الرئيسية  /  أخبار

مركز أبحاث صهيوني : إنجازات داعش في العراق تحول مفصلي في تاريخ الشرق الأوسط


دام برس :

أكدت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، أنّ سقوط العديد من المدن العراقيّة بأيدي تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام "داعش" ستكون له إسقاطات وتداعيات دوليّة وإقليميّة على حدٍ سواء، تجتاز الحدود العراقيّة، على حدّ تعبير مُعّد الدراسة، عوديد عيران، الذي شغل سابقاً سفير إسرائيل في الأردن.

وتابع قائلاً إنّ الدول المجاورة لبلاد الرافدين، بالإضافة إلى الولايات المتحدّة الأمريكيّة، تتواجد في حلفٍ غير رسميّ، حيث إنّ لكلّ دولة من هذه الدول العديد من الأسباب للقلق، وحتى للهستيريا، ذلك أنّ تبعات التطوّرات الأخيرة في هذا البد العربيّ ستكون طويلة المدى وأيضاً فوريّة.

وبالنسبة لإسرائيل، قال عيران إنّه من الطبيعيّ أن ترغب تل أبيب في القضاء على هذا التنظيم المتطرّف، وعدم السماح له بموطئ قدم في أيّ دولة عربيّةٍ أوْ إسلاميّة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك على الرغم من أنّ الجهود التي يبذلها هذا التنظيم في المرحلة الحاليّة لا تستهدف إسرائيل، إلا أنّه لا شكّ في أنّ زعماء التنظيم، يُخططون لتوجيه ضربات عسكريّة مُوجعة لإسرائيل، وبالتالي فإنّ خطر انتشاره في المنطقة يُعتبر بالنسبة لصنّاع القرار في أبيب من المستويين الأمنيّ والسياسيّ، تهديداً إستراتيجياً خطيراً، على حدّ قوله.

ولفتت الدراسة أيضاً إلى أنّ تركيّا هي الأخرى تخشى تحقق هذا السيناريو بحيث ستُخلق منطقة على حدودها الجنوبيّة، أيْ مع سوريّة والعراق تقع تحت سيطرة التنظيم الإرهابيّ، الأمر الذي سيُحتّم على أنقرة أنْ تُبادر إلى أعمال عسكريّة ضدّ هذا التنظيم، وهي العمليات التي امتنعت عنها حتى الآن، وذلك خشية انتقال عناصر التنظيم إلى الأراضي التركيّة.

أمّا في ما يتعلّق بالمملكة الأردنيّة، فقالت الدراسة، إنّه بالإضافة إلى نزوح اللاجئين العراقيين إلى أراضي المملكة، فإنّ حدود الأخيرة مع كلٍّ من سوريّة والعراق تُسبب القلق والخشية للجيش ولقوات الأمن الأردنيّة، ذلك أنّ دوائر صنع القرار في عمّان تخشى من تسلل أعضاء التنظيم إلى الداخل الأردنيّ، علاوة على قلقها من انتشار الخلايا النائمة في المملكة والتي تنضوي تحت لواء تنظيم "داعش"، ورأى الباحث أنّ الحرب في سوريّة والعراق من شأنها أنْ تؤدّي إلى اختلال موازين القوى داخل المملكة، والتي تمكّنت عمّان حتى الآن من المحافظة عليها.

وأقّرّ الباحث عيران بأنّ الإنجازات التي حققها "داعش" تُعتبر تحولاً مفصليّاً في تاريخ الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّ الخوف الحقيقيّ لجميع الدول هو من أنْ تتحوّل هذه الإنجازات إلى حقيقة واقعة على الأرض، مؤكدّاً أنّ الحلّ الوحيد لإفشال هذا التنظيم هو تشكيل الحلف التقليديّ بقيادة الولايات المتحدّة الأمريكيّة لضربه، ومنع وصول الإمدادات العسكريّة واللوجيستية لعناصره. وشدّدّ على أنّ أمريكا مُلزمة في ظلّ هذه التطورات أنْ تقوم بتزويد الجيش العراقيّ بأسلحة متقدّمة ومتطورّة جداً، لمحاربة عناصر "داعش" الذين وصفهم بالأشدّاء، على الرغم من أنّه قلّلّ من فرص انتصار الجيش العراقيّ على التنظيم.

ولم تستبعد الدراسة الإسرائيليّة أنْ تقوم دول الخليج باستغلال الأوضاع الجديدة في العراق، لكي تقوم بتطوير علاقاتها مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، على حدّ تعبيرها.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=45283