الرئيسية  /  تحقيقات

في مطلع العام الدراسي ... التسرب في ازدياد ومدارس تشجع عليه ... ومديرية الشؤون لاصوت يسمع لها


دام برس : في مطلع العام الدراسي ... التسرب في ازدياد ومدارس تشجع عليه ... ومديرية الشؤون لاصوت يسمع لها

دام برس _ تحقيق _ بلال سليطين :

بعد جولة بسيطة في الأسواق السورية يتبين لنا أن كل طالب يكلف أهله في مطلع العام الدراسي فقط قرابة العشرة آلاف ليرة سورية، فاذا كان في الأسرة ثلاثة طلاب فإن الأب سيدفع ٣٠ ألف ليرة سورية مايعادل ضعفي راتبه، فكيف اذا علمنا أن هناك عائلات فيها ستة طلبة ورب الأسرة بلا عمل ولايعرف كيف سيطعمهم.
يقول السيد "نادر" وهو مهجر ومقيم في مدينة جبلة: لدي ٥ أولاد لن أرسلهم إلى المدرسة هذا العام لأنني غير قادر على التكفل بمصاريفهم فدخلي اليومي لايكفي طعاما لهم، ماذا أفعل ليس باليد حيلة لقد دمر منزلي وخسرت كل أملاكي في حلب.
السيد :"نادر" ليس الوحيد فأكثر من ٥٠ ٪ من العائلات المهجرة والوافدة إلى الساحل السوري لايرسلون أبنائهم إلى المدرسة، وعلى سبيل المثال في منطقة البسيط في ريف اللاذقية يوجد قرابة ١٥٠٠ طالب متسرب من المدرسة، وكذلك مدينة جبلة التي تشير الإحصائيات إلى أن ٧٠٪ من العائلات المهجرة والمقيمة في أحياء الفيض والعزي والضاحية لايرسلون أبنائهم إلى المدرسة.
المشكلة لاتقتصر على العائلات الوافدة فهناك أيضا العائلات المقيمة والتي لاتجد مايسد رمقها فهي تأثرت بالظرف الذي تمر فيه البلاد، ولايوجد دخل مادي في الأسرة وما إلى ذلك، وهذه العائلات عاجزة عن تأمين احتياجات الأبناء في بداية المدرسة وأخشى ما أخشاه أن يتأثر هؤلاء بالواقع الجديد ويمنعون أبنائهم عن مقاعد الدراسة، وبالتالي يتضاعف الخطر المحدق بنا والمتمثل بخسارة جيل بأكمله.
هذا الواقع لا أحد يوليه اهتماما في محافظة اللاذقية، التي تعتبر الملجأ الآمن للعائلات السورية المهجرة، فلا مديرية التربية تتابع هذا الموضوع وتسعى لمواجهة ظاهرة التسرب المستشرية بقوة، ولا مديرية الشؤون الاجتماعية المعنية جدا بهذا الملف تولي أي اهتمام أو حتى تطلق مبادرات في هذا الخصوص وتتعاون مع منظمات المجتمع المدني من أجل ذلك.
وأكثر من ذلك فهناك من يضغط على العائلات المهجرة ويشجعها على دفع أبنائها للابتعاد عن المدرسة وفي هذا الإعلان الذي قرأته على باب مدرسة الشهيد "شعبان أحمد" في جبلة خير دليل على ذلك حيث جاء في الإعلان "على جميع الطالبات في مدرسة الشهيد شعبان أحمد حلقة ثانية التقيد باللباس المدرسي النظامي وهو بدلة نظامية (قميص، جاكيت، بنطلون، حذاء أسود)، ولا تقبل الطالبة بغير هذا اللباس".


من أمر بكتابة هذا الإعلان على باب هذه المدرسة وغيرها من المدارس لم يفكر للحظة بالأثر السلبي الذي سيتركه في نفس أب جاء ليسجل بناته في هذه المدرسة وقرأ الإعلان على الباب قبل دخوله، إن قراءته له تعني التوقف في المكان ومن ثم الاستدارة عائدا دون أن يدخل إلى المدرسة، ويختار دفع مدخراته ثمنا لطعام أبنائه بدلا من دفعها كلباس مدرسي وحقيبة وقرطاسية وووووو إلخ، كما أنه لم يفكر بنتيجة ذلك على مستقبل أبنائنا الطلبة، ومستقبل سورية ككل فهؤلاء هم مستقبل البلد.
قبل عامين صدر تعميم يسمح للطلبة أن يلتحقوا بمدارسهم مرتدين الزي الذي يريدون، فالمهم أن ينتظموا في صفوفهم ويتعلموا في مدارسهم، لكن على مايبدو أن مفعول هذا التعميم انتهى، رغم أن وزارة التربية ذكرت به هذا العام ، ولكن لم يصل غلى محافظة اللاذقية ، وأننا بحاجة للتذكير بضرورته في هذا الظرف العصيب الذي نمر فيه وحالة الفقر المدقع الذي تعيشه نسبة كبيرة جدا من العائلات السورية الوافدة والمتضررة والمهجرة وحتى المقيمة.
لايمكن لمديرية التربية الا أن تكون مع الطالب وتسعى لاحتضانه ورعايته خصوصا عندما يعاني واقعا مريرا كالذي يعيشه معظم طلبة سورية، ولايمكن لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل البقاء هكذا صامتة دون أن تلعب الدور المطلوب منه خصوصا وأنها المعني الاول بملف المهجرين.

الصورة من الأرشيف

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=48918