دام برس :

لفت تصريح وزير الخارجية الامريكية الاخير انتباه دمشق وحلفائها ويجري الان التدقيق في هذا التصريح الذي اشار الى ان واشنطن اليوم منخرطة اكثر من اي وقت مضى مع المعارضة منوها ان تفاصيل هذا الامرالعسكرية والاستخبارية يتطلب جلسة سرية، ودافع كيري عن استراتيجية الادارة في سوريا وقال ان الاسد اليوم امن في دمشق وفي ممرات الشمال انما ليس في الشرق والجنوب.
وجاء التصريح بعد تعرض كيري لانتقادات لاذعة من نواب في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس اعتبروا ان ليست هناك سياسية امريكية في سوريا وان روسيا وايران تقودان الحافلة .
لم يمر هذا التصريح كغيره على مسامع القادة السياسين والعسكريين في طهران ودمشق وحتى في موسكو وهذه الاخيرة تحاول تقديم ترجمة مبنية على معلومات لحلفائها عن خلفيات ما قال كيري.
ولعلنا هنا نقدم بعض الاستنتاجات التي يدور حولها الحديث في العواصم الثلاث حول الاستراتيجة الامريكية الجديدة حيال سوريا ولماذا لم تظهر حتى اللحظة بينما دبابات الجيش السوري تدخل مناطق المعارضة، واحدة تلو الاخرى ومتى ستبصر الاستراتيجية الجديدة النور وكيف؟؟
السيناريو
عسكريا، الامريكيون يريدون وبشكل جاد تغيير وقائع وموازين عسكرية على الارض السورية، والحديث يتصاعد عن محاور عسكرية تتحضر لتكون في واجهة المشهد السوري لاحقا، فسيناريو  جبهة الجنوب في درعا والذي كثرت الاشارة اليه الشهر الماضي لم يكن مجرد  تقارير اعلامية هناك، وحسب معلومات مؤكدا فان جبهة المعارضة المسلحة متماسكة ومجهزة باحدث انواع السلاح الذي لم يستعمل حتى الان في المعركة المقاتلين هناك لديهم قيادة موحدة مربوطة مباشرة بعسكريين امريكيين وسعوديين.
 الاردن ايد تأخير تفعيل هذه الجبهة وتاخير ساعة الصفر، عمان تريد ان يكون كل شيء في الارض السورية، وان لا تكون اراضيه منطلقا لاعمال عسكرية مباشرة، كما انه لا يعارض فتح الجبهة الذهبية، كما يسميها احد اعضاء الائتلاف السوري الذي قال لـ”راي اليوم” “اوراقنا لم ترم على طاولة اللعب بعد لدينا قوات تتحضر لمهامها على نار هادئة لقلب المعادلة الولايات المتحدة ترتب المسرح لمرحلة جديدة”. هل هذا يتقاطع مع مقاله جون كيري؟؟؟ بالتاكيد نعم هذا سياق واحد يؤسس لمرحلة صعبة جديدة وشكلا جديدا للحرب الدائرة حاليا في سوريا ستكون اكثر ضراوة.. نحن بلا شك امام المرحلة الثانية من الحرب في سوريا.
يتحرك السيناريو الامريكي جغرافيا في محورين: الاول ينطلق من درعا جنوبا باتجاه دمشق، والثاني من القنيطرة المنطقة المحررة في الجولان السوري الذي تحتله اسرائيل غربا باتجاه دمشق.
الجبهة الاولى برعاية امريكية سعودية والثانية امريكية اسرائيلية هناك اي على الجبهتين اعدت واشنطن الاوراق التي لم ترم على الطاولة، ستتكفل فيها واشنطن بحماية المجال الجوي لمسافة 80 كليومترا ولساعات فقط، وهي المدة التي ستصل فيها قوات المعارضة الى مشارف العاصمة حسب الخطة.
ستقوم اسرائيل بالخطوة نفسها من القنيطرة، على جبهة القنيطرة ستكون غرفة القيادة والسيطرة باشراف ضباط اسرائيليين وستقاتل عناصر من قوات المستعربين الاسرائيلية جنبا الى جنب مع قوات المعارضة، دخلت هذه الوحدات الاسرائيلية بشكل فعلي في المعركة في منطقة القنيطرة  قبل مدة، واكدت ذلك مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان التي قالت ان السلطات السورية تاكدت من وجود مستعربين يقاتلون في صفوف المعارضة لابد ونحن نتحدث عن هذا السيناريو الذي تتحدث به اوساط الائتلاف في اسطنبول ويراقبه محور طهران دمشق موسكو باهتمام ان نتذكر التصريح الشهير لعضو الئتلاف السوري كمال اللبواني الذي طلب مساعدة اسرائيل لاسقاط النظام مقابل التخلي عن الجولان.
كلام اللبواني لم يلق استنكارا من الائتلاف ولا حتى بيان صغير توضيح لما قاله وصمت جميع اقطاب المعارضة عنه، اختير اللبواني من قبل المخابرات الامريكية للعب هذا الدور والرجل وافق ان يكون جرافة العلاقة ومعول كسر الحاجز بين المعارضة واسرائيل.
يقول احد اعضاء الائتلاف السوري المحسبوين على السعودية في جلسة خاصة مع احد الصحفيين ان رجال قطر هربوا من المواجهه في القلمون وحمص وهم الان تتلقطهم اجهزة الامن اللبنانية واحدا تلو الاخر .. لقد فشلوا .. والان السعودية تصنع الطبخة الكبيرة.
التوقيت
تتحضر دمشق لهذا السيناريو يلتفت القادة العسكريون الى تحرك المجموعات المسلحة في القنيطرة والتي بدت فاعلة في الشهر الاخير بدأت علمية عسكرية هناك لجس نبض قدرة هذه المجموعات ومدى تسليحها يتوقع البعض في دمشق ان يكون التوقيت مع بدء الانتخابات الرئاسية في شهر حزيران (يونيو).
ويتكتم الائتلاف عن الموعد لبدء المرحلة الثانية من الحرب، الحقيقة  ان ايا من اقطاب الائتلاف لا يعرف متى ساعة الصفر ولا حتى قادة المجموعات المسلحة وحدها واشنطن تملك الاجابة .
الحل السياسي
لكن وفق التقديرات فان واشنطن لا ترغب من خلال هذا السيناريو اسقاط النظام في دمشق لكن هذه التحركات العسكرية الجديدة سوف تعدل ميزان القوى على الارض  وتدفع النظام الى القبول بالحل السياسي والبحث في هيئة الحكم الانتقالية وتقول مصادر داخل الائتلاف ان الامريكيين طلبوا مؤخرا من المبعوث الاممي لسوريا الاخضر الابراهيمي انتظار تغييرات سوف تجري في سوريا قبل الدعوة لعقد الجولة الثالثة من محادثات جنيف.
ووفق كل ما ذكرناه انفا فانه للاسف فان الحرب في سوريا سيطول عمرها وان الايام القادمة ستكون صعبة للغاية.

رأي اليوم