الرئيسية  /  تحقيقات

سوريون بلا عنوان .... إلا أن عنوانهم : الوطن .. الشرف ..الكرامة والإنسانية


دام برس : سوريون  بلا عنوان .... إلا أن عنوانهم : الوطن .. الشرف ..الكرامة والإنسانية

دام برس - لجين اسماعيل :
سورية الصمود  ، المقاومة  ، و الممانعة ، سورية الكرامة ، الثقافة ، التراث ، والحضارة ، .. كلمات و كلمات يتسع أفقها لتعبر عن الأم الحاضنة ، الأم سورية.
من هنا من أرض سورية النابضة بالعروبة ، و من شاهقات الجبال ، من قاسيون الصمود ، ظهرت أول أبجدية  ، لكن بالمقابل هناك أشخاص يحاولون على مر العصور تشويه هذا التراث ، إلا أن الطرق و الوسائل تختلف بين حين و آخر ، فقد تعرضت سورية لهجمة شرسة و حرب كونية كانت أهدافها واضحة للجميع ، أرادوا  أن يعيدوا سورية إلى العصور القديمة إلا أنهم فشلوا ، غايتهم كانت تفتيت سورية و تقسيم مجتمعها و كسر المحبة بين أبناء شعبها إلا أن السوريين كانوا شامة الدنيا ، أثبتوا قدمهم  و تمسكهم بأرضهم و ترابهم ، فهم على يقين بأن سورية منبع الأبجدية  و منها انطلقت الحضارات .
و اليوم و بعد مرور ثلاث سنوات على الأزمة ، و بعد أن فشلوا في تحقيق أحلامهم على الأرض السورية ، اتجهوا نحو تراثها ، حضارتها ، تاريخها العريق ، انطلقوا من منحى إنساني  فلا يخفى على أحد من السوريين تلك الحملة التي أطلقتها mbc  الأمل و بالتعاون مع منظمة الأغذية العالمي  في إطار توفير المساعدات الغذائية للملايين من المواطنين المتضررين و النازحين كما أنها تسلط  الضوء على المعاناة الإنسانية و الصعوبات في أماكن النزوح و المخيمات و التي شارك بها مشاهير من العالم العربي .
هنا لا بد من الإشارة إلى حديث السيد الرئيس بشار الأسد حيث قال : إن هؤلاء النازحين الذين خرجوا من الأراضي السورية إلى المخيمات قسمان : قسم باع نفسه ، و الآخر اختار اللجوء رغم ظروف المعيشة الصعبة فهذه الفئة نقول لها بأن حضن الوطن يتسع للجميع .
ونحن إن كنا نتحدث عنهم لا ننكر تلك الظروف التي يعانوها في تلك المخيمات من سوء تغذية و انعدام المياه الصالحة للشرب و عدم التحاقهم بالمدارس و الجامعات مما يجعلهم عرضة للإعاقة  و الامراض  لكن يبقى السؤال أليست الدول التي ساهمت في هذه الحملة هي نفسها التي شردت السوريين و دفعتهم للجوء للمخيمات بفعل إرهابهم و مخططاتهم المسبقة لتشريد الشعب السوري ؟كما يدور في أذهان الجميع ؛لماذا اليوم و بعد مرور ثلاث سنوات تذكروا هؤلاء الأطفال و معاناتهم ؟ ألم يكن الأجدر بهم ألا يسعوا لهذه المأساة منذ البداية ؟
حملة " سوريون بلا عنوان "التي أثارت الجميع  في الشارع السوري ، كما أن صفحات التواصل الاجتماعي أطلقت صفحات تنديد و استنكار لهذا النوع من التشهير بالتاريخ و الحضارة السورية   ، لذلك كاميرا دام برس جالت في شوارع دمشق ، تستطلع آراء الشعب السوري ، وإن كانت هذه الآراء لن تغير من هذه الحملة ، إلا أن السوريين لم يعتادوا الصمت .
\"\"و من هنا يقول أبو كريم : لسنا بحاجة حملاتهم ، و إحسانهم ، مكتفيين ببلدنا ، و يشير إلى ان في هذا العنوان اساءة  للشعب السوري  و استفزاز و إثارة للفتن و خلق العدائية ، و أن من يتكلم عن الحرية في بلدنا ، ليتكلم عن بلده  أولا ثم ينتقل للحديث عن بلدان أخرى .
و يؤكد الشاب فادي أن عنوان هذه الحملة لا يمثله و بأن سورية على مدى التاريخ و اختلاف العصور عنوان و علم لجميع الدول ،  قائلا بأن أصحاب هذه المبادرة هم بلا عنوان ، فالشعب السوري من أكثر الشعوب التي تفتخر بهويتها و عروبتها ، مشيرا إلى من أضاع عنوانه فليأتِ إلى سورية .
في حين نجد الطالبة نورا ترى  أن الحملة بمضمونها ليست سيئة ، و إنما الاعتراض على العنوان فقط فهو يحمل معنى الاستعطاف و الشفقة  ، و تتساءل إن كان و بعد مرور ثلاث سنوات على الأزمة السورية و نزوح الكثير من السكان إلى مناطق المخيمات  ، هل المقصود من الحملة أن تنزع تلك الأطراف مسؤوليتها عن هؤلاء النازحين  ؟؟!! ، أما عن الإعلاميين فترى أنه الأجدر بهم أن  يحاكوا واقعهم شعبهم ، ومعاناة بلدهم  ، فالأفضل تقويم النفس ثم الانتقال للآخرين .
أما أبو رامي التاجر يرى أن الحملة تسويقية ، واصفا الدولة الداعمة لهذه الحملة بالقاتل المداوي ؛ فهي من كانت وراء تهجير و تدمير الشعب و اليوم تسعى لإنقاذه . كما أشار إلى غياب وعي الشارع و الشعب العربي  ، آملا من كل ذلك أن تصل تلك المساعدات حقا للاجئين في المخيمات بغض النظر عن هذا العنوان فهو لا يعني له شيئا بقدر ما يهمه الواقع و المأساة الحقيقية  .
و من جانبها المهندسة ريم أكد موقفها على موقف الكثيرين مثلها ، حيث تقول أن الحملة لا تعبر عن موقف الشعب السوري ، و من أراد التبرع و تقديم المساعدة يساهم طوع إرادته و لا يحتاج إلى هذه الحملات و الدعايات و الإعلانات .
و نوهت إلى التوقيت غير المناسب و أسلوب الطرح الذي اتخذته الحملة حيث عرضت الإنسان السوري متسوّلا و هذا يصب في إطار إهانة الكرامة الإنسانية ، وعن الإعلامي مصطفى الآغا المشارك في الحملة من وجهة نظرها تراها من مبدأ إنساني  و همه المواطن و مساعدة اللاجئ في المخيمات ، و لفتت إلى أن الحملة تحمل ضجة إعلامية فقط  للقائمين عليها  إضافة إلى ضجتها من مبدأ إنساني و ملامستها للواقع المأساوي .
في حين نجد آراء أخرى تلوم الإعلامي مصطفى الآغا لمشاركته في هذه الحملة ، متذرعة بأنه ينكر كل ما قدم له ، و تجد في الحملة استغلال و استعطاف و استفزاز و إثارة للنفوس .
أما " فاتن " طالبة تاريخ " أكدت ومن خلال دراستها  أن كتب الحضارات تعترف بالحضارة السورية  كأقدم الحضارات في العالم ، و تقول مستغربة من كل ما يحصل : هل  يُدوَّن تاريخا جديدا لسورية ؟؟؟!!! و هل اكتشفوا أن سورية وشعبها بلا عنوان ؟؟!! ليأتي الرد بأن التاريخ يكتبه الأقوياء و من يكتب تاريخ سورية هو شعبها العريق الذي صاغ الحضارات .
و الإعلامي زهير يقول : كيف غدا السوريون بلا عنوان ،و كل العناوين تجتمع و تلتقي في أرض سورية  ، لكن الشعب السوري تعوّد على نشر السموم في بلاده  ، و  يقول لكل إعلامي شارك في هذه الحملة أن يعالج واقع بلاده و يلامس هموم شارعه قبل أن يتحدث عن سورية و ما تعانيه ، لأننا السوريون  قادرون على إصلاح ما تهدّم و إعمار سورية من جديد .
و بدورها المعلمة  عبير لا تنكر أن البعض غادر بحكم  ظروف معينة أجبرتهم على النزوح إلا أن الأغلبية بقيت صامدة في سورية و أبت المغادرة و النزوح لتثبت جدارتها و حقها في الحياة و الوطن .
بذلك صان السوريون أرضهم و دافعوا عنها  ، حتى و لو قامت الحملات و الإعلانات لتنكر عنوان السوريين فهذا لا يعني أنهم بلا عنوان  ، فالسوريون هم العنوان و الكرامة و الإنسانية ، فكل الطرق تمر من سورية و تؤدي إليها  .
و سيبقى طائر الفينيق يحلق فوق ربا سورية ، و سيبقى علمها مرفرفا في سماها ، و سيولد الأمل و التفاؤل ليحفز على الاستمرار و النصر .
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=47076