دام برس : ماذا كان يحضر مسلحو المعارضة السورية في الغوطة الشرقية عند وقوعهم في كمين بحيرة العتيبة؟ أين كان مكان اتجاه الرتل المسلح الذي وقع في الكمين؟ كيف تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من تفخيخ خط مسار المسلحين بدقة متناهية؟ هل أفشل هذا الكمين عملية هجوم كبير كان يعد على العتيبة والغوطة الشرقية؟ هل كان الكلام الاعلامي عن هجوم من الاردن محاولة من المعارضة وداعميها للتمويه عن العملية الاساس التي فشلت في هذا الكمين؟
أسئلة طرحت منذ بث صور الكمين الكبير الذي وقع فيه أكثر من مائتي مسلح من المعارضة السورية عند بحيرة العتيبة عند خروجهم من الجزر المحاصرة في الغوطة الشرقية، ونجيب عليها في تقرير يشرح بالتفصيل الذي جرى في تلك الليلة والأيام التي سبقتها في تلك المنطقة ومحيطها. وفي التفاصيل ان وحدات المراقبة والاستطلاع لدى الجيش السوري وحلفائه رصدت منذ حوالي شهر حركة عبور خفيفة من الغوطة الشرقية عبر خط التفاف من عدرا نحو بحيرة العتيبة والصحراء التي تقع امتداد لها، وتقول المعلومات أن مجموعات صغيرة مؤلفة من اثنين او ثلاثة أفراد كانت تخرج من الغوطة الشرقية كل ليلة متخذة خط مسار محدد باتجاه بحيرة العتيبة ومن ثم الصحراء الواقعة امتدادا لها. وحسب المعطيات فان عمليات المراقبة والتنصت وتوقيف بعض المسلحين افضت الى معلومات عن هجوم كبير على الغوطة الشرقية يتم التحضير له على غرار الهجوم الذي حصل منتصف شهر كانون اول الماضي وتمكن خلاله ما يقارب الف وخمسمائة مسلح من المعارضة السورية من السيطرة على مناطق واسعة في الغوطة الشرقية ومثلث العتيبة حينها ( انظر تقرير المنار بتاريخ 7 كانون اول 2013). وحسب المعلومات فإن خطة الهجوم الجديدة كانت مطابقة لخطة القديمة وهي القيام بهجومين من محورين: الاول من خارج الغوطة والثاني من داخلها لفك الحصار . وقد استفاد الجيش السوري وحلفاؤه من دروس الهجوم الاول الذي ظهرت فيه العتيبة النقطة الاستراتيجية الاهم والهدف الاساس الذي تسعى مجاميع المسلحين للوصول اليه والسيطر عليه، نظرا لموقع العتيبة الاستراتيجي كبوابة للغوطة الشرقية من ناحية الجنوب، فضلا عن سيطرتها على القرى المحيطة بها حيث أثبتت عملية الهجوم السابق ان سقوط العتيبة جر معه سقوط عدة قرى بشكل تلقائي، لذلك تم تحصين العتيبة بشكل يمنع عنها أي هجوم مباغت. وتقول المعلومات أن الخطة كان تقضي بتجميع المئات من مسلحي المعارضة في نقطة في الصحراء الواقعة امتدادا لبحيرة العتيبة، حيث يتلقون تدريبات معينة لمدة يومين، ومن ثم يتم تزويدهم بأسلحة محددة للبدء بهجوم واسع وكبير على الغوطة الشرقية، وكانت الخطة تقوم على خروج عدد كبير من المسلحين من الغوطة باتجاه هذه النقطة الصحراوية لدعم القوة المكلفة بالهجوم من صحراء العتيبة ، كما كانت الخطة تقوم على تجميع المسلحين في الصحراء استعدادا لساعة الصفر بينما يؤازرهم من تبقى داخل الغوطة عبر هجوم داخلي. وفي المعلومات أيضا انه بعد عدة ليال من الرصد لمجموعات صغيرة كانت تخرج على نفس الخط تم التأكد أن المسلحين يريدون معرفة مدى أمان هذا الطريق في عمليات التنقل من والى داخل المناطق المحاصرة في الغوطة، فتم عند ذلك تفخيخ هذا الخط بالتحديد بانتظار هجوم ما يشن على المنطقة.
وفي الاسبوع الذي سبق الكمين الكبير كانت مجموعات صغيرة تخرج عبر نفس الخط دون أن يتعرض لها أحد ، وكانت تمشي فوق الارض المفخخةـ ومجموعات الرصد تتركها تعبر، وهذا ما جعل مجاميع مسلحي المعارضة يطمئنون الى طريقهم هذه.
|
||||||||
|