الرئيسية  /  محليات

يأس المسلحين وقياداتهم في جوبر ؟


دام برس:
يكاد ملف حرستا ينجز على طريق التسوية، فالمنطقة التي كانت تعتبر بالنسبة لمسلحي الغوطة الشرقية، المتنفس المفتوح على المتحلق الجنوبي، والمنطقة الواصلة بين عربين والقابون مُشَكِلةً مع زملكا وجوبر قلب ووسط محاور الغوطة الشرقية مع العاصمة دمشق من جهة
والجبهة الخلفية لمدينة دوما من جهة أخرى أصبحت على وشك الانضمام الى برزة والقابون في انجاز هدنة أو تسوية أو ترتيبات دائمة لوقف اطلاق النار وفق برنامج يجري الاتفاق عليه، وتم منذ أيام البدء بتنفيذ عدد من «بنود حسن النوايا»، التي تمثلت بتسليم «رحبة حرستا» بالكامل للجيش السوري بحسب ما أكدت مصادر ميدانية لـ«سلاب نيوز»، وجرى سحب المسلحين من المحاور المقابلة لها، وبدء تراجعهم باتجاه القسم الغربي منها، الى نقاط متفق عليها سلفاً، مع العلم أن الجيش كان قد ثبت مواقع متقدمة في عملياته الأخيرة سواء لجهة الأوتوستراد أو لجهة الشمال الغربي فيها قبل سريان مفعول التهدئة.
أما حي جوبر، المطل على ساحة العباسيين، والذي ظل لفترة طويلة، السكين الأكثر قدرة على الطعن في خاصرة العاصمة السورية، فقد أدت عمليات الجيش العنيفة والاقتحامات المدرعة التي خاضتها وحداته بداخله إلى إضعاف شوكته والحد من فاعليته إلى حين انطلاق عمليات استعادة السيطرة على بلدات الغوطة الشرقية لجهة العتيبة وخط السكة، حيث يبدو أن المسلحين قد استغلوا هذه الفترة لتدعيم دفاعاتهم وزيادة عديدهم وتسليحهم، وبدأوا منذ الأسبوع الماضي بشن هجمات متواصلة ومن عدة محاور في الحي في محاولة لفك الطوق واختراق دفاعات العاصمة، وبالتحديد لجهة ساحة العباسيين، مع العلم أن هذه المحاولات التي تجاوزت العشرات، سبق وتم اجهاضها وتكبيد المسلحين خسائر كبيرة خاصة في العام الماضي.
‎أمس حاولت المجموعات المسلحة مهاجمة مراكز ومواقع الجيش على تخوم جوبر، انطلاقاً من دوار المناشر، حيث أكدت مصادر ميدانية أن الجيش السوري استطاع صد الهجو، بعد اشتباكات عنيفة استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة، واستطاعت وحدات الجيش صد الهجوم ومن ثم تنفيذ التفاف لجهة المتحلق الجنوبي والسيطرة على مبنيين كان يتحصن بداخلهما المسلحون، وسقط للمسلحين قتلى وجرحى، بقي منهم ٤ جثث لمقاتلين بالقرب من المباني التي تمت السيطرة عليها.
هذه المحاولة التي تمت مساءً، كان قد سبقها محاولة أخرى ظهراً، كانت نتيجتها الفشل أيضاً، ويبدو أن هذه المحاولات المتكررة، تأتي كردة فعل على نجاح عمليات الهدنة والتسويات والمصالحات الجارية في الشطر الجنوبي من الريف الدمشقي، كما أنها تُفسر يأس المسلحين وقياداتهم من إحداث إرباك كبير في حركة وقدرات الجيش السوري جنوباً في درعا، وغرباً في القلمون، حيث ورغم جميع المحاولات، لا تزال القبضة العسكرية للجيش على مختلف المحاور والمواقع الاستراتيجية شديدة، وممسكة بزمام المبادرة إلى حد كبير.

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=6&id=40055