأمنية والاقتصادية التي كانت تواجه حكومة الثورة ولا شك في أن هذا الضعف هو الذي أغرى العالم إلى شن هجوم عسكري مباغت كان الحد الأدنى من أهدافه تحجيم الثورة، لكن وبعد أعواما من عمر الثورة تبدو إيران اليوم أقوى دول المنطقة وأكثرها استقراراً بل أنها استطاعت أن تلحق الهزائم المتلاحقة بالولايات المتحدة الأميركية وهي في عز شعورها بأنها القوة العالمية الأولى في العالم.

وربما كان من بين أهم ما تميزت به الثورة الإيرانية عن باقي الثورات، الطابع الإنساني، ذلك أن جميع الثورات اتسمت بالطابع الدموي الذي لم يفرّق بين أبنائها وقيادتها وأعدائها. فالثورة الفرنسية حوّلت باريس والمدن الفرنسية الأخرى إلى ساحات إعدام تنصب فيها المقاصل لتقطع فيها رؤوس أعداء الثورة أمام الملأ.

أما الثورة في إيران كانت حريصة على إقامة المؤسسات الدستورية منذ بداية الانتصار خدمة للشعب، تعاملت بحذر شديد حتى مع أعداء الثورة ولم تنزلق إلى المزالق التي انحدرت إليها باقي الثورات.

هذه الخصائص التي تميّزت بها الثورة الإسلامية ابتداءً من طبيعة القيادة ومروراً بالأهداف والشعارات وإقامة المؤسسات الدستورية وانتهاءً بقدرة الثورة على تجاوز الصعوبات، كلها تجعل من الثورة "استثناءً" فريداً بين جميع الثورات في العالم.

في الختام لابد أن نشكر إيران لأنها جعلت من سفارة الصهاينة سفارة لفلسطين ولأنها وقفت إلى جانب الحق الفلسطيني ولأن القدس كانت وما تزال بوصلتها ولأنها دعمت محور المقاومة بكل أشكال الدعم ولأنها وقفت إلى جانب الشعب السوري والجيش العربي السوري  وستبقى العلاقات الإستراتيجية السورية الإيرانية قائمة.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=28&id=54983