دام برس- سومر إبراهيم :

تبلغ مساحة الغابات في سورية حوالي /520/ ألف هكتاراً منها /230/ ألف هكتار غابات طبيعية والباقي تحريج اصطناعي ، ويبلغ عدد المحميات والحدائق النباتية ومناطق الوقاية /31/ محمية ومنطقة بمساحة إجمالية تصل إلى /184521/ هكتاراً .
هذه المساحات تشكل ثروة وطنية اقتصادية وبيئية وسياحية وصحية بما تمتلكها من مقومات الطبيعة الصرفة .

ولكن هذه الغابات والمحميات شهدت حالة مرعبة من التدهور السريع خلال السنوات السابقة نتيجة تعرضها لاعتداءات بشرية ممنهجة  عبر القطع العشوائي الوحشي للأشجار الحراجيّة بهدف الاحتطاب والمتاجرة بها وكذلك الرعي الجائر والتوسع العمراني بالإضافة إلى الخطر الأكبر المتمثل بالحرائق المفتعلة التي أجهزت على مساحات واسعة من الغطاء الأخضر .

مدير الحراج في وزارة الزراعة المهندس وجيه الخوري صرح أن عدد الحرائق هذا العام تجاوز /1200/ حريقاً ما يفوق الـ /200/ حريق منها حراجي والباقي زراعي ، وتم التعامل معها وإخمادها من قبل عناصر مراكز إطفاء الحرائق التابعة لمديرية الحراج والبالغة /21/ مركزاً منتشرة في المحافظات ومجهزة بأحدث تجهيزات التواصل وهي على جهوزيّة تامة على مدار الساعة لإخماد الحرائق والحد من انتشارها أو افتعالها .

وبين الخوري أن المديرية نظمت خلال العام الحالي /1374/ ضبطاً شملت مخالفات قطع وتشويه ورعي جائر وكسر أراضي حراجية ، في حين بلغت المخالفات الحراجية العام الماضي /2634/ مخالفة وتم إصدار /378/ قرار نزع يد ، لافتاً إلى أنه يوجد حالياً /141/ مخفراً حراجياً في المحافظات و /840/ خفيراً حراجياً يعملون على تطبيق قانون الحراج والضابطة الحراجية .

ويدعو الخوري الفعاليات الاقتصادية والمجتمع الأهلي والمزارعين والفلاحين إلى مساعدة وزارة الزراعة في الحد والتخفيف من الحرائق وعدم التحريق الزراعي إلا لأسباب ضرورية وإعلام فروع المديرية بذلك ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الحرائق إلى الأراضي الزراعية المجاورة ، إضافة إلى ضرورة زيادة المعرفة العلمية وإدارة المعلومات وبناء القدرات والمبادرات المجتمعية للحد من المخاطر الناتجة ، منوها بدور مشروع تربية وتنمية الغابات المهم في التقليل من أخطار الحرائق وانتشارها والحد منها قدر الإمكان.

وأشار الخوري إلى أنّ قانون حقوق الانتفاع للمواطنين منح حق الانتفاع للقاطنين في القرى الحراجية القريبة والمتاخمة للأراضي الحراجية والغابات من حراج الدولة بقدر حاجاتهم الشخصية وضمن الحدود والأصول  ، كما تم توجيه مديريات الزراعة لبيع المواطنين كمية 2 طن من الأحطاب والأخشاب والفحم إن وجد للسكان المستحقين وفق البطاقة العائلية وهذا الأمر بدأ في عام 2013 وذلك لتخفيف العبء عن المقيمين بجوار مواقع التحريج والغابات في تأمين مواد التدفئة والاحتياجات المنزلية من الوقود ومنعاً من الاعتداء على الغابات من ضعاف النفوس    .

وقد شهدت الأحراش المحيطة بقرى ريف حماة الغربي في الأسابيع القليلة الماضية وبشكل يومي حرائقاً كبيرة مفتعلة في نفس الوقت وفي أماكن متباعدة أرهقت عناصر الإطفاء وأجهزت على آلاف الدونمات كان آخرها حرائق قرى ساقية نجم ونهر البارد و عناب ونبع الطيب التي قضت على ما يفوق /20000/ دونماً  وسببت خسائر مادية كبيرة في الطبيعة وفي أرزاق الناس .