دام برس- أحمد صارم :
إنها الدولة التي كانت في غابر الزمان مركزاً ثقافياً و دينياً هاماً و أصبحت بعهد آل سعود أشبه ببلاعة لا تضم إلا المياه الآسنة التي تخرج صراصيرها إلى العالم!  لا يخلو الأمر من بضع إعلاميين و كتّاب سعوديين ينتقدون بعض المهازل في المملكة و لكن هذه الأصوات تبقى ضعيفة و غير مؤثرة في ظل إبعاد غير المنتمين للعائلة الحاكمة عن المناصب و القيادات.
بدأ الموضوع منذ أشهر عديدة حين أعلن الإعلامي السعودي جمال خاشقجي رفضه لقرار منع النساء من ارتياد محلات بيع الآلات الموسيقية  بعد قرار آخر بمنعهن من دخول محلات بيع الأقراص المدمجة  الخاصة بالفيديو ، و نشر على حسابه على تويتر صورة للوحة تحذيرية أمام أحد محلات بيع الآلات الموسيقية في السعودية نصها : " ممنوع دخول النساء بأمر من وزارة الداخلية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " ، و تساءل خاشقجي عما يمكن أن يحصل إذا دخلت النساء على محلات الموسيقى.
حاز هذا المنشور على كثير من الإهتمام و النقاش بين مؤيد و معارض لتحريم الدخول للنساء ، و ذكر البعض محلات أخرى يمنع دخول النساء إليها بالإضافة إلى منع القيادة ، أما ردود الفعل الإعلامية فكانت خجولة و مقتصرة على شكاوى مثل قيام فرق "الحُسبة" بزيارة المحلات بشكل متكرر في أوقات الذروة بهدف مضايقة الباعة و الزبائن على حد سواء ، و تم أيضاً نقل شكاوى بعض الفتيات من أن أغلب أنواع الترفيه ممنوعة عنهن.
و يدافع بعض السعوديين عن مثل هذه القرارات بأن أماكن اللهو و اللعب غير مناسبة للمجتمع السعودي و آخرون يقولون بتحريم "المعازف" و الأغاني ، و قال أحدهم في رد على أحد المواقع : "انا أؤيد منع النساء من دخول تلك المستنقعات فهي لا تأمر بخير وتعين على ارتكاب الفواحش تحت ستار الفن المزيف" متهماً خاشقجي بمحاولة تحرير المرأة من أخلاقها و دينها ، و تساءل آخرون لماذا لا يتحدث خاشقجي عن أمور أكثر أهمية مثل السكن و التدريس.
هذه النماذج من البشر قد لا تكون أكثر تخلفاً من بعض السوريين بالهوية الذين لا زالوا يصدقون أن دولة الفكر الداعشي تريد لهم أن ينعموا بدولة حرة ، و يكفي النظر إلى موقف دولة التخلف و التطرف بأي موضوع سياسي لنعرف أن الصواب عكسه تماماً !