دام برس- اللاذقية  - عاطف عبد الهادي :
إن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على سورية أثرت بشكل سلبي كبير على الكثير من المشاريع، ومنها ما توقف نهائياً بسبب تضيق الخناق على استيراد المواد الأولية اللازمة لتلك المشاريع ، ومن بين تلك المشاريع مشروع استبدال الخط الجر الثاني والذي يمتد من بحيرة السن حتى مدينة اللاذقية.
حيث تم تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية منه  بينما تعثرت المرحلة الثالثة بسبب صعوبة توريد قساطل الفونت المرن والتي كان من المفروض الانتهاء منها منذ  عام 2011.
لكن ورغم كل الصعوبات والعقوبات الجائرة المفروضة استطاعت المؤسسة العامة لمياه الشرب باللاذقية  استيراد الكمية المطلوبة لاستبدال المرحلة الثالثة من الخط والبالغ طولها 17 كم من قساطل الفونت المرن من الصين، ولقد وصلت الكمية من القساطل  والواردة في خطة المؤسسة لعام 2011 خلال الشهر الماضي وتم توزيعها على مواقع العمل للبدء بعملية الاستبدال وقامت المؤسسة بتلزيم تنفيذ هذه المرحلة لكل من الشركة العامة للمشاريع المائية "ريما" وشركة الإنشاءات العسكرية .
وفي لقاء مع مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب المهندس قصي يوسف قال لـ "دام برس ": بأن الخط القديم لخط الجر الثاني لمياه الشرب والممتد من بحيرة السن حتى خزان القلعة في وسط مدينة اللاذقية بطول يصل إلى 40 كم بقطر 1000ملم مصنوع من مادة الأسبيستوس " الأترنيت"  ، وتم تنفيذه عام 1975 لتأمين مياه الشرب  لمدينة اللاذقية وقرى الشريط الساحلية، ولقد عانت المؤسسة من الانكسارات المتكررة بهذا الخط خاصة في فصل الشتاء نتيجة ضعف مقاومة الخط  لتحمل الإجهادات الناتجة عن التربة .

وتتلخص معاناة المؤسسة من هذا الخط بالتالي :
- حرمان المواطنين في اللاذقية من ثلث احتياجاتهم للماء خلال فترة الأعطال والإصلاح، وهذا ما سبب خللاً في عملية التوزيع وعدم استقرار الشبكة وإرباك بعمل المؤسسة لعدة أيام ، وخلال  الأعطال يتوقف إنتاج المياه لمدة لا تقل عن يومين ، بمعدل وسطي 100 ألف م3 يومياً .
- هدر كميات كبيرة من المياه وارتفاع كلفة الصيانة وقيمة الأضرار الناتجة عن الإنكسارات في أراضي المواطنين.
- عدم توفر القطع التبديلية لصيانة أنابيب الأسبيستوس وحلقات الوصل حيث توقفت معظم مصانع إنتاج تلك الأنابيب وملحقاتها في العالم نتيجة آثارها السلبية على الصحة.
- عدم إمكانية تركيب مضخات تسريع للاستفادة من الطاقة التصميمية للخط والبالغة 90 ألف م3 باليوم بسبب عدم قابلية الخط لتحمل الإمكانيات الإضافية من المياه المضخوخة والضغوط الناتجة عن هذه الكميات.
- النواحي السلبية صحياً المترتبة على استخدام مادة الأسبيستوس حيث صدرت تعليمات بمنع استخدام هذه المادة في مياه الشرب استناداً إلى تعميم رئاسة مجلس الوزراء رقم 1983 تاريخ 7/2/2007 .
استناداً لما سبق ذكره قال قصي يوسف أن المؤسسة  أولت  كل الاهتمام لحل المشكلة فوضعت موضوع استبدال خط الجر الثاني من مادة  الأسبيستوس إلى الفونت المرن ضمن خطة عام 2009، على أن يتم الانتهاء من المشروع خلال ثلاث سنوات متتالية .
ولقد تم تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من قبل الشركة العامة للمشاريع المائية - فرع اللاذقية وبطول 25 كم وبنسبة تنفيذ 62 % من الطول الإجمالي للخط والبالغة 40 كم .
أما فيما يخص المرحلة المتبقية تم في خطة عام 2011 طلب توريد 17 كم من قساطل الفونت المرن بقطر 1000ملم لاستكمال عملية الاستبدال ، لكن تم التأخير في توريد هذه الكميات إلى الشهر الماضي نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد، والآن بعد وصول الكميات إلى ميناء اللاذقية وتوزيعها على مواقع العمل تم تلزيم التنفيذ لشركتين للإسراع في إنجاز المشروع لوضعه بالخدمة بأقصر مدة ممكنة ، حيث تم تلزيم شركة ريما بـ8.5 كم والكمية المتبقية لشركة الإنشاءات العسكرية .