الرئيسية  /  كتاب وآراء

الأردن ... وخطر السيناريو العراقي .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي


دام برس : الأردن ... وخطر السيناريو العراقي .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:
أصبح اليوم لتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام "داعش" أرض يقيم كيانه عليها، ويملك المال والسلاح، ويفرض وجوده على أرض الواقع، ويقيم تحالفات مع تنظيمات مختلفة، فالإنتصارات التي حققها هذا التنظيم قد يشجعه وأتباعه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لنقل نشاطه إلى مناطق أخرى كالأردن، بسبب الحدود المشتركة بينه وبين العراق وسوريا، الأمر الذي يسهل على الإرهابيين التسلل إلى داخله.
لا شك أن الأردن ليس بعيداً عما يحدث حوله في المنطقة، لا سيما بعد التمدد "الداعشي" في العراق وسوريا، وحملات التحريض وإثارة النعرات المذهبية فيه، التي بدأت تردداتها تصل إلى الأردن، كون أحداث العراق وسوريا عابرة للحدود، فالحدود المشتركة بين هذه الدول، يسهّل إنتقال الحريق والإرهاب إلى داخل الأردن، فالأردنيون يتخوفون من أن يصبح عنوان المرحلة المقبلة هو تمدد وجود داعش من العراق و سورية إلى الأردن، هذا ما أعلنت عنه "داعش" بأن عملياتها تمتد من سوريا إلى الأردن ولكن ما يثير الخوف والقلق هو أن تستغل الجهات المحلية أو الإقليمية التي تسعى إلى تسعير الفتن المذهبية في الأردن والمنطقة، إلى إستغلال هذه الأحداث في خلق حالة متطرفة تستحضر المشهد العراقي والسوري إلى الأردن.
ما يرعب دول الجوار لسوريا والعراق من هذا التنظيم وخاصة الأردن ليس فقط أعداد مقاتليه والتصفيات الدموية الوحشية لأعدائه، وإنما التكتيكات العسكرية المتقدمة التي يتبعها والمستويات القتالية العالية لمنتسبيه، فخطورة داعش تزداد كونه ينمو ويقوى بسرعة على الأرض حيث يتوسع بشكل محسوب داخل العراق وسوريا، فضلاً عن عملية التجنيد المكثفة التي تقوم بها في أوساط الشباب في مختلف أنحاء العالم الاسلامي.
لذلك لا يستبعد أن تكون الأردن عرضة لتهديدات مسلحة من قبل داعش على المدى المنظور، كما حصل عام 2005، عندما إستهدف تنظيم القاعدة فنادق عمّان بسلسلة تفجيرات كبيرة، وبالتالي فإن إمكانية إستهداف الأردن يعززها، أن تنظيم داعش نفسه يضمّ في صفوفه أردنيين هددوا علانيةً بتنفيذ عمليات ضد بلادهم، بعد أن رفعوا شعارات تشير إلى ان تحرير بيت المقدس يمر عبر الأردن ودمشق، بالإضافة الى مدى قدرته على بناء قاعدة من المنتمين له في المجتمع الأردني القادرين على إثارة المشاكل الأمنية داخل الأردن، وخاصة بعد الرسائل التحريضية التي تم بثها عبر الإعلام التي تستهدف المجتمع الأردني، وإذا ما تمكنت هذه التنظيمات من بناء قاعدة صلبة في العراق وسوريا فإنها ستشكل خطراً داخلياً على الأردن ينمو بالتدريج من داخل المجتمع نفسه.
وهنا يمكنني القول ان داعش أصبحت قوة ميدانية على الأرض وإحدى واجهات صراع طائفي بين سنة وشيعة يمتد من إيران الى العراق وسورية وصولاً الى لبنان، واقع ينبئ بمواجهات مفتوحة ممتدة عابرة للحدود، لذلك  فإننا أمام فتنة عميقة اي صراع إقليمي ديني يخلط كل الاوراق في المنطقة، لذلك يجب علينا التنبه للمخططات الإستعمارية في تفتيت الأمة العربية التي تهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة وفق مصالحها، وتفويت الفرصة على أصحاب الأجندات باستغلال الأزمات وإستثمارها لتحقيق مآربها، وعدم الوقوع في فخ الفوضى الهدامة، وتحقيق مصالح الوطن والمجتمع العليا، والتوحد حول المشروع الكفيل بمجابهة الهجمة على بلدنا وشعبنا وأمتنا.
فالذي يحدث في العراق وسورية كارثة كبيرة، ليس من مصلحة المنطقة بكاملها، ويشكل خطراً يهدّد كافة الدول العربية، وإن الوضع في منطقة الشرق الأوسط مخيف وخطير، وشبح التقسيم تحول اليوم إلى أمر واقع في المنطقة التي باتت تغرق في العنف والفوضى، التي تمارسها المليشيات المسلحة والجماعات المرتزقة، وبالتالي فإن هذه الحالة من الفوضى غير الخلاقة لن تنتج سوى مزيداً من العنف والموت والدمار والخراب، التي باتت تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وأخيراً ربما أستطيع القول أن خطر "داعش" سيحلّ على المنطقة، وخصوصاً الأردن في حال حقّق التنظيم نجاحاته على الأرض في العراق، وامتدّت سيطرته على المدن في سوريا، فالمستجدات الإقليمية بعد إجتياحات داعش، يحتاج إلى منطق أردني وطني عام، سياسي ملتزم، وأمني فعال وعسكري قادر على صد ومحاربة التنظيمات المسلحة، لذلك لا بد من مبادرة تحشد الجميع، لبلورة إستراتيجية تتضمن سيناريوهات التعامل مع القادم، سيناريوهات سياسية وأمنية واقتصادية وإعلامية تضع بالتفصيل تصوراً للأدوار وآليات التعامل، وتنعكس شراكة بين كل مكونات المجتمع، لحماية بلدهم من العواصف التي تحيق به.
Khaym1979@yahoo.com

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=46290