الرئيسية  /  كتاب وآراء

تأملات .. بقلم: هيثم أحمد


دام برس:
أود أن أتخيل بأي  قسمات جديدة ممكن للاستعمار أن يكون في العالم ,وأنا أرى جموعاً بشرية يدورون حول أنفسهم دون أن يلتقطوا أنفاسهم للراحة لكي يحصلوا على ملذات بسيطة يملؤون بها نفوسهم,وفوق هؤلاء ترتفع سلطة وصاية هائلة تتحكم بمصيرهم,إنها سلطة مطلقة,وهي تحب أن يعيش المواطنون شريطة ألا يفكروا, وهي تريد أن تكون القيم الوحيد عليهم والحاكم الوحيد,وهي تسعى أن تنزع منهم التفكير نزعاً تاماً ,هي سلطة الاستعمار ,وأي استعمار هذا هو الاستعمار مباشراً أوغير مباشر سيان,المهم أن هيمنتهم حاضرة دائماً,وهي المتحكم والمتصرف بأمرهم,وهذا مانلمسه في العديد من الدول العربية التي يخضع حكامها لسلطة الاستعمار مقابل حماية سلطانهم وهم ينفذون كل مايطلب منهم دون تردد أو حتى مجرد نقاش.
هم يحاولون اليوم توسيع سلطانهم على كامل المنطقة العربية,وهم يحاولون فرض وجودهم على كل بقعة من سطح الكرة الأرضية.والرفاه الأمريكي والغربي مصدره دماء وخيرات الشعوب ,هم لا همّ لهم إلا شعوبهم,وتبقى شعاراتهم يافطات للمتاجرة بها متى يشاؤون,وهم المتحكم بأمر كل من يخضع لولايتهم,ومن يرفض الرضوخ فالجواب عندكم...
أود أن أتخيل أي نوع من البشر هؤلاء المحاربون يقتلون ويقتلون ,يدمرون, يخربون,وخلفهم دول تساندهم وتدعمهم وتتستر على أفعالهم وينعتونهم بالثوار,ومعهم مرتزقة مأجورين يقتلون.بأي عقيدة يؤمنون, وأي إيمان يتخذون,وبأي عقل يفكرون!! هل يمتلكون عقولاً؟!
ماداموا يؤمنون بالمجهول ,ومصيرهم محتوم فلا فرق بينهم وبين الوحوش,هم في حقيقتهم وحوش بشرية.
أو أن أتخيل من يدير هؤلاء؟ ومن يحركهم؟,وماهو مصيرهم؟أينما كانوا وحلوا.من يرعاهم ويمولهم ويدربهم ويسلحهم؟..
أمريكا تدعي محاربة ومكافحة الإرهاب,وإسرائيل ترى في الإرهاب مصدر استقرارها وأمانها,والظواهري يرسل تعليماته مسجلة تبثها معظم دول لعالم بلا خجل أو وجل وقبله بن لادن المتهم بتفجيرات 11 سبتمبر,وبانتهاء دوره كان لابد من ترحيله إلى الحوريات وأنهار العسل ليأتي الظواهري ذو الشكل المسخ لينفذ الأجندة المحضرة له,ويتم بعدها ترحيله وهو اليوم يوجه أتباعه كما يشاء مشغليه.
أمريكا في أفغانستان تحارب الإرهاب,والسعودية بفكرها الوهابي تمول الإرهابيين وتعقد مع أمريكا صفقات تسليحهم,وإسرائيل والسعودية مصدر الإرهاب وجوهره,والدول الشريكة لذلك الثالوث,هم أذناب مؤتمرون يدعمون ويقبضون,وبيت المال العربي ملزم بالتمويل وفق الأوامر الأمريكية.
هو في حقيقته استعمار حتى لو سخروا الشيطان,والشيطان يتجسد في القاعدة والقاعدة صنيعة أمريكية إسرائيلية يتم استخدامها لضرب استقرار الدول التي  تخالف توجهاتها أو تشكل عامل قلق على أمن اسرائيل واستقرارها.
ومادام اللوبي الصهيوني المسيطر على القرار الأمريكي والغربي والخليجي فالظواهري وقبله بن لادن ومن سيكون صنيعة استعمارية.
وفي التأملات أرى سورية في السنوات الخمس القادمة سحر الأمة ونجمة تتلألأ في سماء العالم .هي كبرياء الأمة ورمز عزتها وانتصاراتها.
هي سورية التي أثبتت أنها أقوى دولة في العالم.وكل دولة تكون اليوم حليفتنا الطبيعية إذا كانت ترى مثلنا.فنحن أمتلكنا في نهاية الأمر إمكانية القضاء على العدو الذي يحقد علينا حقداً مسعوراً إلى هذا الحد,وسيكون بوسعنا أن ندع للزمن أن يشفي بهدوء جراحنا الطفيفة عندما تكون جراحنا الأشد خطراً قد كويت والتأمت.
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=44007