دام برس - خاص : المرأة السورية كانت عبر الزمن نموذجاً للعطاء وصانعاً للحضارة حيث مارست دورها في بناء المجتمع ولم تكن أسيرة العادات والتقاليد بل كانت صانعة مشاركة في نهوض الوطن وعبر التاريخ كان للمرأة السوري بصمات إيجابية في عملية التأسيس والبناء اليوم لقاؤنا مع سيدة من سورية كانت نموذجاً متألقاً لنساء سورية. يشرفنا أن نلتقي الصناعية مروة الأيتوني عضو غرفة صناعة دمشق وريفها عبر مؤسسة دام برس الإعلامية. ما هي خطوتك الأولى في عالم الصناعة هل لك أن تضعينا في بداية نشاطك الاقتصادي ؟ عندما عدت من ايطاليا عام 1984 كانت هناك منشأة لزوجي، وهي منشأة صناعية كبيرة فقررت العمل فيها رغم كل التحذيرات التي وجهت لي والصعوبات التي تحدثوا عن مواجهتها في هذا العمل، ففي ذلك الوقت كان العمل في حوش بلاس صعباً جداً، وكانت المنشآت لا تتعدى الثلاث. ومع ذلك صممت فلدي وقت طويل وليس من الطبيعي أن يضيع دون فائدة. فأنا من أسرة صناعية من الطبيعي أن نرث الصناعة، وكان مشروع المقبلات الغذائية نجاحي الأول وهو أول مشروع من نوعه في الشرق الأوسط ثم جاء مشروع الشوكولا. وبعد ذلك أقمت مع زوجي مركزاً للزراعة العضوية بعد دراسات عدة "كورسات" في الخارج. والمركز يعطي شهادات للمنشآت التي يتم تأهيلها عضوياً.
ما هو موقف الأهل والزوج من عملك في البدايات؟
كيف كانت نظرة المجتمع وخاصة الرجال والتنافس الذي قد يحدث بسبب كونك امرأة؟
ما هو واقع المرأة السورية اليوم؟ الآن لم تعد الأمور كما كانت والصعوبات لم تعد موجودة فالرجل اعتاد على وجود المرأة. بتقديري أن الصعوبات الحقيقية تواجه الصناعة والصناعيين بشكل عام في بلادنا. والقوانين والأنظمة لا تفرق بين الناس أو بين الرجل والمرأة،ولكن تعامل الأفراد هو المشكلة فهناك من يقول "خذوهم بالصوت" ويظنون أن المرأة لأنها امرأة، ستتراجع وتركن وتوافق على مطالبهم . المرأة اليوم أصبحت واعية وتعرف ماذا تريد. من المهم جداً أن يحدد الإنسان مسيرة حياته. فهناك سيدات لا تحب العمل بل تحب أن تجلس في البيت وتكون سيدة بيت. وهناك من تؤخر الولادة.. وهكذا. اليوم يستطيع كل إنسان أن يخطط نجاحه سواء كان رجلاً أم امرأة.
كامرأة صناعية كيف تصفين لنا أهمية المشاركة في المؤتمرات الخارجية. والفائدة منها في ظل الأزمة الحالية؟ بعض الصناعيين اليوم نقلوا مصانعهم إلى خارج الوطن بسبب الظروف الحالية ما هو تعليقك على ذلك ؟ أن الظروف الصعبة حالياً كانت السبب الأساسي في توجه بعض صناعيينا إلى خارج البلاد، وخصوصاً أن الصناعات التي انتقلت إلى داخل مدينة دمشق على سبيل المثال هي صناعات و ورشات صغيرة، وهو أمر مختلف بالنسبة للصناعات الكبيرة التي تحتاج إلى بنية تحتية ذات خصوصية معينة.
أم مسألة إقامة مصانع عائدة لصناعيين سوريين خارج الأراضي السورية فهو أمر سلبي وخطأ كبير يرتكبه الصناعيين الذين قاموا بذلك. هذا الصناعي أحق في تشغيل رؤوس الأموال من تلك الدول، وكذلك الأمر بالنسبة لليد العاملة السورية فهي صاحبة الحق أيضاً في العمل والتشغيل، إضافة إلى أولوية بلدنا أولاً وأخيراً في نيل القيم المضافة التي تضيفها تلك الصناعات في حال أقيمت على أراضينا السورية. هل لك أن تطلعينا على مشروعك الخاص "حاضنات الأعمال" ومالهدف منه ؟ المشروع يأتي تحت عنوان "حاضنات الأعمال للمشاريع الصناعية الصغيرة" والذي يعد الرابع من نوعه على مستوى الوطن العربي(كانت تونس أول بلد عربي بدأ بهذا المشروع ثم اعتمدت في مصر و الأردن ثم سورية). حاضنات الأعمال عبارة عن مركز أعمال يقدم جملة متكاملة من الخدمات الإدارية؛ كما يؤمن المكان والأجهزة اللازمة؛ إضافة إلى الخبرة التقنية والعملية لصاحب الفكرة؛ وذلك بهدف تذليل الصعوبات والتخلص من المعوقات الإدارية والتمويلية والفنية, كذلك يوفر المركز شبكة دعم متكاملة؛ تؤمن التواصل مع مجتمع الأعمال عبر التعاقد الفردي وتقديم المشورة. ومن المهم القول: إن فترة إقامتي في ايطاليا؛ أتاحت لي زيارة العديد من المعارض وحضور مؤتمرات وحاضنات متعددة، ما أتاح لي فرصة الاطلاع على آليات عمل هذا الصنف من الحاضنات؛ومن هنا كانت الفكرة التي طرحتها على وزير الصناعة, لأبدأ باستقبال مختلف أفكار المشاريع الصناعية؛ وقد تم الانتهاء من إعداد "دراسة اقتصادية متكاملة" على أن أقوم بتمويل هذه المشاريع لمدة ثلاث سنوات، وما أطلبه من الحكومة هو دعمي كقطاع خاص لإضفاء الثقة على هذه المبادرة؛ والمبررة بوجود الحكومة كطرف فيها، ولكنني وبكل أسف أشعر أننا ما زلنا ندور في الفراغ، لأن الدعم المرتجى ما زال حلماً يبدو أنه بعيد المنال. عندما طلبت من وزارة الصناعة دعم هذه المبادرة عبر تأمين مكان، كان الرد بأن أجد المكان لتتم الموافقة على تخصيصه للمشروع، ومع أنني قدمت مقترحات لأمكنة عدة؛ إلا أنني لم أتمكن من تأمين واحد منها؛ لأن الأفضلية دائماً للقطاع العام؛ ومن ثم؛ للقطاع الخاص، وعلى هذا المنوال لن يتأمن المكان أبداً. مجلس الشعب هو المفصل الأهم في العمل السياسي والتشريعي كيف تقرا الصناعية مروة الايتوني تجربتها في هذا الإطار؟ بالنسبة للانتخابات أقول: يجب أن نسلِّمَ بالنتائج من موقع احترام المنافسة الشريفة. كذلك يجب علينا التطلع نحو الأمام؛ والتركيز على الحالة الحضارية السورية المستمرة في التطور، وبصدور النتائج، لا بد من وجود طرف قانع بالنتيجة وسعيد بها، وآخر لم ترضه النتيجة، لكن ذلك يجب أن يكون حالة منجزة، بمعنى أن نضع النتائج وراءنا، ونبدأ منذ اليوم؛ نعد العدة للاستحقاقات القادمة، وما حدث ليس حالة سورية خالصة؛ بل هو حالة عامة تلخصها العبارة: "إرضاء الناس غاية لا تدرك". وأنا أجد أنه من الطبيعي أن تكون النتائج على هذا الشكل؛ فالأحزاب المنظمة ذات التاريخ الحافل لن تكون نتائجها حتماً كتلك الأحزاب "الناشئة" التي يجب عليها العمل على تنظيم صفوفها والاستعداد الجيد والجدي للاستحقاقات القادمة. كمواطنة سورية أولاً وشخصية اقتصادية ثانيا كيف تقيمين أداء الإعلام السوري؟ الإعلام السوري قبل الأزمة كان مقيداً بعض الشيء؛ لكنه بعد أشهر قليلة من اندلاع الأزمة؛ بدأ يثبت وجوده وفعاليته، رغم كل ما يواجهه ويعانيه من مصاعب، وأنا أرى أن الإعلام بشكل عام هو ضرورة حياتية وليس صورة تجميلية. وبالمناسبة؛ فإن ما تقدمه وسائل الإعلام السورية المختلفة لفضح التضليل الإعلامي له آثاره الممتازة والإيجابية، وهنا أستغل هذا السؤال لشكركم في موقع دام برس على جهودكم الإعلامية المميزة والجلية لمواجهة "تسونامي" التزييف الإعلامي. ما هي رؤية حزب الكتلة الوطنية للأزمة في سورية؟ سورية قوية منيعة عصية بفضل قائد أحبه شعبه، وجيش جسور يدافع عن أبناء شعبه، وشعب لا يقارن بأي شعب من شعوب العالم. ومن هنا تشكلت رؤيتنا لحل هذه الأزمة وهي تقوم على النقاط التالية: السرعة بالحوار السوري - السوري لوقف نزيف الدم السوري الغالي وأعمال الخطف والقتل والنهب والدمار والتخريب. تشكيل حكومة وطنية من جميع القوى الوطنية التي ساهمت وعملت وجلست إلى طاولة الحوار ترضي الجميع ولأن حزبنا يرفض التدخل والخوض بهرمية الحكومة وما يهمه عودة الأمن والأمان للبلد وتحصينه اقتصادياً واجتماعياً وأن الحل الاقتصادي والسياسي متلازمان والعلاقة بينهما جدلية ،يسيران معا .لهذا سنعمل يداً بيد، مواطن شريف وحكومة رشيدة إلى مايلي: -حل أمور أبناء الوطن (كموقوفين ، ومخطوفين ، ومهجرين) لعودة اللحمة الوطنية السورية. -التعويض الحقيقي للمتضررين وخاصة الذين دمرت منازلهم (بتخطيط الدولة لكل منطقة وبنائها بالسرعة القصوى) حتى يعود المهجرون للبلد، ويجد كل من هدم منزله منزلاً بديلاً عنه، ضمن مناطق نظمت وعمرت مع تأمين كل المواصفات الخدمية لها. -العمل الحقيقي والفاعل بعيداً عن البيروقراطية لإعادة بناء الاقتصاد الوطني الذي يضمن لأبنائه عيشاً كريماً بدخل يتناسب مع الوضع المعيشي الحالي للبلد. -الدعم الحقيقي المادي والمعنوي للصناعي الشريف الذي تعرض للخطر بكل ماعاناه مالياً وشخصياً ، وبقي في وطنه مسانداً له، لأنهم شركاء في بناء الوطن اقتصادياً ، ولأنهم الحاضنة الفعلية والكبيرة لعمل الشباب الذين يشكلون مشكلة كبيرة بنسبة البطالة الموجودة في البلد. (وهذا ما لوحظ أثناء الأزمة ازدياد نسبة البطالة بسبب إغلاق المعامل). دعم المفكرين والمخترعين والمبدعين وتشجيعهم كونهم نواة للصناعات الصغيرة والمتوسطة ، التي تنشئ جيلاً جديداً من الصناعيين، وأصحاب الخبرة بهذا الشأن، بما يعطي فرصاً لتشغيل الأيدي العاملة. -وأخيراً دعم الأحزاب الوطنية الفاعلة (وخاصة في هذه الأزمة). الجميع يتحدث عن الحوار الوطني كسبيل لحل الأزمة السورية الممولة خارجياً ما هي نظرتكم كحزب للحوار ؟
إننا كحزب، نعمل على إنجاح الحوار الوطني السوري لحل الأزمة، وذلك للوصول إلى حوار وطني شامل مفتوح يجمع كل الأطياف الدينية والسياسية والاجتماعية، وأن يتولد من هذا الحوار الميثاق الوطني الذي يشكل الحاضن والضامن لشكل النظام الدستوري والقضائي، والأسس السياسية والاقتصادية لسورية، كما نؤكد في الوقت نفسه عدم المساس بالثوابت الوطنية السورية وخاصة السيادة السورية ، بل سندافع وبقوة عن السيادة المشرفة. |
||||||||
|