دام برس: تأكيداً على أن سورية هي بلد ينبض بالحياة والفن والإنسانية خلافاً لما يروج له البعض، تم افتتاح مهرجان الخريف السنوي للفنون التشكيلية برعاية وزير الثقافة الاساذ تعصام خليل ، وذلك بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين في معرض تم تنظيمه ضمن خان أسعد باشا في دمشق. وأكد وزير الثقافة عصام خليل أن هذا المعرض هو فرصة طيبة للاطلاع على الفن التشكيلي السوري وغناه و تطوره خلال المرحلة السابقة من خلال وجود العديد من اللوحات النوعية التي تعبر في غالبها عن الواقع السوري المُعاش بأمل الانطلاق من اللحظة القاتمة الحالية إلى أفق قادم أكثر سطوعاً، معتبراً أن هذا المهرجان هو رسالة للعالم بأجمعه بأن السوريين هم صناع الحياة وبأنهم مصرون على الحياة رغم صعوبتها لأنهم يسحتقون.
من جانبه أوضح السيد عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة أن عدد الأعمال المشاركة بلغت مئة وخمسة وثلاثين عملاً ، وتوزعت بين التصوير الزيتي وأعمال نحت إضافةً إلى أعمال غرافيك، كما شهد مشاركة وإقبال العديد من الفنانين والرواد بعد انقطاع لفترة طويلة عن المشاركة. ويصف عبد الله أبو عسلي لوحته البصرية التي ترمز إلى الطبيعة السورية بأسلوب يعتمد على الواقع، مشيراً إلى تنوع وغنى الطبيعة التي تحتوي عليها سوريا، من خلال تخيله لمنطقة تقع في الساحل عند سد مزيريب، وأوضح أبو عسلي أنه يعتمد على البساطة في فنه بحيث يكون المشهد بصرياً وقريب من جميع الفئات الاجتماعية. من جانبها تجسد الفنانة نهى جبارة فكرة الانتظار في لوحتها "وينتظرون"، بغض النظر عن الشيء المنتظر سواء كان سلبياً أو إيجابياً، والانتظار من وجهة نظر نهى يعبّر عن الحلم الذي يتطلع إليه كل شخص، مؤكدةً أنه مهما طال أمد هذا الانتظار لا بد للحلم أن يخرج إلى حيز الواقع، وهو ما يعيشه حالياً غالبية السوريين بانتظارهم للنصر وعودة الأمان إلى وطنهم.
ويرى طلال العبد الله أن الفنان والمجتمع هما عبارة عن كتلة واحدة، ولا يمكن لأحدهما أن ينفصل عن الآخر بأي حالٍ من الأحوال، وأن ما يجري في الوطن من ظروف ومخاوف عامة لا بد لها من أن تنعكس على الأعمال الفنية المنجزة، وهو السبب الذي دفعه إلى تسمية لوحته خوف بلاد حدود، ليسلط الضوء على المخاوف التي أصبحت تحاوط جميع أفراد المجتمع بشكل يومي، فاللوحة ذات طابع تجريدي تعكس الهم العام بشكل أو بآخر. وأوضح الفنان أكسم طلاع أن فنه يعتمد على مبدأ الحروفية والتي يُعتبر الحرف العربي بصورته أساساً لها، وأنه متمسك بتأدية هذا النمط في الفن التشكيلي، لأنه يتعلق بشؤون الهوية و إن ما تتعرض له الهوية الوطنية والقومية من محاولات إلغاء أو إقصاء هو الذي جعله أكثر إصرارً باعتماد هذا المنحنى في لوحاته.
إعداد: وسيم قشلان
|
||||||||
|