دام برس : على الأرض الأميركية، وفي فضاءات الإنترنت، تعشش شبكة من داعمي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مركزها داعية ومجرم سابق اسمه أحمد موسى جبريل، سبق وطرده المسلمون الأميركيون من مساجدهم، وأدين بجرائم مالية كثيرة. هذا ما كشف عنه موقع "فوكاتيف" الأميركي في تحقيق نشره الأربعاء. وتشعر السلطات الأميركية بالقلق من ظاهرة تعاطف بعض الأميركيين مع داعش. فقد اتهم أميركيان خلال الشهر المنصرم بالتخطيط لاستهداف مصالح في بلادهم لحساب التنظيم. وذبح شخص في أوكلاهوما يدعى آلتون نولين زميلا في العمل بعد أن فشل في دعوته للإسلام. وقال موقع فوكاتيف إنه استخدم تقنيات "البحث العميق" على الإنترنت لرسم صورة عن وجود "داعش" في أميركا، وذلك بتحليل العلاقات والتفاعل بين حسابات المتعاطفين مع التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي. سباحة تحت علم داعش
وتتبع صحافيو الموقع أحد مؤيدي داعش، وهو شخص من نيويورك يدرس في جامعة يسوعية في إحدى ولايات الغرب الأوسط. واختار هذا الشخص علم داعش كصورة تعريفية له على فيسبوك. ونشر على الموقع أيضا صورة لشخص يرتدي قناعا ويحمل سيفا مع عبارة تقول "تحت ظل السيف"، في إشارة إلى كتاب شهير حول حرب مفترضة بين المسيحية والإسلام. وقالت والدة هذا الشخص لموقع فوكاتيف إن عائلته هاجرت من شرق إفريقيا إلا ان ابنها ولد في الولايات المتحدة حيث يدرس الكيمياء بمنحة ويطمح للعمل في شركة كبيرة للمنتجات الكيميائية.
ورفض هذا الطالب أن يتحدث للصحافيين، علما أن فوكاتيف لم ينشر أسماء أو أماكن سكن المتعاطفين الأميركيين مع داعش. سيلفي مع البغدادي
مؤيد أميركي آخر لداعش يعيش في ولاية تكساس، وقد ملأ حسابه على فيسبوك بصور لأعلام التنظيم وشعاراته، ومقاطع فيديو وصور لزعيمه أبو بكر البغدادي. كذلك، نشرت امرأة من مينيسوتا مقاطع فيديو دعائية لداعش وصورا للقيادي في تنظيم القاعدة أنور العولقي الذي قتل في غارة لطائرة أميركية موجهة في اليمن. وتعمل هذه المرأة معلمة في مدرسة دينية ملحقة بمسجد. وعدا نشاطاتها الإلكترونية في دعم داعش، لا شيء غريب حول هذه المرأة، فهي تكثر من نشر صور السيلفي، وتقول إنها تحب أفلام هوليوود وتشجع النادي المحلي في كرة القدم.
قال فوكاتيف إنه بدأ في البحث عن مؤيدين محتملين لداعش في الولايات المتحدة قبل أشهر عندما بدأ التنظيم في السيطرة على مساحات واسعة في العراق وسورية. لكن في آب/أغسطس، عندما قتل الأميركي دوغلاس ماك آرثر ماكين المتحدر من سان دييغو بينما كان يقاتل مع داعش في سورية، توصل فوكاتيف إلى قلب شبكة مؤيدي التنظيم في أميركا. واسم جبريل معروف جيدا في الدوائر الأمنية. وهو يبلغ من العمر 43 عاما ويسكن في ديربورن بولاية ميشيغن. وقبل عقد من الزمن، طرد جبريل من مسجد محلي بعد أن دعا المصلين إلى قتل غير المسلمين. بعد ذلك، قضى ست سنوات في سجن فيدرالي بعد أن أدين بجرائم منها غسيل الأموال والتهرب من دفع الضرائب ومحاولة رشوة محلف. وأخلي سراح جبريل في 2012.
"كسروا قفصي الصدري"
وفي مواجهة خطاب الكراهية الذي يحمله جبريل، قررت رابطة الطلبة المسلمين في 2004 أن تحرمه من التفرد بخطبة الجمعة، وهو ما أثار حنقه. ولاحقا، عندما منع مسجد محلي جبريل من الدعوة، بدأ في استضافة حوارات في قبو كان يسكنه في ديربورن تحدث خلالها مطولا عن "الفسق" الذي يعيش فيه المسمون.
كذبة ثم صمت مطبق
وعندما اكتشفت الضابطة المسؤولة عن مراقبة جبريل الأمر، تشددت في شروط حركته وسفره. وهو الآن ممنوع من مغادرة القسم الشرقي من ميشيغن، ويجب أن يرتدي جهاز "جي بي أس" يتقفى أثره ويقدم معلومات عن أنشطته على مواقع التواصل الاجتماعي تشمل الأرقام السرية "الباسوورد" لحساباته إذا طلب منه ذلك.
ستة من كل عشرة مقاتلين يتابعونه لكن جبريل لا يدعو الشباب، بشكل مباشر، للسفر إلى سورية للقتال، بل يقدم خطابا طائفيا تحريضيا يحض على قتال نظام الرئيس بشار الأسد بشكل عام مستخدما عبارات شديدة الوقع، وحديثا معسولا عن فضائل المقاتلين. وهو أسلوب يشبهه باحثو "كينغز كوليدج" بأسلوب فنانات الاستعراض اللواتي يرقصن في ملاعب كرة السلة لتشجيع اللاعبين، لكن من الصفوف الجانبية.
|
||||||||
|