دام برس:

من يشعل النار لن يخرج وقميصه أبيضاً كالثلج ومن يصنع الوحل لن يمر دون أن تتسخ قدماه...

لم يعد يخفى على أحد أن ما يسمى الربيع العربي هو مستحضرٌ غربي رُكِّب في المخابر الأمريكية وصُنع في مصانع الغرب بفكرة صهيونية وتمويل خليجي وبدأت تُطبَّق خلاصته في حقول الشرق .

طبعاً لم يكن الاختبار بقصد تحسين الصنف والنوع البشري ، ولا بقصد رفع الكفاءات ولا حتى يحمل شيئاً من علامات الربيع الحقيقي وازدهاره .... بل كان عكس ذلك تماما خلق دماراً وفوضى لا تنتهي ...

طُبّق على عينات ليست عشوائية ولم تكن عبثية .. بدءاً من تونس فمصر فليبيا واليمن وقبلهم العراق ونجحت تجاربه كلياً في بعضها وجزئياً في أخرى لتكون مصانعاً لصنع الإرهاب وتصديره ...

ولأن أي تجربة علمية يكون لها هدفاً مباشراً فمن البديهي أن يكون الهدف المباشر لهذا المنتج الغربي هو سورية . كونها تمثل المحور الذي بقي طوال عقود يقول  : لا ... للمشاريع الغريبة الهدّامة في المنطقة وهذا ما لم يعتد عليه الغرب ؛ وهذا أيضاً ما جعل الخليجيين يدفعون أمولاً طائلة لتطبيق هذا المشروع الربيعي السُميَة على سورية التي باتت تهدد عروشهم و تقلق داعميهم وفي الوقت نفسه أرادوا أن يظهروا بمظهر صناع الديمقراطية والحريات بطرق غربية ، لكنَّ فاقد الشيء لا يعطيه .

صحيح أن بترولهم حول سورية خلال السنوات الأخيرة إلى حقل تجارب عالمي طُبِّق فيه كل أنواع المستحضرات الغربية الإرهابية الفتّاكة التي سببت دماراً كاملاً على المستوى البشري والمادي وحولتها إلى مستنقع للأوباء والأمراض والعلل النفسية والاجتماعية والدينية ؛ دفع ثمنها المكوّن السوري بكل شرائحه وإمكانياته .

ورغم ذلك كله أثبت الجسد السوري المتكامل مدى مناعته وصلابته و بأنه  قادرٌ على خوض كل الصراعات الخارجية منها والداخلية وفي جميع الظروف وخاصةً أن الرأس المدبّر لهذا الجسد  - بحكمته في الطب والسياسة والحرب -  كان عامل قوته الرئيسي فهو يعرف كيف يقدم العلاج المناسب و في الوقت المناسب .

فبرغم الطعنات والضربات التي تلقاها والجراح التي ما زالت تنزف صمد الجسد السوري بكل مكوناته الوطنية وحوّل بقوة جيشه المستنقع الذي أُريد له أن يغرق فيه إلى برك وحل أغرقت  أعداءه ومقابر جماعية للمعتدين والخونة قاطعاً بذلك رأس الإرهاب القادم من كل أصقاع الأرض ، وهذا ما يبرهن عليه تخبط القوى التي حاولت إسقاط سوريا الدولة وتصريحاتها الكثيرة المتناقضة والغير مسؤولة ، وتراجع مكانتها تدريجياً على المستوى العالمي بسبب دعمها لسلّة من الخونة والعملاء ؛ وتنامي قوى منافسة داعمة للموقف السوري الذي كان صموده سبباً رئيسياً في ظهورها .